تفاصيل خطبة الجمعة اليوم: «مظاهر رحمة النبي بأمته»

كتب: حبيبة فرج

تفاصيل خطبة الجمعة اليوم: «مظاهر رحمة النبي بأمته»

تفاصيل خطبة الجمعة اليوم: «مظاهر رحمة النبي بأمته»

تتناول خطبة الجمعة اليوم طريقة تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أمته، وكيف كان رحيما بهم، وهي ضمن خطب شهر سبتمبر الجاري التي تتناول ملامح من حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وصفاته الحميدة، أما عن الخطبة الأخيرة لشهر سبتمبر فجاءت تحت عنوان: «مظاهر رحمة النبي بأمته». 

خطبة الجمعة اليوم 

وتٌفتتح خطبة الجمعة اليوم بـ:«الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنا ونبينا مُحَمَّدًا عَبده ورسوله، اللَّهُمَّ صَلَّ وسلم وبارك عليهِ وعَلَى آلِهِ، وصحبهِ ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فإن الرحمة من عظيم الأخلاق التي تحلّى بها نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وقد تجلت الرحمة في حياة نبينا صلوات ربي وسلامه عليه في أعلى صورها وأبهى معانيها، واتسعت آفاقها لتشمل جميع أمته بل جميع المخلوقات، حيث يقول الحق سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم) عن نفسه:(إِنَّمَا أَنَا رَحْمَةً مُهْدَاةٌ». 

ويأتي في نص خطبة الجمعة: «فكان نبينا (صلى الله عليه وسلم رحيما بالضعفاء وذوي الهمم واليتامى والمساكين، يوصي برحمتهم وإكرامهم، ويسعى في قضاء حوائجهم، حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقَرْ كَبِيرَنَا) ، ويقول (عليه الصلاة والسلام) لمن جاءه يشكو قساوة قلبه: (أَتُحِبُّ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، قَالَ (صلى الله عليه وسلم): (ارْحَمِ الْيَتِيمَ ، وَامْسَحْ رَأسَهُ، وَأَطْعِمْهُ مِنْ طَعَامِكَ، فَإِنَّ ذَلِكَ يُلَيِّنُ قَلْبَكَ، وَتَقْدِرُ عَلَى حَاجَتِكَ)، ويقول سيدنا عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه: "كان النبي (صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ لا يأنفُ أن يمشي مع الأرملة والمسكين فيقضي له الحاجة"، كما جعل النبي (صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أم مكتوم (رضي الله عنه) – وكان ضريرا - مؤذنا له، واستخلفه (صلى الله عليه وسلم على المدينة ليصلي بالناس».

رحمة النبي بالأطفال 

وأوضحت خطبة الجمعة اليوم، أن الأطفال كان لهم نصيب كبير من رحمة النبي، حيث جاء في نص الخطبة: «وكان الطفل له نصيب وافر من رحمته (صلى الله عليه وسلم)، فحين يسمع (عليه الصلاة والسلام بكاء الطفل الرضيع ينهي صلاته على عجل رحمة بالرضيع وبأمه يقول (صلى الله عليه وسلم): (إني لأدْخَلُ الصَّلاةَ أُرِيدُ إطالتها، فَأَسْمَع بكاء الصبي فَأَخَفِّفُ مِن شِدَّةِ وَجْدِ أُمَّهِ به، وحين قَبْلَ رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) حفيده الحسن بن علي (رضي الله عنهما) وعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بن حابس التَّمِيمِيُّ، وَقَالَ الأَقْرَعُ : إِنَّ لي عَشَرَةٌ مِنَ الوَلَدِ مَا قَبلْتُ منهمْ أَحَدًا نَظَرَ إِلَيْهِ رَسولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم) ، ثم قال: (مَن لا يَرْحَمَ لا يُرْحَمُ)». 

وأكملت خطبة الجمعة اليوم: «كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم) رحيما بالمذنبين والعصاة يأخذ بأيديهم ويرشدهم إلى الحق، فحينما أتى شاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله انذن لي بالزنا قربه النبي (صلى الله عليه وسلم منه وحاوره قائلا له : (أتُحِبُّهُ لأمك؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأمهاتهم). قال: (أَفَتُحِبُّهُ لِابْنتِك؟)، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ)، قال: (أَفَتُحِبُهُ لأختك؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَانِهِمْ)، قال: (أَفَتُحِبُّهُ لِعَمْتِكَ؟)، قال: لا والله، جعلني الله فداءك قال: (ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّائِهِمْ)، قال: (أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: (ولا النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخالاتهم)، ثم وضع نبينا صلى الله عليه وسلم يده عليه، ودعا له قائلا: (اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ، وَطَهِّرْ قَلْبَهُ، وَحَصِّنْ فَرْجَهُ».

رحمة النبي بأمته في الدنيا والآخرة 

وتناولت خطبة الجمعة اليوم لوزارة الأوقاف، رحمة النبي بأمته في الآخرة، حيث تقول: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين، إن رحمة نبينا صلى الله عليه وسلم بأمته لم تقف عند حدود الحياة الدنيا فقط، وإنما شملت الحياة الآخرة، فحينما تلا نبينا صلى الله عليه وسلَّمَ) قَوْلَ اللهِ (عز وجل) في إبراهيم (عليه السلام): {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّه مِنِّي ، وقوله سبحانه في عِيسَى (عليه السّلام): (إن تُعَذِّبُهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادك وإن تَغْفِرُ لهم فإنَّكَ أنت العَزِيزُ الحَكِيم رَفَعَ نبينا صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ وَقَالَ: اللَّهُمْ أُمَّتِي أُمَّتِي وبكى، فقالَ اللهُ عزَّ وجلَّ): يا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ ؟ فأتاه جبريل (عليه السلام)، فَسَأَلَهُ، فَأَخبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عليه وسلّم) بما قال وهو أعْلَمُ سبحانه، فقال الله تعالى: يا جبريلُ اذْهَبْ إلى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ إِنَّا سَنرْضِيكَ في أُمَّتِكَ، ولا نسوءك)».

وأكملت خطبة الجمعة اليوم: «ولا شك أن هذه الصور العظيمة للرحمة التي أسكنها الله (عز وجل) قلب نبيه (صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أكبر دليل على سماحة الإسلام ورحمته ويسره ) فلنتراحم فيما بيننا، ولنجعل الرحمة رسالة الإسلام للعالم كله حيث يقول نبينا صلى الله عليه وسلم): الرَّاحِمُونَ يُرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ).اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم واحفظ مصرنا وارفع رايتها في العالمين». 


مواضيع متعلقة