تفاصيل مأساة «زفاف العراق».. كيف تحولت «ليلة العمر» إلى فاجعة؟

كتب: منى السعيد

تفاصيل مأساة «زفاف العراق».. كيف تحولت «ليلة العمر» إلى فاجعة؟

تفاصيل مأساة «زفاف العراق».. كيف تحولت «ليلة العمر» إلى فاجعة؟

استيقظ العراقيون أمس على فاجعة كبيرة في حفل زفاف تحول إلى مأتم، إذ شبت النيران في إحدى قاعات أفراح منطقة الحمدانية في سهل نينوى بسبب استخدام الألعاب النارية، وخلّف الحادث نحو 250 شخصا بين قتيل ومصاب.

حادث حريق حفل زفاف الحمدانية

أظهرت مقاطع فيديو نشرتها وسائل إعلامية عراقية، فيديو للحظات الأولى للحريق، حيث كان العروسان يرقصان الرقصة الأخيرة في حفل ليلة العمر، لتضاء بعدها بعض الشموع لإضافة جو رومانسي للحفل، لكنها سرعان ما بدأت في إطلاق شرارات واشتعلت النيران.

بدأ المدعوون لحفل الزفاف في الهلع والصراخ، وحاولوا الخروج من قاعة العرس، لكن بسبب سقف القاعة الذي كان مغطى بالبلاستيك والأقمشة، انتشرت النيران بسرعة هائلة وانهار السقف، وانقطعت الكهرباء عن القاعة، ودفن المدعوون تحت الركام، فيما تدافع آخرون نحو الباب.

وبسبب الحريق عجزت كثير العائلات عن مغادرة القاعة، بعد أن تسبّبت شدة النيران في حبسهم داخل القاعة، ووصل عدد المتوفين إلى نحو 100 قتيل وفق وزارة الصحة العراقية، بينما الهلال الأحمر العراقي أكد أنّهم لا يقلون عن 450 شخصا، وقدّرت حالات الإصابة بالمئات.

والمؤشرات الأولية التي سببت حريق الحمدانية، تشير إلى اندلاع النيران بعد إشعال الألعاب النارية.

هل نجا العروسان؟

وبعض ظهور الأخبار واهتمام وسائل الإعلام، تضاربت الأخبار الواردة، وتساءل الكثيرون هل نجا العروسان «ريفان وحنين»؟ والإجابة هي نعم.

رغم أنّ العروسين ريفان وحنين كانا الأقرب إلى منبع شرارة النيران، إلا أنّهما استطاعا الخروج سالمين دون إصابات وفق أحد أقاربهما، الذي قال إنّه كان معهما وأنّهما بصحة جيدة جسديًا، لكنها «متدهورة» نفسيًا بسبب الضحايا من أقاربهم.

رئيس الوزراء العراقي يوجه بسرعة التحقيق

واتجَّه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى موقع الحادث، وأمر بتشكيل لجنة تحقيقات على الفور للوقوع على ملابسات الحادث والتأكد من الأسباب، وكشف نواحي التقصير، وإعلان الحداد العام بالعراق لمدة 3 أيام، في مؤسسات الدولة كافة.

 

ووجّه رئيس الوزراء العراقي، وزيري الداخلية والصحة في مكان الحادث، بتقديم الإغاثة الفورية للمصابين، إضافة إلى الإشراف على عمليات الإنقاذ وتقديم المساعدة، مشددًا على ضرورة تقديم الجهات الطبية والصحية علاج الجرحى والمصابين، وتوفير أقصى درجات الرعاية، وفق الحالات، مع إمكانية علاج الحالات المتأخرة خارج العراق.

وطالب بإعداد حصر دقيق لأعداد الضحايا في الحادث وذويهم، لضمان حقوقهم القانونية والاعتبارية وتعويضهم ماديا.

نتائج التحقيقات خلال 72 ساعة

وقال وزير الداخلية العراقي عبد الأمير الشمري، بعد انتهاء الاجتماع مع اللجنة التحقيقية التي شُكلت للوقوع على ملابسات حادث قضاء الحمدانية، إنّ نتائج التحقيق في الحادث المؤسف ستعلن خلال 72 ساعة، وتعرض على رئيس مجلس الوزراء لمحاسبة المقصرين فيه.

وأوضح أنّ التحقيقات الأولية بيّنت عدم وجود شروط الأمان والسلامة في القاعة التي كان داخلها نحو 900 شخص خلال الحادث، وفق بيان المكتب الإعلامي لوزارة الداخلية.

وكشف أنّ الأجهزة الأمنية ألقت القبض على 14 متهما بينهم 10 عمال وصاحب القاعة و3 متورطين بإشعال الألعاب النارية خلال الحادث الذي أودى بحياة 100 فضلا عن أكثر من 150 مصابا.

وزارة الصحة توجه برعاية المصابين

وقال وزير الصحة العراقي الدكتور صالح مهدي الحسناوي، إنّ الوزارة وجميع دوائرها باستنفار تام لتوفير جميع الاحتياجات، كما أمّنت كميات كبيرة احتياطية من الأدوية والمستلزمات الطبية والفرق التخصصية لصحة نينوى.

وأكد الدكتور الحسناوي أنّ جميع الحالات تمت معالجتها ضمن المؤسسات الصحية في نينوى، باستثناء 35 حالة نقلت لتلقي العلاج في المؤسسات الصحية بمحافظتي آربيل ودهوك، ولا يوجد أي حالة حتى الآن استدعت النقل إلى خارج العراق.

تشييع جثمان ضحايا حريق الحمدانية

وشيّع الآلاف من مواطني العراق ضحايا حريق الحمدانية في مشهد مهيب، وشارك في الجنازة العروسان ريفان وحنين، إذ ظهرا في مقاطع مصورة قصيرة وهما منهاران بسبب الضحايا.


مواضيع متعلقة