حاورت هؤلاء: أحمد رمزي الولد الشقي
- حاورت هؤلاء
- أحمد رمزى الولد الشقى
- الرئيس جمال عبدالناصر.
- «برلنتى عبدالحميد»
- حاورت هؤلاء
- أحمد رمزى الولد الشقى
- الرئيس جمال عبدالناصر.
- «برلنتى عبدالحميد»
بدعوة كريمة من صديقى الغالى الكاتب الصحفى الكبير مصطفى عمار أكتب مقالى الأول بجريدة «الوطن» الغراء بعنوان «حاورت هؤلاء»، هذه المقالات ستكون عبارة عن سلسلة أرصد من خلالها أهم الحوارات والأسرار التى حصلت عليها من كبار النجوم خلال مشوارى الصحفى، بلا شك شرفت أننى حاورت العديد من نجوم مصر الكبار أمثال سيدة الشاشة العربية، عمر الشريف، أحمد رمزى، هند رستم، نادية لطفى، شويكار، وآخرين.
وقع اختيارى لمقالى الأول على جان السينما وأحد فتيانها الكبار النجم الكبير أحمد رمزى لعدة أسباب؛ أولها لأنه هذا العام تحل ذكرى رحيله الحادية عشرة، حيث رحل عن دنيانا فى عام 2012، تحديداً فى الثامن والعشرين من شهر سبتمبر، والسبب الثانى أننا فى هذا العام نحتفى بذكرى ميلاده الثالث والتسعين، حيث ولد فى مدينة القاهرة لعام 1930، والسبب الثالث أن «رمزى» لم يكن فناناً عادياً بالنسبة لى لكنه من أوائل الفنانين الكبار الذين منحونى ثقة كبيرة فى نفسى كصحفى لعدة أسباب أيضاً، السبب الأول أننى الصحفى الوحيد على مدار تاريخه الفنى الذى وافق على أن يجرى معه حواراً صحفياً بالتليفون وليس فى منزله، حيث كان من المعروف عنه لا يجرى حواراً بالتليفون مع أى صحفى مهما علا شأنه بلا شك هذه الثقة اكتسبتها بعد أن قرأ سلسلة الحوارات التى أجريتها معه فى فيلته الشهيرة بهاسيندا سيدى عبدالرحمن بمجلة الإذاعة نزلت هذه الحوارات على عدة حلقات، أعترف أن هذه الحوارات منحتنى الصلاحية كاملة فى أن أكون قريباً من «رام» كما كان يناديه بعض أصدقائه المقربين.
والسبب الثانى أننى كنت الصحفى الوحيد الذى أجرى حواراً صحفياً وأنفرد بأول ظهور لزوجته اليونانية السيدة نيكول ألبير لدرجة أننى حينما كنت فى فيلته قال لى «انسى مش هتوافق» فهى لم تقبل بالظهور أو الحوارات طوال حياتها، «عموماً يا سيدى أهى عندك لو وافقت أنا كمان موافق»، المهم كسبت الرهان ووافقت السيدة نيكول على أن أكون صاحب الحوار الأول والوحيد لها فى الصحافة المصرية والعربية، سألنى رمزى ضاحكاً قائلاً لى «عملتها إزاى دى؟»، كنت أعترف أننى كنت محظوظاً بتلك الموافقة.
والسبب الثالث أيضاً أنه قد وافق رمزى على أن يكون الظهور الوحيد والأول لابنه «نواف» الذى كان يعانى مشاكل صحية كبيرة فى الحركة وفى المخ، أثناء الحوار قال لى لماذا اختار له اسم «نواف» كما أنه هو أهم شخص فى حياته، وأطلق عليه هذا الاسم تيمناً باسم صديق خليجى كان من المقربين جداً منه.
قبل بداية الحوار استقبلنى «رمزى» من الممكن أن نقول عنه استقبالاً يليق بصديق قديم، على الرغم من أننى كنت أخطو خطواتى الأولى فى عالم الصحافة، حوارنا امتد على مدار يوم كامل تقريباً بدأ من الصباح حتى التاسعة مساء وتحدثنا فى كل شىء تقريباً، الفن والحياة والنساء، وكشف لى رمزى أثناء الحوار عن أسرار باح بها للمرة الأولى فى حياته، مثل قصة زواجه الأول من السيدة عطية الله الدرملى المعروفة بسيدة الزمالك حيث كانت بمثابة جارته فى الحى الشهير، ولماذا انفصل عنها، ولماذا تزوج من الراقصة والفنانة الكبيرة نجوى فؤاد ولماذا لم يستمر زواجهما سوى 3 أسابيع فقط، ومَن الصحفى الذى أجبره على الزواج منها وما سر المكالمة التى جاءته فى استوديو مصر وأثناء تصويره أحد الأفلام وجعلته يذهب مسرعاً لمنزل نجوى فؤاد للزواج منها، وكيف التقى بالسيدة نيكول ألبير فى أحد مطاعم القاهرة الشهيرة، كيف بدأ الإعجاب بينهما مبكراً.
كما حكى لى «رمزى» عن كواليس فيلمه الشهير «ابن حميدو» مع كل من هند رستم، إسماعيل يس، عبدالفتاح القصرى، زينات صدقى، توفيق الدقن، ولماذا أحضر منتج الفيلم زوجة «رمزى» نيكول من القاهرة، ومعها زوجة المخرج فطين عبدالوهاب، كى ينتهى من تصوير هذا الفيلم بإحدى المدن الساحلية المطلة على البحر الأحمر.
كما اعترف «رمزى» أثناء حوارنا أنه لولا هذا التصرف من منتج الفيلم لم يكن سينتهى من التصوير حتى وفاته، على حد تعبيره.
اعتبر «رمزى» هذ الفيلم الأفضل بين أفلامنا الكوميدية على مدار تاريخنا السينمائى، مشيداً بكاتبه المخرج والسيناريست عباس كامل الذى كان يعتبره هو وأبناء جيله من النجوم مخرجاً متواضعاً جداً بينما كسيناريست إمكانياته كانت كبيرة.
كما اعترف لى «رمزى» أثناء الحوار اعترافاً خطيراً ألا وهو أن مدير الرئيس عبدالناصر علمه كيف يهرب من تسجيلات مكالماته حيث كان قريباً منه على مستوى الصداقة، وهذا الذى سهل له إجراءات السفر إلى العاصمة البريطانية لندن أيضاً بعد نكسة 1967، أذكر رمزى حينما قال لى هذا السر ضحك ضحكته المعروفة ثم قال لى «عارف أنا وشوية قليلين تقريباً فى مصر اللى كان عندهم خطة بديلة للهروب من تسجيل مكالماتهم ومراقبة تليفوناتهم».
كما كشف لى عن سر آخر خطير ألا وهو لماذا استدعته جهة سيادية للتحقيق معه لعدة ساعات مطولة بمكتب رتبة كبيرة وسأله بالحرف الواحد: فين صاحبتك؟ قال لى «رمزى» إنه كان يقصد الفنانة الكبيرة الراحلة «برلنتى عبدالحميد»، المهم أجاب أنه لا يعرف عنها شيئاً منذ عدة شهور ثم اكتشف بعدها رمزى أن السر وراء اختفائها كان زواجها من المشير عبدالحكيم عامر وزير الدفاع الأشهر فى عهد الرئيس الخالد جمال عبدالناصر.
رغم مرور حوالى 14 عاماً على هذه السلسلة من الحوارات إلا أن الذاكرة ما زالت عامرة بالأسئلة والأجوبة، والذكريات الجميلة مع جان السينما المصرية «أحمد رمزى».