«شؤون البيئة»: الاقتصاد الحيوي سيحدث نقلة نوعية في النمو الاقتصادي

كتب: منة عبده

«شؤون البيئة»: الاقتصاد الحيوي سيحدث نقلة نوعية في النمو الاقتصادي

«شؤون البيئة»: الاقتصاد الحيوي سيحدث نقلة نوعية في النمو الاقتصادي

شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة جلسة السياحة البيئية والاقتصاد الحيوي بمنتدي الاستثمار البيئي والمناخي، وأدار الجلسة محمد عليوة مدير برنامج شرم الشيخ الخضراء بوزارة البيئة.

مصر لديها كميات كبيرة من الكتلة الحيوية

وأكد الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة خلال الجلسة على أهمية التوجه نحو الاقتصاد الحيوي والدوار، وجود شركات مبتكرة تعمل في هذا المجال، مُشيراً إلى أن مصر لديها كميات كبيرة من الكتلة الحيوية «bio mass»،  وهو ما دفع وزارة البيئة لعمل استراتيجية لتحديد كمية الموارد وأماكن تواجدها، وتحديد التكنولوجيا المناسبة وتكلفتها، وقد تم تقسيم المحافظات طبقاً للكميات الموجودة بها، مشيرا إلى أن دول العالم بدأت تتوجه نحو استخدام مخلفات «bio mass» والتي يمكن أن تُحدث نقلة في النمو الاقتصادي وتلك المخلفات لها أشكال كثيرة كمشروعات البيوجاز، ومخلفات الصرف الصحي، المخلفات الزراعية وغيرها، وهذه المخلفات تحقق مردوداّ مادياً وتوفر فرص عمل، كما تساهم هذه المخلفات في تحسين الدخل القومي.

وأكد المهندس محمد عبد الكريم رئيس هيئة التنمية الصناعية، أن الهيئة كممثلة لوزارة الصناعة تهتم بتنمية القطاع الصناعي التي تراعي البيئة والمناخ، من خلال عدة محاور تشريعية وإجرائية وبيئية وتنفيذية، حيث حرصت الهيئة على تشجيع المستثمرين للانضمام لمنظومة الاقتصاد الرسمي مما سيساعد على مراعاة البعد البيئي والمناخي، حيث تحولت خلال الشهور الأربع الماضية 1300 شركة للقطاع الرسمي.

وأشاد «عبد الكريم» بالتعاون البناءة مع وزارة البيئة خاصة في الشق الإجرائي، الذي ساهم في تسريع وتيرة الحصول على التراخيص وإجراء دارسات تقييم الأثر البيئي والصادر الملاحظات وحلولها، مشيرا إلى التطلع لإنشاء مناطق صناعية خضراء في مصر، كما تم انشاء وحدة ترشيد الطاقة بالهيئة، والتوسع في المجمعات الصناعية المجهزة لتصل 17 مجمعا في مصر، إلى جانب اتباع نهج الاقتصاد الدوار، وتخصيص مجمعات لتدوير المخلفات الناتجة بالمناطق الصناعية كخطوة على طريق التحول الأخضر.

فيما أكد الدكتور أحمد رزق نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، أن الاقتصاد الحيوي يعتبر من الموضوعات الهامة التي بدأ الاهتمام بها في السنوات القليلة الماضية، حيث شهدت تلك السنوات تحقيق تحديات كبيرة في مجالات عديدة على أرض الواقع، و تغيرت المفاهيم الخاصة بالاقتصاد الحيوي والاقتصاد الدوار وأصبح هناك وعى كبير بأهميتها.

ضرورة تضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص

وأشار «رزق» إلى نماذج كثيرة من المجالات التي يمكن استغلالها كالمخلفات الزراعية، المخلفات الطبية، مخرجات العملية الصناعية الغذائية، كل هذه مشروعات يمكن أن تقدم منتج تنافسي قادر على التصدير، مُشددةً على ضرورة تضافر الجهود الحكومية والقطاع الخاص وإدخال التكنولوجيات الحديثة والاهتمان بالتدريب لنجاح هذا المجال.

كما تضمنت الجلسة عرض فرص الاستثمار في مجال الاقتصاد الحيوي في الشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تحدثت الأستاذة شهيرة يحيى مدير قطاع التسويق بشركة شيتوزان عن تجربة استخلاص مادة الشيتوزان كسماد عضوي من المخلفات البحرية كقشور الجمبري والاستاكوزا، ودعم صغار المزارعين بتوفير سماد عضوي عالي الجودة لتسميد المحاصيل التصديرية والصناعية، وأوضحت أن الشركات الصغيرة والمتوسطة لديها فرص واعدة في مجال الاستثمار في الاقتصاد الحيوي.

بينما أكد محمود شطا مدير تطوير الأعمال بشركة سكاتيك بمصر، أن الشركة كانت شريك في محطة بنبان للطاقة الشمسية، التي تخطت انتاج الطاقة المتجددة محليا ليتم تصديره وصناعة الوقود الحيوي، كما اهتمت الشركة بتنفيذ مشروعات الهيدروجين الأخضر والاستفادة منه في إنتاج الامونيا الخضراء التي تدخل في عدة صناعات، وأيضا مشروع انتاج 40 ألف طن من الإيميثانول في دمياط باستخدام المواد الحيوية الناتجة من صناعة السكر.

وأضاف أن هناك اتجاه كبير نحو الاقتصاد الحيوي عالميا وإنتاج الوقود الحيوي، خاصة في ظل معايير الصفقة الأوروبية الجديدة التي ستساعد غلي زيادة الطلب على الوقود الحيوي وتقليل الانبعاثات والبصمة الكربونية، فمثلا قطاع الطيران سيكون على الأقل 6% من الوقود المستخدم به حيوي بحلول 2023، وأيضا قطاع النقل البحري.

وأشاد أحمد يحيى المدير التنفيذي لشركة إيكونوبيا، بجهود وزيرة البيئة في دعم السياحة البيئية وخلق أسلوبا مستداما لاستخدام المحميات الطبيعية، موضحا أن دعم السياحة البيئية بشكل أكبر سيحقق نتائج غير متوقعة، لافتا لمزايا هذا النوع من السياحة الذي يساعد على حماية الطبيعة ودعم السكان المحليين للمحميات بإتاحة فرص عمل وصون تراثهم وتقاليدهم، وعرض بعض التحديات التي تواجه القطاع ومنها تحديات إجرائية تمويلية ونقص البيانات.

وقال السيد سيلفان ميرلين نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر: «لقد نجحت مصر في الربط بين البيئة والمناخ بالاستثمار، وهذه خطوة مهمة»، وأكد أن قطاع السياحة يعتمد بشكل كبير على البيئة وصناعة تدر دخل، لذا حرص برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على الشراكة مع مصر في مختلف خطوات تطوير ملف السياحة البيئية سواء تأهيل البنية التحتية وفتح مناطق جديدة وتقديم الخدمات وتعزيز العلاقة مع السكان المحليين، مشيرا إلى التجربة الملهمة في محمية وادي الحيتان، وحملة ايكو ايجيبت للترويج للسياحة البيئية والتي وضعت مصر على خريطة السياحة البيئية العالمية، والتجارب الناجحة لتطوير المحميات ودعم السياحة البيئية في محميات رأس محمد ونبق ووادي الريان وسيوة.

جاء ذلك بحضور الدكتور على أبو سنة رئيس جهاز شؤون البيئة، والمهندس محمد عبد الكريم رئيس هيئة التنمية الصناعية، وأحمد رزق نائب ممثل منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO، والسيدة سيلفان ميرلين نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر، محمود شطا مدير تطوير الأعمال بشركة سكاتيك بمصر، أحمد يحيى المدير التنفيذي لشركة ايكونوبيا،   شهيرة يحيى مسئول قطاع التسويق بشركة شيتوزان.

 


مواضيع متعلقة