مساومة استراتيجية لفيتنام.. تحديث الجيش بأسلحة روسية وتعزيز علاقات مع واشنطن

كتب: محمد البلاسي

مساومة استراتيجية لفيتنام.. تحديث الجيش بأسلحة روسية وتعزيز علاقات مع واشنطن

مساومة استراتيجية لفيتنام.. تحديث الجيش بأسلحة روسية وتعزيز علاقات مع واشنطن

في تحدٍ جديد للعقوبات الأمريكية، خططت فيتنام لشراء كمية كبيرة من الأسلحة الروسية لتعزيز قدراتها العسكرية ومواجهة الدول محيطة بها في شرق آسيا.

وتزامنا مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لفيتنام؛ لتعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، كشفت وثيقة حكومية فيتنامية داخلية، مؤرخة في مارس 2023 وأكدها مسؤولون فيتناميون حاليون وسابقون، عن نية هانوي لتحديث جيشها من خلال تمويل عمليات الاستحواذ الدفاعي سرًا من خلال مشروع مشترك بين فيتنام وروسيا، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

تعطيل خطط الردع

واعترفت الوثيقة بمفاوضات فيتنام بشأن صفقة أسلحة جديدة مع روسيا؛ لتعزيز الثقة الاستراتيجية وسط الحظر الدولي الذي تفرضه روسيا، واعتمدت فيتنام، التي كانت من بين أكبر 10 مستوردين للأسلحة، تاريخيا على الأسلحة الروسية، ورغم ذلك فإن العقوبات الأمريكية ضد الدول التي تشتري الأسلحة الروسية عطلت خطط فيتنام لتحديث جيشها، وخاصة لردع بعض التهديدات في بحر الصين الجنوبي.

ومن خلال السعي إلى التوصل إلى اتفاق سري لشراء معدات دفاعية روسية، تجد فيتنام نفسها في خضم منافسة أمنية معقدة، شكلتها سياسات الحرب الباردة والصراع الحالي في أوكرانيا.

موازنة العلاقات مع القوى العالمية

وتتمتع هانوي بمهارة في موازنة العلاقات مع القوى العالمية، لكن سعيها للحصول على صفقة أسلحة روسية يعقد مشاركتها مع الولايات المتحدة، ويسلط الضوء على التحديات التي تفرضها السياسة الخارجية الأمريكية، والتي غالبًا ما تجبر الدول على الاختيار بين الولايات المتحدة وخصومها.

وأوضح أن موقع فيتنام الاستراتيجي، الواقع بين الصين وروسيا، والذي يعدد هاما للولايات المتحدة، يضعها في موقف توازن جيوسياسي، وتهدف البلاد إلى تجنب التورط في مواجهات بين القوى العظمى ورسم مسارها المستقل.

أهم شريك استراتيجي في الدفاع والأمن

وتحدد وثيقة وزارة المالية في فيتنام، خطة شاملة لتمويل مشتريات الأسلحة الروسية من خلال مشروع روسي فيتنامي مشترك يسمى «روسفيت بترو»، في شمال روسيا، وترى فيتنام أن روسيا هي أهم شريك استراتيجي لها في مجال الدفاع والأمن، وتظل هذه الشراكة متأصلة بعمق في جيشها.

وعلى الرغم من المخاطر التي قد تلحق بمكانتها الدولية ونموها الاقتصادي، فإن الروابط التاريخية التي تربط فيتنام بروسيا، واعتمادها العسكري، والتحديات التي يفرضها التحول إلى الأسلحة الغربية، تجعل من الصعب تغيير المسار.

توازن مع تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة

إن المرونة الاستراتيجية التي تتمتع بها فيتنام، وقدرتها على إدارة العلاقات بين القوى العظمى، وإحجامها عن التخلي عن حلفائها القدامى، روسيا والصين، واضحة في دبلوماسيتها، وهي تسعى إلى الحفاظ على توازن دقيق مع تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة.


مواضيع متعلقة