مشهد سينمائي لقوارب تحرك جزيرة عائمة.. «واقفه في طريق جسر مهم»

مشهد سينمائي لقوارب تحرك جزيرة عائمة.. «واقفه في طريق جسر مهم»
قد يبدو المشهد سينمائيًا، قوارب صغيرة تحرك قطعة عملاقة في عرض البحيرة وثقتها مقاطع الفيديو؛ تبدو بأشجارها كأنها لوحة فنية لا يعيش بها سوى الكائنات البرية وحول شواطئها تدور الأسماك، لم يكن ذلك مقطع مصور، ففي بحيرة تشيبيوا بولاية ويسكونسن الأمريكية تقع جزيرة عائمة عملاقة عند التحرك السنوي لها تحتاج لعشرات القوارب؛ لا تبقى تلك الجزيرة في مكانٍ واحد بسبب منسوب المياه الذي يتغير مع الوقت ويجرفها تجاه جسر كبير تقوم بسده، ولأنه جسر حيوي يضطر الصيادين لتحريكه بقورابهم.
بداية الجزيرة من بحيرة قديمة
في الربع الأول من القرن العشرين تكونت بحيرة تشيبيوا والتي تعد أحد اهم البحيرات في ولاية ويسكونسن المعروفة بـ«أرض الألبان في أمريكا» كونها إحدى رواد منتجي الألبان في البلاد، وتشتهر خصوصًا بالجبن، وهي أيضًا موطنًا لجزيرة عائمة عملاقة تتحرك لسد جسر حيوي مهم لذلك يقوم أصحاب القوارب المحليين بنقلها لوضعها السابق كل فترة، وتكونت البحيرة عن طريق غرق مستنقع كبير، وبعدها بدأت العديد من المستنقعات الترابية فى الارتفاع إلى السطح التي كونت الجزيرة وتحولت لمنطفة مثالية لنمو بذور النباتات التى تحملها الرياح والطيور البرية، وفقًا لموقع «Northern News Now».
نباتات زرعتها الطيور
كانت الطيور البرية هي السبب الأول في زراعة تلك البقعة الخصبة، لتجمع بسببهم الجزيرة الموجودة في بحيرة تشيبيوا مجموعة مختلفة ومميزة من النباتات والأشجارالتي نمت بسرعة، ولا تمثل فقط مستنقع للبناتات العائمة، لكن بها مكان لوقوف السيارات على عدة أفدنة، وأكبرها يسمى «مستنقع الأربعين فدان» على الجانب الغربى من البحيرة، وفى كل عام تقريبًا، يتعاون العشرات من أصحاب القوارب المحليين لدفع المستنقع أو الجزيرة بعيدًا عن الجسر الذى يربط بين الجانبين الشرقى والغربى للبحيرة.
وفي حديث لـ«Northern News Now»، قال أحد سكان المنطقة المحليين: «نحرك الجزيرة كل عام تقريبًا حيث يتطلب الأمر جهدًا مجتمعيًا ويجب أن تكون الرياح في ظهرك حتى تتمكن من دفعها».
وبحسب موقع «Chippewa Flowage»، تتكون الجزر العائمة الفريدة فى البداية كمسطحات البحيرة طينية ترتفع من المستنقع فى الأسفل، ولكن مع مرور الوقت، تبدأ النباتات في النمو حتى أن أقدم الجزر بها أشجار تعمل كأشرعة عندما تهب الرياح، وتتحرك تلك الجزيرة طوال الوقت، ولكن عندما تفعل ذلك، فإنها يمكن أن تسبب صداعًا للسكان المحليين عن طريق إغلاق جسر مهم وهو الممر الوحيد بين الجانبين الشرقى والغربى للبحيرة، وعندما يحدث ذلك، فإن الطريقة الوحيدة لنقلها هى بالقارب، وليس مجرد قارب كبير واحد، بل العشرات منهم يعملون فى انسجام تام، والرياح تدعمهم.
ولم تكن الجزيرة العائمة التى يبلغ عمرها عقود من الزمن هي الوحيدة الفريدة، وهناك العديد من الجزر المميزة في بحيرة فيكتوريا، تقوم الولاية بتطهيرها كل فترة باستخدام طائرات بدون طيار في خليج مورشيسون وواحدة في جينجا بهدف مراقبة تحركاتها حتى لا تقوم بسد الأماكن الحيوية مثل الموجودة في ولاية ويسكونسن.
التخطيط لجزر عائمة في المستقبل
تعتبر فكرة العيش بدوام كامل في أعالي البحار من الخطط التي بدأت مسابقة Seasteading الأمريكية تنفيذها بالذكاء الإصطناعي والتي أظهرت 5 احتمالات مذهلة لمستقبل الحياة الحضرية على البحر على عكس أي جزر صناعية، وهو فندق منتجعي فاخر أكثر من كونه مدينة على البحر، تُظهر الصورة حواف استوائية تشبه الشاطئ مع شقق فاخرة تطل على المياه ونواة كثيفة من الوظائف متعددة الاستخدامات.
أما التصميم الثاني يعكس الحياة في مدينة بسيطة ومتعددة الاستخدامات وعلى منصة تتمتع الجزيرة بحرية التطور والتوسع حسب الحاجة، تم اختيار تصميم المدينة المستدامة ليكون الفائز، وذلك بسبب الطريقة التي يُظهر بها استراتيجيات التصميم الأخضر في شكل الهيكل نفسه، وتم تصميمها لتوجيه الرياح وجلب الطاقة الشمسية والتبريد.