تكنولوجيا الفضاء وأمن الممرات الملاحية والطاقة.. أبرز مجالات التعاون بين مصر والهند

تكنولوجيا الفضاء وأمن الممرات الملاحية والطاقة.. أبرز مجالات التعاون بين مصر والهند
- مصر
- الهند
- دول العشرين
- العلاقات بين القاهرة ونيودلهى
- مصر
- الهند
- دول العشرين
- العلاقات بين القاهرة ونيودلهى
أشاد محللون سياسيون بالعلاقات بين القاهرة ونيودلهى، مؤكدين أنها متجذرة تاريخياً، بدأت فى عهد قدماء المصريين وعُززت مع بداية حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث زار الرئيس المصرى الهند مطلع العام الجارى كضيف شرف للاحتفال بيوم الجمهورية الهندية، أعقب ذلك زيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودى، فى يونيو الماضى للقاهرة، التى أعلن الزعيمان خلالها رفع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة، وأخيراً مشاركة مصر فى قمة مجموعة العشرين التى تستضيفها نيودلهى، وأضافوا أن مصر هى بوابة أفريقيا للعالم، فأى استثمارات أو شراكات اقتصادية فى القارة السمراء يجب أن تبدأ من مصر، خاصة أن مصر هى الشريك التجارى الأهم فى أفريقيا للهند.
«حجازي»: حكومة الهند قدمت استثمارات ضخمة بقيمة 18 مليار دولار في قطاع الهيدروجين الأخضر
السفير الدكتور محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية، سفير مصر الأسبق فى الهند، قال إن البلدين بينهما الكثير من القواسم المشتركة، فكلاهما نموذج للاستقلالية الإقليمية، من خلال البحث عن تعزيز العلاقات المشتركة وتحديد قواعد الحركة الدولية، مشيراً إلى رغبة القيادات فى تعزيز العلاقات المشتركة لتحقيق الاستقرار فى محيطهما بالشرق الأوسط وجنوب آسيا.
وأوضح «حجازى»، لـ«الوطن»، أن العلاقات بين البلدين أصبحت وثيقة خلال الفترة الماضية، ونشطت الزيارات خلال العام الجارى، ففى يناير الماضى تمت دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى كضيف شرف الاحتفال بيوم الجمهورية فى الهند، أعقبتها زيارة رئيس وزراء الهند للقاهرة فى يونيو الماضى، فضلاً عن مشاركة مصر حالياً فى اجتماع مجموعة العشرين المنعقد بنيودلهى، مضيفاً أن العلاقات المصرية الهندية تمت ترقيتها إلى مستوى الشراكة بين البلدين: «من أهم جوانب الشراكة الحرص على استقرار أمن الملاحة الدولية، خاصة بالبحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربى، وذلك لضمان حرية الملاحة التى تساعد الهند على إرساء دعائمها من المحيط الهادى حتى الباسيفيك وصولاً إلى أوروبا عبر قناة السويس».
وتابع «حجازى» أن من بين مؤشرات تعزيز العلاقات بين القاهرة ونيودلهى دعوة الهند لمصر للمشاركة فى قمة مجموعة العشرين كشريك رئيسى من خارج المجموعة (التى تترأسها الهند) على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وتُعد الهند من أكثر الاقتصادات صعوداً فى مجموعة العشرين، وهى قوة رئيسية يُعتد بها على الساحة الدولية، مضيفاً أن الهند دعمت مصر لعضوية تجمُّع بريكس: «رئيس وزراء الهند يحرص دائماً على تقديم الدعم الاقتصادى لمصر، بالإضافة إلى ما قدمته الشركات الهندية خلال قمة المناخ COP27 فى شرم الشيخ من استثمارات ضخمة تقدَّر بنحو 18 مليار دولار فى مجال الهيدروجين الأخضر»، مؤكداً أن الهند استثنت مصر من قرار حظر تصدير القمح، وذلك لتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال إن الهند تُعد كذلك أحد أهم مراكز إنتاج الدواء فى العالم، فهى بمثابة صيدلية العالم، وتمتلك العديد من التكنولوجيات الحديثة المهمة التى يمكن أن تستفيد منها مصر بلا قيود، مثل تكنولوجيا الفضاء، والتكنولوجيا النووية، والهندسة الوراثية، والذكاء الاصطناعى، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتى يمكن تقديمها لمصر للاستفادة منها.
وعن كيفية تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين، شدّد «حجازى» على ضرورة إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية على غرار جامعة العلوم والتكنولوجيا الشهيرة فى مدينة بانجلور، وهى واحدة من أقدم وأبرز الجامعات التكنولوجية فى الهند، تضم العديد من مراكز العلوم والتكنولوجيا، والتى يمكن أن تصبح أحد صروح العلاقات العلمية والتعليمية بين البلدين، مشيداً بالطفرة الاقتصادية التى حققتها الهند خلال الأعوام الماضية، حيث تُعد من الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والتى قُدرت بنحو 80 مليار دولار عام 2020 على الرغم من تداعيات جائحة كورونا، كما أن لديها كوادر فى جميع المجالات يمكن أن تقدم إضافة مهمة للصناعات المصرية ومجالات التكنولوجيات المتنوعة التى تملكها.
«بركات»: دعوة القاهرة للقمة تؤكد قوتها.. ومصر تحرص على تنمية علاقتها بدول العشرين
الباحث فى العلاقات الدولية محمد بركات وصف العلاقة بين البلدين بـ«التاريخية والوثيقة»، لافتاً إلى تعزيزها خلال السنوات العشر الماضية، موضحاً أن مستقبل تلك العلاقة مشرق وواعد لأنه يستند على حقائق الجغرافيا والتاريخ، والأهم من ذلك الرباط الحضارى الذى يجمع شعبى البلدين والوعى الاستراتيجى الذى يميز قيادة البلدين عبر مراحل وتاريخ العلاقات الممتدة، مضيفاً أن دعوة الهند، التى تستضيف قمة مجموعة العشرين، لمصر باعتبارها ضيفاً رئيسياً تعكس الروابط والعلاقات الوثيقة بين البلدين، سواء على مستوى القيادة أو الحكومة أو الشعب، وهو ما يؤكد أهمية الدور المؤثر فى القضايا المختلفة الذى تقدمه مصر على المستوى الإقليمى والدولى فى الملفات الاقتصادية والسياسية.
وعن أهم الملفات المطروحة على مائدة مجموعة «العشرين» قال «بركات» إنّ هناك العديد من التحديات الكبيرة التى تواجه دول مجموعة العشرين، لا سيما فى ضوء الأزمات التى يواجهها الاقتصاد العالمى فى السنوات الأخيرة، بداية من جائحة كورونا، مروراً بتداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، لافتاً إلى أن الدول المشاركة فى القمة هى المسئولة عن 80% من الناتج الإجمالى العالمى، وهى تمثل 75% من حجم التجارة الدولية، مما يجعل القرارات الاقتصادية التى سيتم اتخاذها هى الأهم على المستوى العالمى، موضحاً أن العلاقات بين القاهرة ونيودلهى شهدت تطوراً إيجابياً خلال الفترة الماضية، إذ تمت ترقيتها إلى مستوى الشراكة بين البلدين، مؤكداً حرص مصر على زيادة التعاون الاقتصادى والتجارى مع الهند، وتنمية الاستثمارات المشتركة للمساهمة فى دعم مسيرة التنمية الاقتصادية الجارية حالياً فى البلاد.