أهالى ضحايا ومصابى "أوتوبيس الموت" أمام المدرسة: ساعات الحزن والقلق

كتب: رفيق ناصف

أهالى ضحايا ومصابى "أوتوبيس الموت" أمام المدرسة: ساعات الحزن والقلق

أهالى ضحايا ومصابى "أوتوبيس الموت" أمام المدرسة: ساعات الحزن والقلق

عاش أولياء أمور طلاب مدرسة المدينة الخاصة بطنطا لحظات عصيبة، أمس، إثر وصول خبر اصطدام قطار بأوتوبيس الرحلات الذى يُقل أبناءهم فى رحلة إلى قرية «نيمو فارم» على طريق مصر الإسماعلية الصحراوى بمزلقان مدينة الشروق، ما أسفر عن مصرع سبعة وإصابة 14 آخرين.. وهرول أولياء الأمور وذوو العاملين إلى المدرسة التى فتحت أبوابها فور وقوع الكارثة لاستقبال ذوى الضحايا وإعداد كشوف بالأسماء. وقالت رشا النويهى، مدير العلاقات العامة بالمدرسة، إن 3 أوتوبيسات نقلت التلاميذ المشاركين فى الرحلة من باب المدرسة، وتوجهت إلى إحدى القرى السياحية (نيمو فارم) بالطريق الصحراوى «القاهرة - الإسماعيلية»، مضيفة أن قطار السكة الحديد اصطدم بالأوتوبيس الثالث بعد عبور الأوتوبيسين الآخرين شريط مزلقان السكة الحديد بمدخل مدينة الشروق. وأضافت أن كافة أولياء الأمور تسلموا فعلياً أبناءهم المصابين الذين استقرت حالتهم الصحية، مشيرة إلى أن الحادث أسفر عن مقتل 7 هم تلميذان ومشرفة إدارية ونجليها والسائق، وولى أمر. وحول تفاصيل تحرك الرحلة المدرسية، قال أشرف الشيخ، أحد أفراد أمن المدرسة، إن الإدارة أعلنت عن الرحلة منذ 15 يوماً، وسارع أولياء الأمور بالحجز لأبنائهم، وقاموا بالتوقيع على موافقتهم بالسماح لذويهم بالخروج فى رحلة يوم الجمعة إلى قرية «نيمو فارم» الترفيهية بطريق الإسماعيلية، مشيراً إلى أن الطلاب وأولياء أمورهم تجمعوا فى الصباح، واستقلوا 3 أوتوبيسات، بمعدل 25 طالباً لكل أوتوبيس إلى جانب 4 مشرفين وسائق الأوتوبيس، لافتاً إلى أنهم تحركوا فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحاً، وانصرف أولياء الأمور بعد توديعهم أبناءهم والاطمئنان عليهم. وأضاف موظف بالمدرسة، طلب عدم ذكر اسمه، أن الإدارة حصلت على تصريحات من إدارة شرق طنطا التعليمية، ومديرية التعليم ومن الجهات الأمنية، وأيضاً موافقة أولياء أمور الطلاب الذين خرجوا فى تلك الرحلة. وأكد الصاوى عبدالرحمن، جد أحد الطلاب الذين خرجوا فى الرحلة، أنهم فور علمهم بالخبر توجهوا إلى المدرسة لمعرفة تطورت الحادث المؤلم، خاصة أن هاتف حفيده كان مغلقاً، وقال: عندما وصلنا إلى المدرسة لم نجد المسئولين الذين توجهوا إلى القاهرة، لافتاً إلى تلقيه اتصالاً تليفونياً أكد سلامة حفيده، وأنهم عائدون من مكان الرحلة بعد وقوع الكارثة، ما دفعه للاتصال بنجله «والد الطالب» ليتوجه إلى القاهرة.[FirstQuote] وتجمع أولياء الأمور أمام المدرسة فى انتظار وصول أبنائهم وسط حالة من القلق بعد أن خلت المدرسة من المسئولين ووجود أفراد الأمن وبعض الموظفين فقط، وأوضح الأهالى أنهم على علم بتلك الرحلة منذ 15 يوماً، وقاموا بالحجز لأبنائهم والموافقة على الرحلة. من جهته، قال جابر السويدى، صاحب سوبر ماركت مجاور للمدرسة، إن رشا رامى، إدارية بالمدرسة، 43 سنة، التى لقيت مصرعها فى الحادث هى ونجلاها، 7 سنوات و10 سنوات، تتمتع بحب وتقدير من جميع أهالى المنطقة الكائنة بها المدرسة، مشيراً إلى أنها كانت تشترى منه يومياً أطعمة وحلويات لنجليها وللتلاميذ. وكشفت مصادر من المدرسة عن إصدار الإدارة تعليمات فورية بفتح أبواب المدرسة إثر علمهم لوقوع الحادث لاستقبال أولياء أمور الطلاب وإعداد كشوف بأسماء الضحايا والمصابين، مشيرين إلى أن أولياء الأمور وذوى العاملين استقلوا أوتوبيسات خاصة بالمدرسة، وتوجهوا لمستشفى الطب العالمى. وشددت سوسن حسن، والدة الطفلة حسناء، التى نجت من الحادث، على ضرورة محاسبة المقصرين، سواء من أعضاء مجلس إدارة المدرسة أو المسئولين عن المزلقان، مشيرة إلى تضامنها مع والدة الطفل مصطفى التلاوى، 8 سنوات، التى هرعت لاستلام جثة نجلها من مشرحة مستشفى الطب العالمى. وطالبت والدة الطفلة الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء بصرف تعويضات لمصابى الحادث وضحاياه، ومحاسبة عامل مزلقان الشروق الذى حمّلته المسئولية عن الحادث بسبب ما وصفته بتخاذله فى أداء عمله. وتابع محمود حسن، والد أحد المصابين فى الحادث، أنه يُحمّل مجلس إدارة المدرسة المسئولية الكاملة، لافتاً إلى أن المدرسة مسئولة عن حياة نجله المصاب، وتابع قائلاً: «يا رب مش عارفين نحمى ولادنا اللى بيموتوا وبيتصابوا على الحدود وبيموتوا فى التفجيرات وآخرتها ينصابوا ويموتوا فى حوادث.. لله الأمر من قبل ومن بعد». وقالت إيمان حسن، مدرسة وولية أمر الطفلة منى، إن ابنتها أصيبت بحالة من الحزن بعد علمها بوفاة العاملة الإدارية وسائق الأوتوبيس. وجّه أحمد فكرى، وكيل وزارة التربية والتعليم بالغربية، صلاح العزازى وكيل مديرية التربية والتعليم، بإحالة مجلس إدارة مدرسة المدينة الخاصة للغات للتحقيق لمخالفته التعليمات المنظمة للقيام بالرحلات المدرسية، فضلاً عن عدم الحصول على تصريح رسمى، والسماح بقيام رحلة مدرسية دون الحصول على موافقات أمنية. وقرر وكيل الوزارة تشكيل لجنة من قسم الإدارة والمتابعة برئاسة مدير التعليم الخاص، ومدير إدارة شرق طنطا التعليمية، للتوجه إلى المركز الطبى العالمى لمتابعة آخر تطورات الموقف ومتابعة وحصر أعداد المصابين والضحايا الذين سقطوا فى الحادث الأليم. وقال وكيل الوزارة إن الحادث نتج عنه وقوع كارثة إنسانية راح ضحيتها 7 ضحايا، وأصيب أكثر من 20 آخرين، مؤكداً أن من بين الضحايا سائق الأوتوبيس ويدعى رامى جورج، وعاملة فى المدرسة تدعى رشا بيومى، ونجليهما وولى أمر أحد الطلاب ويدعى مصطفى التلاوى، فضلاً عن مصرع تلميذ يدعى أحمد شعيب، معرباً عن أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء من الطلاب وأولياء أمورهم.