سيجعل الله بعد عسر يسرا
سيجعل الله بعد عسر يسرا
"سيجعل الله بعد عسرٍ يسرا".. هذا هو الوعد الإلهي لمن يؤمنون بحتميته.
حين أكتب على تويتر معانٍ كهذه، يبدأ الهجوم من أغلبية تنتمي للجان، وأقلية من الناس العاديين: انت تقصد يعني الأزمة الاقتصادية؟ مش دي كده متاجرة بالدين؟
والحقيقة أنني حينما أكتب هذه المعاني مجردة فإني لا أقصد السياسة والاقتصاد كما يظنون، وإنما الحياة عموما.. ولكنني قررت بوضوح في هذا المقال أن أتحدث بهذه المعاني عن الأزمة الحالية في مصر.. علشان نبقى واضحين من البداية اهو!
نعم ستنفرج الأزمة، وسيجعل الله بعد عسرٍ يسرا، وستتذكر -عزيزي القارئ الذي يشرفني بقراءة هذه السطور- بعد أن تنتهي الأزمة أنك قرأت هذه الكلمات، وأني قلتها بوضوح: هتعدي..
دي دروشة يعني؟إطلاقا.. هي إيمان عقلي موضوعي بحتمية النجاة والنصر والانطلاق لمن يجتهد ويعمل، وهذا البلد شعبا وقيادة، يجتهد ويعمل منذ سنوات، والأزمات وإن طالت، لا يمكن أن تلغي استحقاق النصر لمن عمل بجد، بل إن التاريخ يخبرنا والأحداث والوقائع الشخصية تؤكد أن الأزمات ربما تدفع المجتهدين للأمام كما لم يتوقعوا من قبل.
هل سنترك الواقع ونتحدث عن الغيبيات؟عزيزي، صدقني هذا تماما هو الواقع، بتجرد شديد هذا ما يحدث دوما، هذا ما حدث في ٢٠١٣ وما بعدها حين ظننا جميعا أن مصر ضاعت بغير رجعة، وهذا ما يحدث دوما حينما تأخذ بالأسباب وتبذل الجهد حتى في حياتك الشخصية.
ودي مش متاجرة بالدين؟حلو السؤال ده.. المتاجر بالدين يخبرك أن الطريق إلى الله يبدأ من عنده هو فقط، وأن تصويتك لصالحه في الصندوق هو حسنة ستدخلك الجنة، هذا ما سمعناه كثيرا من تجار الدين الذين ملأوا الدنيا صخبا قبل ١٠ سنوات، ثم فقدوا كل شيء.
هل سمعت مني أو من غيري كلاما كهذا يوما ما؟ العسر بعد اليسر لمن يأخذ بالأسباب، هذا ليس حكرا على أحد، كل من يعمل باجتهاد فلن يضيع جهده، هذا أيضا ليس حكرا على أحد.. أين المتاجرة بالدين إذن؟ كل ما أفعله ويفعله غيري أننا نمارس إيماننا وقناعاتنا دون فرضها أو احتكارها.
سنعبر الأزمة، حتما.هتعدي، يقينا.وسيكون بعد العسر يسرا بلا أي شك، والشواهد أكثر من أن تُذكر، وربما نقول يوما ما إن هذه الأزمة كانت من أبواب الخير التي ساهمت في دفعة للأمام من حيث لا نحتسب..