جلسات الحوار الوطني تفتح ملف نظام الانتخابات البرلمانية وتستمع لآراء الخبراء.. والأحزاب تقدم رؤيتها لاختيار النموذج الأنسب

كتب: محمد أباظة

جلسات الحوار الوطني تفتح ملف نظام الانتخابات البرلمانية وتستمع لآراء الخبراء.. والأحزاب تقدم رؤيتها لاختيار النموذج الأنسب

جلسات الحوار الوطني تفتح ملف نظام الانتخابات البرلمانية وتستمع لآراء الخبراء.. والأحزاب تقدم رؤيتها لاختيار النموذج الأنسب

أخذت مناقشات النظم الانتخابية نصيباً كبيراً من اهتمامات الحوار الوطنى منذ انطلاقه، إذ عقدت لجنة مباشرة الحقوق السياسية والتمثيل النيابى المندرجة ضمن لجان المحور السياسى، أولى جلساتها النقاشية حول موضوع النظام الانتخابى فى يوم الأحد 14 مايو 2023، وناقشت الجلسات موضوع القوائم النسبية غير المشروطة والقوائم المغلقة المطلقة.

ولم تكن تلك الجلسة هى الأخيرة، إذ أعادت اللجنة عقد جلسة جديدة لمناقشة النظام الانتخابى الأمثل فى جلسة 30 يوليو، كما استعانت بعدد من الخبراء والأكاديميين المتخصصين فى جلسات فنية خاصة لبحث النظام الانتخابى الأفضل بحضور بعض ممثلى القوى السياسية من التيارات المختلفة.

وأعلن تحالف الأحزاب المصرية الذى يضم 42 حزباً، تأييده لإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة بنظام القائمة المطلقة، وقال تيسير مطر، أمين عام التحالف، إن القائمة المطلقة تسهم فى تنمية الحياة النيابية فى مصر، ما ينعكس على استقرار البرلمان، كما أنه لا يمكن الطعن على نظام القائمة المطلقة دستورياً، على عكس نظام القائمة النسبية.

وأضاف «مطر» أن نظام القائمة المطلقة، تحصل فيه قائمة الحزب على «50% زائد واحد» من الأصوات الناخبة، أى إن الحزب الفائز بهذه النسبة يحصل على كافة المقاعد المخصصة للدائرة.

ويرى المهندس حسام الخولى، نائب رئيس حزب مستقبل وطن، أن نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة الخاص بالغرفتين التشريعيتين «النواب والشيوخ» يعبر عن كل طوائف الشعب دون أى استثناء.

مؤيدو «المطلقة»: أكثر استقراراً ولا يمكن الطعن عليها دستورياً 

وأوضح «الخولى» أن نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة فى الغرفتين التشريعيتين «النواب والشيوخ» يعبر عن كل طوائف الشعب المصرى كونه يجمع ما بين الأدباء والمثقفين والأكاديميين والخبراء والشعبيين والفلاحين فى قائمة واحدة، لتكون معبرة عن كافة طوائف الشعب، مضيفاً أن من بين مزايا «المطلقة» أنها تجمع ما بين الأحزاب المؤيدة والأحزاب المعارضة فى شباك واحد على أن يحتفظ كل حزب بأجندته الخاصة ومطلبه الخاص دون أن يطغى أحد على آخر.

وقال النائب محمود صلاح، ممثل حزب حماة الوطن، إن النظام الانتخابى بالقائمة المطلقة هو الأنسب ويحقق العدالة ويضمن تمثيل كافة أطياف الشعب، وخاصة المرأة والشباب وذوى الإعاقة.

وأضاف «صلاح» أنه فى ظل الضوابط الدستورية بالحوار الوطنى، فإن هذه الاعتبارات من شأنها عند ترشيح الأحزاب أن يكون للحزب الحق الأصيل فى اختيار الأكفأ وأن يتم ترشيح البديل.

وقالت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، إن الحزب يدعم العمل بالقائمة المطلقة، التى تسهم فى الاستقرار السياسى، ولا يمكن الطعن دستورياً عليها، وكذلك تضمن تمثيل جميع فئات المجتمع، من مرأة وشباب وأقباط وغيرهم.

وقال اللواء طارق رسلان عضو مجلس الشيوخ عن حزب المؤتمر، إن الحزب مع إجراء الانتخابات بنظام القائمة المطلقة، على أن يكون لها كيان معين تحت أى مسمى يقوم على اختيار المرشحين، فضلاً عن تصغير الدوائر حتى نعطى للأحزاب الفرصة فى تشكيل قائمة أخرى، مشيراً إلى أن اختيار القائمة يتم من كيان مشكل من سياسيين وشخصيات عامة لاختيار من يكون قديراً على تمثيل الشعب المصرى فى الانتخابات سواء النيابية أو المحلية.

وطالب الدكتور ياسر الهضيبى، عضو مجلس الشيوخ وممثل حزب الوفد، بإجراء الانتخابات بنظام 50% فردى و50% قائمة مطلقة، مشيراً إلى أنه فى ظل الكوتة المنصوص عليها دستورياً، يتبين أن الكوتة تمثل 40% من عدد المقاعد، لذا يرى أن تكون الانتخابات بنظام 50% فردى و50% قائمة مطلقة.

وفى المقابل، أوضح عاطف مغاورى، نائب رئيس حزب التجمع، أن رؤية الحزب أن القائمة النسبية المفتوحة وغير المشروطة هى الضمان الأكبر لتمثيل فئات المجتمع تحت قبة الغرفتين التشريعيتين.

المطالبون بـ«النسبية»: تضمن تمثيل جميع الأحزاب ولا تهدر الأصوات الانتخابية وتخلق توازناً بين الأغلبية والمعارضة

وأوضح عاطف مغاورى أن القائمة المطلقة المغلقة تضرب أصوات الناخبين لأن القائمة التى تحصل على 50%+1 تحظى بالفوز بكل المقاعد وتهدر 49% من الأصوات بخلاف القائمة النسبية التى تضمن تمثيل القوائم الأخرى وفقاً لعدد الأصوات التى حصلت عليها فى السباق الانتخابى.

وقال الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، إنه لا يوجد فى الأنظمة الانتخابية نظام مثالى بنسبة 100%، ولكن فى حالة الرغبة فى تقوية الأحزاب السياسية، فلا بديل عن الاعتماد على القائمة النسبية.

وأضاف «خليل» أن القائمة النسبية بها عدة ميزات، أولاها قلة عدد الأصوات المهدرة، مشيراً إلى أن حزب المصريين الأحرار تقدم بمشروع قانون يعتمد على جزأين، الأول عمل قائمتين واحدة مطلقة وأخرى نسبية، ولا يوجد فردى.

وأشار رئيس حزب المصريين الأحرار إلى أن القوائم النسبية فى مشروع قانون الحزب ستكون قصيرة، قوامها 4، وتمثل دوائر صغيرة، بينما المطلقة يمثل فيها الشباب والمرأة والأقباط، وهكذا يكون تم تنفيذ نموذج لضمان مشاركة هذه الفئات التى أكد عليها الدستور، وكذلك تنفيذ المناسب من حيث نظام الانتخابات.

وأكد ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، والمنسق العام للائتلاف الوطنى للأحزاب السياسية المصرية، أن نظام القائمة النسبية هو أفضل الأنظمة الانتخابية؛ لأنه يقوى من الأحزاب السياسية، ويجعلها مؤثرة فى الحياة السياسية والبرلمانية، كما أنه نظام عادل، فهو يوزع مقاعد الدائرة الانتخابية بنسب الأصوات الحاصل عليها كل حزب، فضلاً عن أنه يجعل البرلمان يمثل الشعب تمثيلاً عادلاً، بجانب أنها ترفع مستوى الأداء تحت قبة مجلس النواب؛ لأن المنتخبين سيكونون قيادات حزبية تستطيع التعبير عن أحزابها وبرنامجها السياسى.

وأشار «الشهابى» إلى أن القائمة النسبية تضمن وصول القيادات الحزبية صاحبة الكفاءة إلى البرلمان، وبالتالى ترتفع الممارسة البرلمانية تحت قبته، سواء كانت رقابية أو تشريعية، على عكس القائمة المطلقة التى سيكون الاختيار فيها ليس على الكفاءة الحزبية والسياسية والاقتصادية والخبرات العلمية والعملية.

وأكد أن القائمة النسبية نظام دستورى 100%، والدستور فتح مجالاً واسعاً لأى نظام انتخابى عندما قال تجرى الانتخابات بنظام القائمة أو بالنظام الفردى أو بأى نظام يجمع بينهما، وبالتالى فإن إجراء الانتخابات بنظام القائمة النسبية دستورى، ولن تكون عليه أى طعون حول دستوريته.

وأيد حزب المصرى الديمقراطى أيضاً نظام القائمة النسبية، إذ قال فريد زهران، رئيس الحزب إنها تمثل نظاماً أكثر عدالة، وتعبر بصورة أفضل عن الشعب المصرى، موضحاً أن القائمة المطلقة أو الانتخابات الفردية من يفوز فيها يحصل على 50%+1، على عكس القائمة النسبية التى لا يحدث فيها تهدير للأصوات.

وأضاف «زهران» أن القائمة النسبية على عكس القائمة المطلقة التى إذا حصلت القائمة على أقل من 50% لا تحصل على أى شىء، موضحاً أنه فى ظل القائمة النسبية يمكن توفية «الكوتة»، خاصة أن هناك خبراء وضعوا مشروعات قوانين تفى بالكوتة.

واستكمل رئيس حزب المصرى الديمقراطى، أن هناك أكثر من مشروع يحقق «الكوتة» وفى نفس الوقت يكون قائمة نسبية، موضحاً أن نظام القائمة النسبية مناسب فى حالة تعدد الأحزاب، لذلك يعتبر هو النظام المناسب فى الوقت الحالى، إذ تكون مرجعية الناخب فى نظام القائمة النسبية لبرنامج الحزب نفسه، كما أنه فى القائمة النسبية للأسماء أهمية كبيرة ويتصدر القوائم النسبية فى أغلب الأوقات أشخاص لهم شعبية كبيرة أو معروفون للرأى العام.

وقال عبدالمنعم إمام، رئيس حزب العدل، إنه لا يوجد نظام انتخابى ليس به عيوب، ولكن يجب على الأنظمة اختيار المناسب لها فى الوقت الحالى، ومن خلال رؤيته تعد القائمة النسبية هى الأنسب والتى تضمن تمثيل مختلف الأحزاب داخل المجالس التشريعية، وبالتالى خلق توازن بين الأغلبية والمعارضة.


مواضيع متعلقة