أسقف المنيا وتوابعها: آباء المجمع المقدس حصلوا على أجزاء من متعلقات البابا شنودة كـ«بركة» (حوار)

أسقف المنيا وتوابعها: آباء المجمع المقدس حصلوا على أجزاء من متعلقات البابا شنودة كـ«بركة» (حوار)
أكد الأنبا مكاريوس، أسقف المنيا وتوابعها، أن كل ما يخص البابا شنودة الثالث كان معروفاً للجميع من خلال لقاءاته التليفزيونية، لذلك لم يكن فى حاجة لكتابة مذكراته، مشيراً إلى أن كل أب من آباء المجمع المقدس حصل على جزء من متعلقات البابا الراحل للاحتفاظ بها كـ«بركة» مثل عمامته السوداء، وأشياء أخرى.
وقال «مكاريوس»، إن البابا الراحل جمع فى شخصيته العديد من الخصال والصفات التى قد تبدو للوهلة الأولى لوناً من التناقض، لكن كل واحدة من تلك الصفات ضرورية، بل وغياب بعضها قد يُحدِث خللاً فى منظومة الإدارة والرعاية.
ماذا يمثل لك البابا شنودة على المستوى الشخصى والخدمى؟
- هو الشخص العظيم بين الناس، أسمعهم يذكرون مواقفه ويرددون كلماته وطرافاته، بكثير من الإعجاب، ويعدونه بين الأبطال مثل جمال عبدالناصر وهرقل وشمشون وغيرهم، كنت فى طفولتى أتمنى أن ألقاه أو حتى أشاهده عن بعد، لأتابع ما يقوله للخاصة أو العامة، كان كله حلواً، هيئة وهيبة، صوتاً وروحانية، كلمات وتعاليم، كنت أرى فيه الخادم المخضرم قبل أن يكون واحداً من الإكليروس، وقبل أن يصبح الرجل الأول فى هذا الإكليروس، أمانته الشديدة للكنيسة وفكره الرعوى النادر، مثلما امتاز بالمناداة بالكمال والمثالية، كان يضعها كهدف حتى نحقق أكبر قدر من النجاح والقامة الروحية، وكنت أشعر أنه خير من يمثل الكنيسة أمام الدولة وخير من يمثل الوطنية والانتماء.
حدثنا عن كواليس نيافتك مع قداسة البابا شنودة عندما كنت سكرتيراً له.
- أتيحت لى الفرصة أن أقترب منه وأراه وأعايشه عن قرب، وكانت تلك المدة التى قضيتها معه فى المقر البابوى من أهم الفترات فى حياتى، كانت لى لقاءات خاصة كثيرة معه، بما فيها من أحاديثه العفوية والخاصة، وكما تعرفت على حياته البسيطة، تسنى لى أن أحضر معه لقاءات خاصة كثيرة مع مسئولين من الدولة ومن الخارج، وتعلمت منه كيف ندير الحوار ونشارك فيه، وكذلك آداب الحديث واليقظة وعدم الانزلاق فى الكلام، وألا يستدرجنا أحد أو يستقطبنا إلى أمور لا نرغبها، وأى أسئلة يمكن الاعتذار عن الإجابة عنها، وفى عدة مرات تحدث معى عن المتاعب التى واجهها فى حياته، كما ناقشنى كثيراً فى الأمور المتعلقة بخدمتى مستقبلاً. كما كان لى معه عدة لقاءات قبل وبعد الأسقفية، اللقاء الأول عندما دعانى من خلال الأنبا «أبوللو» للخدمة معه فى السكرتارية، وكانت المرة الأولى التى أدخل فيها المقر البابوى، كان الجو جديداً علىّ تماماً، وقد اهتم بى كثيراً فى الأيام الأولى، حيث خصص لى حجرة بجوار سكنه فى المقر البابوى، وكان اللقاء الأول بينى وبينه فى أول يوم وسألنى عدة أسئلة، ثم أبلغنى أننى سأخدم معه وأنه سيخصص لى مسكناً، وفى اليوم التالى نزل لى خصيصاً من سكنه وجلس فى حجرة السكرتارية وكان معنا الأنبا «أرميا» ودار حديث طويل تحدث فيه البابا عن الحرية الممنوحة فى عصر السادات وأنها كانت أكبر من الممنوحة من قبل، رغم أن البابا عانى كثيراً من السادات إلا أنه كان يقول رأيه بصراحة، وقد تعجبت وقتها من ذلك. كما تحدث عن طبيعة عمل السكرتير، وقال إنه عمل شاق وقد يلوم الناس السكرتارية كثيراً دون وجه حق، وبعد ذلك تعددت اللقاءات الخاصة سواء فى المقر البابوى أو مقر دير الأنبا بيشوى أو الإسكندرية، واتسمت بالخصوصية.
أين ذهبت المقتنيات والأوراق التى تركها البابا بعد وفاته؟
- حصل كل أب من آباء المجمع المقدس على شىء من ملابس البابا شنودة، نحتفظ بها كـ«بركة» مثل «العمامة السوداء» أو ما شابه، وهناك متحف للبابا شنودة ربما فى المركز الثقافى القبطى، أو مركز معلم الأجيال بالزيتون، كما يحتفظ القمص بطرس بطرس جيد، راعى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وهو ابن شقيق البابا الراحل، ببعض المقتنيات.
استقبلنا فى آخر لقاء معه ببشاشة وترحيب رغم الألم الشديد والمعاناة
كيف كان لقاؤك الأخير معه؟
- كان ذلك فى سكنه الخاص فى المقر البابوى، حيث كانت صحته آخذة فى التدهور، وكان الآباء المطارنة والأساقفة قد طلبوا من السكرتارية أن يتمكنوا من زيارته لنيل بركته، وتم ذلك من خلال مجموعات صغيرة لعدم إجهاده، فى زيارتى الأخيرة، كنا حوالى ثلاثة أو أربعة آباء، وكان هو مستلقياً على السرير، وقابلنا ببشاشة وترحيب وسأل كلاً منا عن أحواله، وسأل فى أمور دقيقة عن علاقتنا بالمسئولين، ولم يمنعه الألم الشديد والمعاناة الرهيبة من منحنا اهتمامه والإعراب عن ترحيبه بنا، ولما سألنا بعد ذلك عن حالته الصحية، علمنا أنها كانت فى غاية القسوة، ولكن الله أراد أن يكون ذهنه واعياً حتى النهاية.
المذكرات الشخصية للبابا
لم أسمع أنه كتب مذكراته، فكل ما كان يخصه كان معروفاً للجميع، فقد تكلم البابا فى كل ما يخصه تقريباً لا سيما فى اللقاءات التليفزيونية، ومن وجهة نظرى فإن إنتاجه الأدبى هو أهم ما ترك وهو متاح فى المكتبات وفى الميديا.