مطران المنوفية: البابا شنودة كان معلما صالحا ونموذجا طيبا.. ووضع أسس التعليم الكنسي الحديثة (حوار)

كتب: مريم شريف

مطران المنوفية: البابا شنودة كان معلما صالحا ونموذجا طيبا.. ووضع أسس التعليم الكنسي الحديثة (حوار)

مطران المنوفية: البابا شنودة كان معلما صالحا ونموذجا طيبا.. ووضع أسس التعليم الكنسي الحديثة (حوار)

قال الأنبا بنيامين، مطران المنوفية، إن البابا شنودة الثالث حزن بشدة عندما قام البابا كيرلس السادس برسامته أسقفاً للتعليم، حيث كان محباً لحياة الوحدة فى الدير، لافتاً إلى أنه من المفترض أن أسقف التعليم هو البابا ولكن اختاره الله ليكون علامة على أنه خلف للبابا.

وقال «بنيامين»، فى حواره لـ«الوطن»، إن البابا شنودة علَّم الشعب لـ50 سنة تقريباً؛ إذ كان معلماً فى الكلية الإكليريكية قبل رهبنته، واستمر فى تعليمه حتى وصل للكرسى المرقسى، مشيراً إلى أن تعاليمه اتسمت بالسهولة والبساطة.. وإلى نص الحوار: 

ما كواليس رسامة البابا شنودة أسقفاً للتعليم.

- كان البابا كيرلس السادس ممتلئاً من الروح القدس، وكان الله يكشف له عن احتياجات الكنيسة، لذلك أرشده لرسامة الراهب أنطونيوس السريانى كأول أسقف للتعليم، وليقوم البابا برسامته قام باستدعائه بحجة أنه منع دخول الفوج الذى أرسله البابا إلى دير السريان، حيث لم يسمح الراهب أنطونيوس بدخول الفوج بحسب التعليمات الخاصة بالدير خلال فترة الصوم، ولكنه سمح فقط بدخول المسئولين فى ذلك الفوج، فاستدعاه الأنبا ثاؤفيلس، رئيس الدير، بأمر من البابا كيرلس، بحجة فهم ما حدث، وفيما كان يقوم الراهب أنطونيوس بعمل ميطانية أمام البابا كيرلس وضع البابا يده على رأسه قائلاً: «ندعوك باسم الأنبا شنودة أسقفاً للتعليم»، فبكى الأنبا شنودة فى هذا اليوم، حيث كان سعيداً بحياة الوحدة فى مغارته التى تبعد عن دير السريان بـ7 أميال، فحزن كطفل انتزع من حضن أمه يومها.

ما دوره فى النهوض بالتعليم؟

- عَلَّم البابا شنودة الشعب لمدة 50 سنة، حيث امتدت فترة أسقفيته 8 سنين تقريباً وتولى الكرسى المرقسى أكثر من 40 سنة، فكانت تعاليمه تتسم بالبساطة والسهولة والعمق والتأثير، والشعب تعلّم منه كثيراً، ما أفاد فى أوقات الشدائد، ومن تلك التعاليم أنهم يعرفون كيفية العيش مع الله والاتكال عليه، والوثوق فى الله، وكيفية الاستمتاع بالحياة مع الله، وشرح معنى كلمة كنيسة، وكيف ينتمى الإنسان للكنيسة، فكان معلماً صالحاً كما قيل عن السيد المسيح «المعلم الصالح»، واهتم البابا شنودة طيلة فترة بابويته وأسقفيته من قبلها بالتعليم، وأسس الاجتماع العام، وقام عدة مرات بتغيير موعده أكثر من مرة ليناسب الشعب.

حدثنا عن علاقتك بالبابا شنودة.

- بدأت علاقتى بالأنبا شنودة حينما كنت بالمرحلة الإعدادية، حيث حضرت له بعض الاجتماعات، ثم التقيت به مرة أخرى عندما كنت خادماً فى المرحلة الجامعية فى إحدى كنائس الإسكندرية، وجاء البابا إلى المرقسية وطلب لقاء مسئولى الخدمة، وتحدّث معنا عن روح الخدمة والبذل والتضحية والعطاء، وتقدير قيمة النفس البشرية.

لم يحمل العداوة لأى إنسان ينشر تعاليم مخالفة واستطاع أن يحدد المسار الصحيح للكنيسة

كيف دافع عن الإيمان الأرثوذكسى؟

- لكل عصر تعاليم خاطئة، ولكن البابا شنودة فى مسلّماته للناس ومحبته للجميع علم دون أن يخسر أحداً أن يكسب المعركة لأن المحبة هى أساس البنيان وبالمحبة كسب الكل وبالتعليم ربح الإيمان السليم، فكان حكيماً ومحافظاً على التعليم الأرثوذكسى فكان يتبع أسلوباً للرد على التعاليم الخاطئة بطريقة مقنعة ولا يعادى أى شخص، ورد الأنبا شنودة فى أسقفيته على تلك التعاليم فى إحدى محاضراته بالكلية الإكليريكية، قائلاً: «نحن لا نحارب شخصاً نحن نحارب فكراً»، فالأشخاص زائلون بينما الأفكار باقية، وكثير ممن كانوا يعلمون خطأ بقيت تعاليمهم وهم ذهبوا، فكان له اتجاه إيجابى فى التعليم لمعالجة السلبيات لأنها تعالج بطريقة إيجابية وليست سلبية، وأما عن علاقته بأصدقائه فلم يسمح البابا شنودة أن يتسرب إلى قلبه عداوة لأى إنسان يقوم بنشر أى تعاليم مخالفة على الرغم من كثرتهم، فكان بعضهم علمانيين وبعضهم من الإكليروس.

ما أبرز ملامح اهتمامه بالتعليم؟

- كان البابا منتظماً على التعليم بالكلية الإكليريكية، فكان منتظماً فى إعطاء محاضرة لطلاب الكلية كل ثلاثاء بالمدرج الكبير فى الكلية، وكان مدرس لاهوت عقيدى، وأصدر العديد من الكتب تسجل بها تلك المحاضرات، وكان تعليمه يتسم بالجدية والفكاهة، وكان يتسم بالكياسة فى التعليم، إذ كان يلقى النكات خلال المحاضرات لجذب انتباه الحضور خلال العظات، فكان أمثولة طيبة فى التعليم، ومعلماً صالحاً، استطاع أن يضع الأسس الحديثة للتعليم ويلغى جميع الأخطاء فى الماضى من خلال الرد على الأفكار، كما أرسى البابا فى الكنيسة أربعة تعاليم بارزة لا تزال فى الكنيسة حتى الآن. 

حارب التعاليم الخاطئة 

استطاع أن يحدد المسار الصحيح للكنيسة، وكان يعلِّم وهو بابا وبطريرك، فكان تعليمه منظماً ومستمراً ومؤثراً، واستطاع أن يكسب البسطاء وبعمق تفكيره كسب الأساتذة وكبار اللاهوتيين، فأصبحت له شعبية، بمجرد خبر نياحته امتلأت الكاتدرائية بالمسلمين والمسيحيين خلال ساعات قليلة فكان أباً محبوباً بدرجة كبيرة. 


مواضيع متعلقة