سكرتير المجمع المقدس السابق: البابا شنودة وضع مصلحة الوطن على رأس أولوياته (حوار)

كتب: مريم شريف

سكرتير المجمع المقدس السابق: البابا شنودة وضع مصلحة الوطن على رأس أولوياته (حوار)

سكرتير المجمع المقدس السابق: البابا شنودة وضع مصلحة الوطن على رأس أولوياته (حوار)

أكد الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس قطاع وسط القاهرة، السكرتير السابق للمجمع المقدس، أن البابا شنودة الثالث كان دائم السعى لمصلحة الوطن، وكان يقود الكنيسة بكل حزم، فلم يبخل على أحد بمجهود أو نصيحة حتى فى أوقات مرضه.

وقال «رافائيل»، فى حواره لـ«الوطن»، إن البابا الراحل قرر إحياء الأديرة القديمة المندثرة، وتأسيس أخرى جديدة، واهتم بخدمة الشباب، إذ كان يرى فيهم الماضى والحاضر والمستقبل.

لقب البابا شنودة بـ«كاروز المهجر» ما السر وراء هذا اللقب؟

- بدأ البابا شنودة النمو والتعمير بالتدريج مع تزايد أعداد الأقباط فى المهجر، وكانت بداية انطلاقة اهتمام البابا بالخدمة فى المهجر رحلة رعوية قام بها إلى أمريكا عام 1989، التى تعد أكبر رحلة رعوية فى الكنيسة استمرت لـ120 يوماً، زار خلالها جميع إيبارشيات أمريكا الشمالية لتفقد أوضاع الأقباط والكنيسة هناك، وكان يرافقه مجموعة من الأساقفة، ووضع البابا لوائح داخلية للكنائس فى أمريكا معتمدة من السلطات المحلية، وكذلك الوضع فى كندا وأستراليا بحيث تكون كنائس المهجر تابعة للكنيسة القبطية فى مصر، ولا يستولى أحد على أى كنيسة فى الخارج.

حدثنا عن حركة العمران بالكنيسة فى عهده؟

- تسلّم البابا البطريركية فى أوضاع مالية ليست جيدة وكانت كذلك النواحى التنظيمية فكانت مثل «القرية التى يديرها عمدة»، فاهتم بتنظيم الأوضاع الإدارية والمالية بالكنيسة، ما سمح باتساع الكنائس والأديرة بمصر والمهجر، واهتم بإحياء الأديرة القديمة وتعميرها وإنشاء أديرة جديدة نتيجة النمو فى حركة الرهبنة فى مصر فأصبحت هناك حركة تعمير فى الأديرة، حتى الأديرة التى يوجد بها رهبان، بالأخص أديرة وادى النطرون، أما عن بناء الكنائس فكان يتم بحسب احتياجات الشعب، حيث شهدت فترات حكم الرئيسين السادات وعبدالناصر هجرة داخلية للقاهرة الكبرى وأصبح هناك تضخم فى الأقباط فيها فقام البابا بتأسيس كنائس ورسامة كهنة لخدمتهم، وأما عن التعمير فى المهجر فكان يشترى كنائس من الطوائف الأخرى التى تعرض كنائسها للبيع وذلك فى المناطق التى بها عدد من الأقباط يتطلب إنشاء كنيسة.

كيف طالت حركة التعمير المعاهد الدينية فى الكنيسة؟

- اهتم البابا شنودة بالمعاهد الدينية فى فترة توليه الكرسى المرقسى، وفى فترة أسقفيته من قبل تجليسه، فكان يولى البابا اهتماماً بالمعاهد الدينية والإكليريكية ومدارس الأحد والتربية الكنسية، حيث اهتم بها فى فترة أسقفيته أكثر من فترة توليه الكرسى المرقسية.

وماذا عن اهتمامه بالمرأة؟

- تحتل المرأة فى المسيحية مكانة متميزة، وكان هناك تفتح من جانب البابا شنودة فى مجال خدمة المرأة بالكنيسة، فكان يرى أن من حقها أن تشارك فى جميع الخدمات الكنسية، باستثناء الكهنوت، ذلك التقليد الرسولى الذى كان دائماً يؤكد عليه، واهتم البابا شنودة بتشجيع خدمة المرأة فى الكنيسة، وكان مجال التربية الكنسية هو أكثر المجالات التى شاركت فيها المرأة، كما فتح البابا الباب أمام المرأة لتكون لها عضوية فى المجلس الملى وعضوية فى مجالس الكنائس، إضافة إلى أنه أعطى المرأة فرصة للدراسة فى القسم المسائى بالإكليريكية لتحصل على التثقيف اللاهوتى حتى أصبح منهن أساتذة فى الإكليريكية، حتى إنه درّست لى أستاذة وأنا طالب بالكلية الإكليريكية.

أعطى المرأة فرصة للدراسة فى القسم المسائى بالإكليريكية لتحصل على التثقيف اللاهوتى

ما الضوابط التى وضعها لرهبنة المرأة؟

- واكب البابا ثقافة التطور التى شهدتها فترة ٤٠ عاماً من توليه الكرسى المرقسى، حيث وضع عدداً من لوائح الرهبنة للرجال والبنات لتتناسب مع مقتضيات العصر، وفى عصر البابا تواضروس تم كذلك تحديث تلك اللوائح لمزيد من التنظيم، وفى مقابل الإقبال الكبير على رهبنة الفتيات أحيا البابا الرهبنة فى دير القديسة دميانة بالبرارى وأسند رئاسته للأنبا بيشوى، مطران دمياط المتنيح، ومع تزايد أعداد الراهبات أنشأ البابا العديد من الأديرة للفتيات فى الصعيد وانتشرت أديرة الفتيات فى المهجر كذلك لتلبية الحاجة المتزايدة للرهبنة، كما وضع البابا شنودة ضوابط خاصة بنظام التكريس البتولى، حيث وضع البابا شنودة لائحة للتكريس للبنات، كما كان يعقد مؤتمراً سنوياً لهن حتى يشجعهن، ووصل عدد المكرسات فى عهد البابا لـ١٠٠٠ مكرسة.

اهتمامه بالشباب 

كان يرى أنهم أهم عنصر بالكنيسة، فإذا تم الاهتمام بهم يكون هكذا اهتم بالماضى والحاضر والمستقبل، فهم خدام لكبار السن والأطفال، فإذا اهتممنا بالشباب، انعكس ذلك على الكنيسة، وفى نفس الوقت كان يرى البابا أنه إذا أهملت الكنيسة الشباب فهناك الكثير من الأشياء التى تتلقفهم للضياع. 


مواضيع متعلقة