مذكرات البابا شنودة.. الأوراق المخفية داخل «القلاية» تضمنت يومياته وتفاصيل من حياته

كتب: مريم شريف

مذكرات البابا شنودة.. الأوراق المخفية داخل «القلاية» تضمنت يومياته وتفاصيل من حياته

مذكرات البابا شنودة.. الأوراق المخفية داخل «القلاية» تضمنت يومياته وتفاصيل من حياته

كانت حياة البابا شنودة الثالث مليئة بالمواقف الوطنية، ولا شك علاقته مع رؤساء مصر الراحلين: «جمال عبدالناصر - أنور السادات - حسنى مبارك»، فضلاً عن عمله الكنسى والاهتمام بالرعية وحركة التعمير خلال فترة جلوسه على الكرسى المرقسى.

وفى 15 يناير 2009، تداولت الصحف أخباراً حول استعداد البابا شنودة الثالث لتدوين مذكراته الشخصية، وقتها انتشر المزيد من التحليلات والتقارير والمقالات على المواقع الإلكترونية القبطية فى هيئة نصائح تقول إنها تخشى على البابا من هذه الفكرة، وتشكك بقوة فى صحة إقدام البابا عليها، على اعتبار أنه رجل لا يحب المشاكل، بينما سبق البعض الأحداث وأعلنوا انتظارهم لكثير من الحكايات التى ستكشف حقيقة شخصيات كبرى داخل الدولة والكنيسة، وتوقع آخرون أن الفترة المقبلة قد تشهد ضغطاً على البابا للامتناع عن هذه الفكرة، سواء من داخل الكنيسة أو من الدولة، أو على الأقل ضمان مسار سلمى وشخصى لصفحات هذه المذكرات، ومرت الشهور والأيام ولم يظهر للناس سوى خبر وفاة البابا شنودة فى مارس 2012 الذى رحل دون كتابة مذكراته.

وبعد وفاة البابا، اجتمع الأنبا باخوميوس، القائم مقام البطريرك وقتها، مع 8 أساقفة برئاسة الأنبا يؤانس، والأنبا أرميا، سكرتيرى البابا الراحل، للتشاور حول قلاية ومكتب البابا اللذين تم تشميعهما بعد وفاته، ليصدر قرار بفك تشميع قلاية ومكتب البابا شنودة بالمقر البابوى بالكاتدرائية المرقسية فى العباسية، الذى قرر المجمع المقدس إغلاقه بعد وفاة البابا، وأثار القرار وقتها غضب أعضاء المجمع المقدس، لأنه شمل فك تشميع الغرف والممرات المؤدية إلى مكتب البابا، وخزينته السرية التى تضم مقتنياته وشهاداته ومتعلقاته الشخصية، ومذكراته التى رفض الجميع الإفصاح عن محتواها، وظلوا بداخلها لمدة 4 ساعات كاملة حصروا خلالها مقتنياته التى كان من بينها مجموعة أوراق تضم يوميات البابا التى يعود تاريخ بداية كتابتها إلى فبراير 2003 فى أثناء وجوده بدير الأنبا بيشوى، وبجوار هذه الأوراق تم العثور على 7 صلبان من الذهب المرصع بالماس، وصور لأسرته، وأخرى لطفولته، وثالثة له دون القلنسوة التى توضع فوق رأس الراهب، وإحدى هذه الصور تظهر البابا شنودة أصلع الرأس، كما حوت الخزينة بطاقة الرقم القومى للبابا وتحمل رقم «2230803002551»، وغيرها من المتعلقات والأوراق.

بعد وفاة البابا شنودة بأشهر قليلة تم الإعلان عن وجود أوراق مهمة رجح البعض أن تكون مذكراته، وجدت داخل قلايته الخاصة، وانتشر وقتها أن الأنبا يؤانس، سكرتيره الشخصى، يعكف على إعدادها للنشر، لكونها شهادة فريدة لأحد كبار صناع التاريخ المصرى الحديث، ولما تتضمنه من أسرار وتفاصيل لأخطر الأزمات والمواقف التى مرت بها البلاد خلال الخمسين عاماً الأخيرة.

سكرتيره: لم يجد حاجة لكتابة سيرته.. وكان شاهداً على العلاقة الطيبة بين «كيرلس وعبدالناصر»

فقد كانت أوراق البابا شنودة غنية بالمعلومات عن حياته وعلاقته بالرؤساء المصريين، إذ يُعد البابا شاهداً على العلاقة الطيبة التى كانت تجمع بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبدالناصر، عندما كان البابا شنودة مديراً للكلية الإكليريكية فى ذلك الوقت، رغم عدم وجود علاقة مباشرة بين «عبدالناصر» والبابا شنودة، فإن البابا ذكر فى أوراقه ما يعبر عن امتنان واضح لـ«عبدالناصر» بعد تصريحه ببناء الكاتدرائية الكبرى، وحضوره حفل وضع الأساس.

راعى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون يحتفظ بكتابات لم تُنشر للبابا تدور حول «التأملات والخواطر» 

فيما يحتفظ القمص بطرس بطرس جيد، راعى كنيسة السيدة العذراء بالزيتون، وهو ابن شقيق البابا الراحل، بكتابات البابا شنودة التى لم تُنشر ولن تخرج عن التأملات والخواطر.

وقال القمص بولس الأنبا بيشوى، سكرتير البابا شنودة، إن البابا لم يكتب مذكراته، حيث اكتفى باللقاءات التليفزيونية التى أجرها خلال فترة حياته، فلم يجد الحاجة لكتابة سيرته، واصفاً البابا بأنه كان يقدر نفسه بشكل كبير، لذلك فإنه رفض أن يكتب سيرة حياته بنفسه، إذ كان يرى أنه من الأفضل أن يحكى عنه التاريخ. 


مواضيع متعلقة