مصر والقضية الفلسطينية
تستضيف مصر اجتماعاً للمنظمات الفلسطينية التى تنضوى تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها «فتح» و«حماس». تشارك فى الاجتماع 14 منظمة، بينما لن تشارك حركة الجهاد الإسلامى.
كان الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن قد وصل إلى مطار العلمين، وكذلك إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، حيث يعقد الاجتماع الذى ترعاه مصر فى مدينة العلمين. يأتى الاجتماع للتنسيق بين الفصائل الفلسطينية ورأب الصدع بينها بشأن توحيد كلمتها وموقفها بعدما صارت الأوضاع فى القدس والأراضى الفلسطينية فى حالة خطرة بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطينى سواء من جنود الاحتلال أو من المستوطنين الذين يمارسون عدوانهم فى حماية جنود الاحتلال.
صار انتهاك حرمة المسجد الأقصى عملاً يومياً من المحتلين، وصار الاعتداء على غزة والضفة الغربية عملاً دورياً روتينياً، وصار قتل الشباب الفلسطينى ممارسة بطولية لجنود الاحتلال، ورغم شجاعة أبنائنا الفلسطينيين فإن أيديهم مغلولة، فليس مسموحاً لهم ممارسة النضال والكفاح ضد جنود الاحتلال لتحرير أرضهم.
أما المجتمع الدولى فقد أدمن الشجب والإدانة ولا يتخذ خطوة للأمام لحل مشكلة الشعب الذى يعانى الويلات منذ أكثر من قرن بدأت مع وعد بلفور وتواصلت مع موجات الهجرة اليهودية الصهيونية إلى الأراضى العربية فى فلسطين.
عانى الشعب الفلسطينى وتشرد ولم تتح له المقاومة على أرضه كثيراً، بل تحالفت قوى الاستعمار والظلم الدولية بدءاً من إنجلترا وانتدابها على فلسطين حتى إنشاء دولة الصهاينة التى تمثل مشروعاً استعمارياً نموذجياً داخل الجسم العربى، حيث يوجد جيش مكون مما يقارب 10 ملايين يهودى من جميع أنحاء العالم يدافعون عن كيانهم مع مدد غربى لا ينضب، بينما امتنع المدد عن الشعب الفلسطينى إلا من مساعدات من مصر والأشقاء العرب تكاد لا تسد رمق الحياة، بينما إسرائيل تهدم البيوت وتعتقل الفلسطينيين وتستخدم القوة المفرطة فى التعامل مع شعب أعزل.
سعت مصر حثيثاً لإعادة الالتحام الفلسطينى، وقدمت كل الإمكانات التى تساعد على وحدة الصف، ليس بدعوة الفصائل الفلسطينية للاجتماع فى القاهرة فحسب، بل تقدم مصر كل ما يمكن أن يساعد الفلسطينيين على مواصلة الحياة والقدرة على المقاومة، كما لا تتوانى لحظة عن دعم الشعب الفلسطينى فى كل المحافل والمنظمات الدولية، فمصر تعتبر القضية الفلسطينية فى القلب من قضايا الوطن وهى قضية أمن قومى بالدرجة الأولى. مصر وفلسطين جارتان منذ آلاف السنين، اختلطت حضارتهما ودماؤهما وثقافتهما وعاداتهما وتقاليدهما حتى كادتا أن تكونا شعباً واحداً.
وعندما تتولى مصر الملف الفلسطينى المفتوح دائماً ولم يغلق أبداً فإنها تواصل نضالها فى قضية بدأ النضال فيها من قبل قيام ثورة يوليو عندما أرسلت مصر جيشها ليحارب فى فلسطين، بل كانت فلسطين أحد أسباب قيام ثورة يوليو التى هدف قادتها إلى تحرير فلسطين بقيامهم بالثورة.
وما زال الملف الفلسطينى مفتوحاً فى أيدى القيادة السياسية المصرية توليه عنايتها واهتمامها وتحرص على أن تكون هناك خطوات على أرض الواقع لصالح الشعب الفلسطينى، كما أن مصر تعتبر أنها حائط صد ضد كل ما يضر بالفلسطينيين ولا تتوانى عن التدخل الفورى لصالح الأشقاء وإدانة ووقف كل اعتداء على شعب آن الأوان لكى يحصل على حقوقه من المحتلين الغاصبين.