الطالب علاء كمال
بعد وصوله لسن 5 سنوات، شخصت إصابته بضمور العضلات من نوع «دوشين»، لم تظهر عليه الأعراض في البداية، كان يجري ويلعب وسط زملائه، دون أن يعاني من أي مشكلة جسدية، ثم بدأ يفقد الحركة تدريجيًا، لكنه لم يفقد معها الإيمان بنفسه وبالقدر، استكمل تعليمه وقرر تحدي ظروفه، إلى أن أصبح أول مريض ضمور عضلات يحصل على بكالوريوس الصيدلة من جامعة الزقازيق، بحسب تصريحاته.
تخرج علاء كمال، من فاقوس بمحافظة الزقازيق، في كلية الصيدلة جامعة الزقازيق، عاش سنوات حياته قعيدًا على كرسي متحرك، بعد إصابته بضمور العضلات، رغم الصعوبات التي واجهها لاستكمال تعليمه، إلا أنه كان مؤمنًا بنفسه وبقدره، يحكي لـ«الوطن»: «بدأت أفقد مع مرور السنين القدرة على الحركة، لغاية ما بقيت قعيد، لكن كان عندي دافع وإيمان بنفسي، وهو ده السبب في كل اللي وصلت له».
كان والد ووالدة «علاء» أكبر الداعمين في حياته، ساعداه كثيرًا لتخطي الصعوبات التي واجهها، وفي كل مرة، يفقد الأمل في حياته، كانت والدته تعطيه الدافع للاستمرار: «والدي ووالدتي هما أكبر داعم النفسي ليا، كانوا بيدوني دافع إني أكمل وماسمعش كلام الناس، وفي 3 ثانوي جبت 97%، بسبب دعمهم ليا، والدي كان بيجيب لي كل حاجة بحتاجها».
ذهاب «علاء» إلى جامعة الزقازيق كان عائقًا بالنسبة إليه، رغم ذلك حافظ على حضور المحاضرات باستمرار، كان ابن عمه وبعض من أصدقائه يساعدونه على الذهاب إلى الجامعة بالكرسي المتحرك، والتحرك داخل جدران الكلية أيضًا، إذ يروي: «الطلاب كانوا بيعاملوني كويس جدًا، وبيساعدوني، المحاضرات كانت كتيرة ومش بقدر أحضرها كلها، فكانوا بيساعدوني في أنهم بيسجلوا المحاضرات وكمان يشرحوها ليا، والكلية كانت بعيدة عن قريتي، فكنت بسافر بالقطر أسهل لي من السفر 4 أو 5 ساعات بالمواصلات الأجرة».
كان لأساتذته أيضًا دورًا كبيرًا في دراسته، فكانوا يساعدونه على المواد العملية التي تحتاج إلى تجارب، وبعد التخرج شعر بسعادة كبيرة لتحقيق حلم انتظره كثيرًا، إذ ينظر إلى جسده، ثم إلى ما حققه، فيتحرك الشغف داخله، ويسير الحماس في عروقه: «حلمي أني أفتح صيدلية وأساعد أهلي زي ما ساعدوني، ولسه الحياة قدامي طويلة، وبحلم أني أحقق فيها كتير، ونصيحتي للطلاب من ذوي الهمم أنهم مايسمعوش كلام الناس، اعمل اللي عليك وربنا بيعين، اشتغل على نفسك هتلاقي الدنيا كلها ماشيه معاك».
تعليقات الفيسبوك