حكاية أشهر خطاط بالمنوفية: «60 سنة في الشغلانة.. لو فات يوم ومكتبتش أموت»

كتب: إبراهيم الديهي

حكاية أشهر خطاط بالمنوفية: «60 سنة في الشغلانة.. لو فات يوم ومكتبتش أموت»

حكاية أشهر خطاط بالمنوفية: «60 سنة في الشغلانة.. لو فات يوم ومكتبتش أموت»

يجلس على أريكته ممسكا بأقلامه، متأملا فيما سيكتبه، فلم يمر يوم طيلة حياته إلا وانتهى فيه من لوحة مكتوبة، أو جدارية ممهورة، أو لافتة مرسومة، طوال 60 عاما قضاها في عشق الخطوط العربية، حتى أصبح من أشهر الخطاطين ليس على مستوى مدينة تلا بالمنوفية فقط، وإنما على مستوى المحافظة بأكملها. 

بداية الحاج نور في تعلم الخط العربي

«نور الجزار» بدأ في الستينيات تعلم الخطوط العربية، فأتقنها وزامل الشيخ النقشبندي في مدرسة الخطوط بمحافظة الغربية، ونال إشادته، حتى استطاع العمل كخطاط في عدد من الأماكن، بينها النادي الأهلي، واستطاع أن يستخدم خطه الرائع في كتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على جدران المقابر والمساجد بالمجان، كما رسم واجهات المنازل للحجاج العائدين، فضلا عن تعليم الفتيات من أبناء مدينة تلا طرق الكتابة في ورش عمل مصغرة. 

«لو في يوم مكتبتش ممكن أتعب»، بهذه الجملة المقتضبة بدأ الحاج نور الجزار حديثه لـ«الوطن»، مؤكدا أن رحلته مليئة بالمواقف المميزة، والتي من بينها وفق روايته، الكتابة على المقابر والمساجد بالمجان، مشيرا إلى أنه سعيد بالدور الذي يقوم به في خدمة المجتمع والذي لم يتوقف عند هذا الحد، وإنما يمتد إلى نقل خبراته الكبيرة إلى الأجيال الجديدة المهتمة بمعرفة الخطوط العربية. 

عشق الحاج نور الجزار للخط العربي 

لحظات السعادة في حياة «الجزار» عندما يجلس في مدخل منزله بمدينة تلا، ويبدأ في كتابة اللوحات التي تحتوي على الآيات القرآنية والحكم والأحاديث، «ببقى في غاية السعادة لما أمسك الفرشة أو القلم وأكتب وأبدع في الكتابة، بحس إنها سهلة جدا لأني بكتب بسرعة، بالرغم إن كل الناس بتشوفها صعبة، بس الحمد لله بحمد ربنا على نعمة حسن الخط، وأنا مقتنع بمقولة الإمام علي ابن أبي طالب حسن الخط من مفاتيح الرزق».

الكتابة على أوراق الشجر

يتقنن «الجزار» كل فنون الخط العربي المختلفة، ويقوم بالكتابة باستخدام الألوان أو الأقلام، «أحيانا أكتب على أوراق الشجر، وعلى الأشجار داخل منزلي بكلمات بسيطة لتخليد كتاباتي، وكثير من المواطنين يقصدوني لكتابة الآيات القرآنية على منازلهم وأقوم بذلك بدون تردد»، مؤكدا أنه يحاول استخدام هبة الله له في العمل الصالح ومساعدة الجميع في الحفاظ على الخط العربي وتنمية مواهب الشباب. 

واختتم «نور» حديثه قائلا: «دائما ما يأتي في مخيلتي أنني بعد وفاتي قد أعود لأكتب ثم أموت مرة أخرى»، موضحا أن ما يلقاه من محبة الناس ودعمهم له يزيده حبا وعشقا للكتابة والخط، «نفسي يبقى فيه شباب كتير مميزة في الكتابة ويبقوا خطاطين كويسين».


مواضيع متعلقة