نائب وزير الصحة: الزيادة تؤثر على جودة الحياة.. و«طرق الأبواب» تهدف لدعم صحة الأسرة

كتب:  مريم الخطرى

نائب وزير الصحة: الزيادة تؤثر على جودة الحياة.. و«طرق الأبواب» تهدف لدعم صحة الأسرة

نائب وزير الصحة: الزيادة تؤثر على جودة الحياة.. و«طرق الأبواب» تهدف لدعم صحة الأسرة

قال الدكتور طارق توفيق، نائب وزير الصحة لشئون السكان، إن مصر تمتلك حلولاً غير تقليدية لمواجهة الزيادة السكانية، لافتاً، فى حواره مع «الوطن»، إلى أن حملات تنظيم الأسرة تهدف لرفع التوعية الصحية، وتقدم جميع خدماتها بشكل مجانى، وأن الزيادة تؤثر على جودة الحياة، وليس فقط على النمو الاقتصادى، وأشار إلى أن حملة «طرق الأبواب» استطاعت الوصول إلى السيدات فى المناطق النائية، ما أدى إلى تراجع فى معدلات المواليد، كاشفاً عن المحافظات الأعلى من حيث عدد السكان، إذ جاءت القاهرة فى المقدمة، مشدداً على أهمية القضاء على ظاهرة زواج الأقارب لخطورتها الكبيرة.

كيف ترى الحملات التى تقوم بها الدولة بشأن تنظيم الأسرة؟

- الحملات تتجدد كل عام، ومصر تمتلك حلولاً غير تقليدية لمواجهة القضية السكانية، والدولة المصرية، ممثلة فى وزارة الصحة والسكان، تنظم حملات تنظيم الأسرة على مستوى محافظات الجمهورية لرفع التوعية الصحية نحو القضية السكانية، فمصر تستقبل أكثر من 5 آلاف مولود بشكل يومى، ما يؤدى إلى زيادة 2.2 مليون طفل بشكل سنوى، هذا العدد من المواليد صعب تقديم الخدمات المختلفة لهم من الناحية الصحية والتعليمية على سبيل المثال، لذلك المواطن لا يشعر بثمار التنمية، لأن الزيادة السكانية تؤثر على جودة الحياة بصفة عامة وليس فقط النمو الاقتصادى، لذلك ترتكز وزارة الصحة والسكان على زيادة الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة وتوفير وسائل تنظيم الأسرة الحديثة مجاناً للمواطنين، ما أدى إلى تراجع معدل المواليد، خاصة فى السنوات الأخيرة، حيث انخفضت المعدلات فى آخر 10 سنوات بشكل ملحوظ.

هل حققت حملة «طرق الأبواب» نتائج يمكن الاعتماد عليها؟

- حملة «طرق الأبواب» تهدف إلى دعم صحة الأسرة والصحة الإنجابية والتوسع فى خدمات الأسرة بجميع المحافظات ومتابعة السيدات وتوفير الخدمة فى المنازل بالمجان، وخلال الحملة تم توفير عيادات متنقلة فى التجمعات السكنية، وجميع وسائل تنظيم الأسرة والوسائل طويلة المفعول، وصرفها بالمجان للمنتفعات، والحملة حققت انتشاراً كبيراً واستطاعت الوصول إلى السيدات، خاصة فى المناطق النائية، وهناك تحسن فى جودة الخدمات الصحية المقدمة، والتوعية المباشرة تقوم بها الحكومة ووسائل الإعلام.

هل تقتصر الحملات التى تدشنها الدولة على السيدات فقط؟

- بالطبع لا، قضية تنظيم الأسرة لا تعتمد على المرأة فقط، بل تقع على عاتق الأب والأم معاً، والحملات التى تدشنها وزارة الصحة تخاطب السيدات والرجال والشباب والمراهقين وكبار السن، وكذلك الحموات، وكل الفئات العمرية المختلفة داخل المجتمع تتم مخاطبتها من خلال عقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل والوصول إلى الفئات المستهدفة.

تنظيم الأسرة مرتبط بعادات وتقاليد مغلوطة ومفاهيم يجب القضاء عليها، ونستهدف فى الحملات رجال الدين فى بعض المحافظات كالصعيد وسوهاج وقنا، ومفهوم العزوة وربط تنظيم الأسرة بالدين أمر غير صحيح، لذلك هى منظومة كبيرة نخطط لها بدقة حتى نستطيع الوصول إلى الأخطاء وتصحيحها وبناء جيل يدرك خطر القضية السكانية، وأضرار كثرة الإنجاب على صحة الأم وكذلك على الأبناء، لأن كثرة الأبناء تؤثر على الأطفال وصحتهم «الأسرة اللى فيها طفلين غير الأسرة إلى فيها سبعة أو عشرة».

ما المحافظات التى تتصدر مشهد الزيادة السكانية؟

- وفقاً لآخر الإحصائيات، محافظة القاهرة هى الأعلى من حيث عدد السكان الذى تعدى 10 ملايين نسمة، وتبلغ نسبة سكانها 60% تقريباً من عدد سكان المحافظات الحضرية، ومن إجمالى عدد سكان الجمهورية وصلت إلى 9.8%، وتأتى الشرقية الأعلى من حيث عدد السكان فى الوجه البحرى، حيث وصل عدد سكانها إلى ما يقارب الـ8 ملايين نسمة، بينما دمياط هى الأقل فى محافظات الوجه البحرى، وفيما يتعلق بمحافظة الجيزة، فهى الأعلى فى محافظات الوجه القبلى، حيث يبلغ عدد سكانها 9.5 مليون نسمة، ولكن المحافظات الحدودية يبلغ عدد سكانها 1.7 مليون نسمة، ومحافظة جنوب سيناء هى الأقل تعداداً.

هناك تحسن فى جودة الخدمات التوعوية.. و«القاهرة» الأعلى كثافة سكانية و«جنوب سيناء» الأقل.. و 66٪ نسبة التطور فى استخدام وسائل تنظيم الأسرة

وماذا عن مؤشرات نسب استخدام وسائل تنظيم الأسرة بالمحافظات؟

- أعلن الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء نتائج مهمة للغاية حول استخدام وسائل تنظيم الأسرة، ووفقاً للإحصائيات، هناك ارتفاع فى معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة وصل إلى ما يقرب من 66.4%، جميع الجهات المعنية عملت الفترة الأخيرة على تطوير عدد كبير من العيادات المتنقلة تطويراً شاملاً، وكانت أعلى المحافظات التى ترددت على استخدام وسائل تنظيم الأسرة (البحيرة، جنوب سيناء، الإسكندرية) بنسبة (76.7%، 75.7%، 74.5%) على التوالى، بينما سجلت محافظات (قنا، سوهاج، أسيوط) أقل نسب لاستخدام وسائل تنظيم الأسرة والتى بلغت (46.9%، 47.4%، 52%) على التوالى، والفئة العمرية التى ذكرها التقرير أعلى استخداماً لوسائل تنظيم الأسرة كانت ما بين 35 لـ39 عاماً، والفئة الأقل كانت من 15 لـ19 سنة، لذلك حملات التوعية بتنظيم الأسرة تستهدف الفئات المختلفة لا سيما الشباب المراهقين.

كيف ترى نظرة المجتمع للسيدة بأنها السبب فى الزيادة السكانية؟

- المرأة ضحية فى أغلب الأحيان فى القضية السكانية «فيه ضغط كبير بيكون عليها، ضغط إنها لازم تجيب ولد، لكن خلينا نشوف الراجل دوره إيه؟.. هل يعرف يربى كل العيال اللى هيجيبها؟ هل هيعرف يعلمهم؟.. بنظلم جيل بالعدد الكبير ومفيش ولا طفل بياخد حقه كاملاً، مفيش غير الطفل الأول هو اللى بياخد حقه فى التغذية وباقى الأطفال بيكون عندهم مشاكل فى التغذية»، لذلك أعتقد أن المرأة ليست السبب بل هى ضحية.

حدثنا عن خطر زواج الأقارب.

- زواج الأقارب مسئول عن جزء كبير من وفيات الأطفال والرضع، ويؤدى إلى إيجاد فرصة كبيرة لانتقال الجينات المشوهة، ولا بد من التركيز على هذه القضية لأن لها جزءاً كبيراً من القضية الأكبر وهى الزيادة السكانية، ووضعنا بعض الحلول للقضاء على هذه الظاهرة كتغيير ثقافة الشباب تجاه زواج الأقارب بهدف بناء جيل يتمتع بالصحة، والتقليل من زواج الأقارب يعمل على تقليل الإنفاق الحكومى على علاج الأمراض الوراثية.

وما معدل انتشار ظاهرة الزواج المبكر فى الفترة الحالية؟

- المجلس القومى للأمومة والطفولة وعدد من الجهات المعنية تعمل على رفع التوعية بمخاطر الزواج المبكر، فالزواج المبكر يؤثر على التنمية، ويعمل على زيادة فترة خصوبة المرأة، ما يؤدى إلى ارتفاع عدد المواليد، لذلك جميع مؤسسات الدولة تعمل على زيادة الحملات والأنشطة والندوات المختلفة للحد من ظاهرة زواج الأطفال.

مؤتمر التنمية

مؤتمر الصحة والسكان والتنمية حدث كبير وتنظيمه فى مصر ينعكس على ريادتها للمنطقة، ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر ما بين 5 إلى 9 سبتمبر المقبل، المؤتمر يأتى لتسليط الضوء على القضية السكانية وتجديد العهد بالالتزامات الدولية تجاه هذه القضية، هذا المؤتمر سيكون بمثابة منصة تحاورية كبيرة ومهمة من قبَل الخبراء العالميين، وصانعى السياسات، وكذلك الباحثون فى القضية السكانية، وتبادل الخبرات المختلفة لتحقيق الاستفادة القصوى، كما أنه فرصة كبيرة لعرض القضية السكانية وتداعياتها السلبية.


مواضيع متعلقة