«منتجي اللحوم»: يمكن الاستفادة من مخلفات «الخضراوات والفواكه والقصب»

كتب: خالد عبدالرسول

«منتجي اللحوم»: يمكن الاستفادة من مخلفات «الخضراوات والفواكه والقصب»

«منتجي اللحوم»: يمكن الاستفادة من مخلفات «الخضراوات والفواكه والقصب»

«التغذية هى المشكلة الرئيسية التى تواجه المربين ومنتجى اللحوم فى مصر، حيث تصل تكلفتها لقرابة 80% من التكلفة اليومية التى يتكبّدها المربون»، وإذا ما ارتفعت أسعار الأعلاف يتزايد بالطبع العبء عليهم إلى الدرجة التى يمكن أن تُعجزهم عن الاستمرار، هذا ما يؤكده محمد عراقى، عضو جمعية منتجى اللحوم. ويرى «عراقى» أن «أسعار التغذية لدينا مرتفعة لأننا نفرّط فى المكونات المحلية التى يمكن أن نستخدمها فى صناعة الأعلاف، ونلجأ فى المقابل للاستيراد من الخارج».

يُقسّم عضو جمعية منتجى اللحوم غذاء الماشية إلى 3 مكونات رئيسية، تشمل أولاً مصادر البروتين، وثانياً مصادر الطاقة، وثالثاً مصادر الألياف، وهى المكونات الرئيسية لأى غذاء، وكل هذه المصادر الثلاثة لها بدائل محلية يمكن استخدامها والاستغناء بها ولو بنسبة ما عن المكونات المستوردة، حسب تأكيده.

«وعلى سبيل المثال يُعتبر الذرة من أشهر مصادر الطاقة فى الأعلاف، لكننا نستورد حوالى 90% من احتياجاتنا منه من الخارج، وقد ارتفعت أسعاره فى وقت ما لنحو 20 ألف جنيه للطن، لكن فى المقابل هناك مصادر أخرى بديلة للطاقة يمكن الحصول عليها محلياً واستخدامها، ويأتى فى مقدمتها «السيلاج» الذى يوجد أكثر من نوع منه، ويمكن أن يعطينا مصادر جيدة بأسعار أرخص».

ومن أنواع السيلاج حسبما يضيف عراقى: «سيلاج الذرة»، حيث يُقطع العود فى عمر 90 يوماً ويُفرم ليكون لدينا «سيلاج الذرة»، وبالرغم من أن القيمة الغذائية لكل 3 كيلو سيلاج ذرة تعادل القيمة الغذائية لكيلو ذرة، فإن تلك معادلة جيدة ورخيصة جداً، لأنه بحسب أسعار السنة الماضية كان أعلى سعر لكيلو سيلاج ذرة 130 قرشاً، أى 390 قرشاً لكل 3 كيلو، فيما كان سعر كيلو الذرة 15 جنيهاً، هذا فضلاً عن أن «سيلاج الذرة» يُعتبر مصدراً للألياف أو المادة المالئة بدلاً من الاحتياج لمصدر آخر كالتبن والقش.

وأكد «عراقى» أن هناك أنواعاً وبدائل أخرى من «السيلاج» تعطينا نفس النتيجة وتُستخدم كمصدر للطاقة والألياف أيضاً، مثل سيلاج البرتقال، الذى يتكون من ناتج عصر البرتقال بمصانع العصائر، إلا أنه يعتقد أننا «لا نشعر بقيمة هذه البدائل، ونفرّط فيها بسهولة فى ظل غياب نظرة للسلع الاستراتيجية المتاحة لدينا»، حسب قوله.

ويضيف موضحاً: «هذه الأنواع من السيلاج التى تستهلك نسبة كبيرة من المياه لإنتاجها نجد أنه يتم تصديرها للخارج، حيث تأخذها الدول التى تعانى نقصاً فى المياه»، فى حين أننا لو لم نصدّرها سنصنع منها «سيلاج» رخيص الثمن، وبالتالى نوفر فى التكلفة ونقلل السعر.

وإلى جانب ما سبق يؤكد عضو جمعية منتجى اللحوم أنه لا بد من تبصير المربين بأساليب التربية السليمة، وببدائل الأعلاف الكثيرة مثل بواقى عصر البرتقال والمانجو والطماطم والجوافة، ومخلفات مصانع الخضراوات المجمدة، وبواقى مصانع الشيبسى والبسكوت، من خلال متخصص فى التغذية يقدم برنامجاً تليفزيونياً على غرار البرنامج القديم «سر الأرض»، لتوعية الناس بكيفية استخدام هذه البدائل ونسب استخدامها.

ويضيف «عراقى»: نحن بلد ملىء ببدائل الأعلاف، وكل منطقة لدينا بها أشياء يمكن استغلالها، فمصاصة القصب مثلاً بالصعيد يمكن تحويلها لـ«سيلاج»، وفى سيوة يستعملون «نوى البلح»، ومن ضمن بدائل العلف أيضاً ناتج عصر الزيتون والسمسم، وهنا يمكن أن يوعى هذا البرنامج المتخصص بكيفية استغلال هذه البدائل، والمواد والنسب التى يمكن خلطها واستخدامها بها، للوصول لأفضل نتائج بأقل تكاليف.


مواضيع متعلقة