ترامب وبايدن يتقدمان صفوف مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية.. من سيتأهل؟

كتب: محمد البلاسي

ترامب وبايدن يتقدمان صفوف مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية.. من سيتأهل؟

ترامب وبايدن يتقدمان صفوف مرشحي انتخابات الرئاسة الأمريكية.. من سيتأهل؟

تساءلت شبكة «كونفرسيشن»، الإخبارية عن سبب حصر اختيارات الأمريكيين بين جو بايدن ودونالد ترامب في بلد يزيد عدد سكانه عن 330 مليون نسمة، وحاولت الشبكة الإخبارية الأسترالية الإجابة على السؤال، في تقريرلها، وقالت إنه من المفهوم أنه لا يمكن لأي مواطن أمريكي أن يترشح لمنصب الرئيس الأمريكي، إلا بشروط معينة، من بينها ألا يقل عمره عن 35 عامًا، لافتة إلى أن من ولدوا في الخارج وغير المقيمين في الولايات المتحدة لمدة 14 عامًا أو أكثر ليس لهم حق الترشح.

تلال من الأموال وسجل سياسي معروف

وتابع التقرير أنه من الجيد للمرشح لهذا المنصب أن يكون ذو شعبية، وأن تكون لديه تلال من الأموال التي يسيل لها لعاب الآخرين، فالترشح يتطلب الكثير من الإنفاق، فعلى سبيل المثال، كلفت دورة الانتخابات الرئاسية لعام 2020 المرشحين مجتمعين 5.7 مليار دولار أمريكي، أي أكثر من الناتج المحلي الإجمالي للعديد من البلدان الصغيرة.

وأضاف التقرير أن أولئك الذين خدموا سابقًا في منصب رسمي لديهم فرص أكبر في التنافس، فوجود سجل سياسي معروف، والشهرة، ودعم بعض المرشحين الحاليين في الانتخابات المحلية، كل ذلك يقطع شوطًا طويلاً في تمويل الحملات وتشجيع إقبال الناخبين، ولكن حتى مع وضع كل ذلك في الاعتبار، لا يمكن بالتأكيد اختزال الإمكانات الأمريكية في نفس المرشحين لعام 2020، إذن، لماذا ستكون احتمالات مواجهة ترامب وبايدن مرة أخرى هي الأرجح؟

لماذا بايدن؟

يكاد يكون من المؤكد أن المرشح الديمقراطي، تم تحديده، فترشح الرئيس جو بايدن لانتخابات عام 2024 له أسباب، من بينها أن أي تحدٍ من قبل منافس ديمقراطي جاد من شأنه أن يمثل خطرًا لا داعي له على الميزة الحالية للحزب، داخل الكونجرس، مع سيطرة على مجلس الشيوخ ومعارضة قوية في النواب، وذلك مع حقيقة أن عشرة فقط من أصل 45 رئيسًا سابقًا كانوا غير قادرين على الفوز بفترة ولاية ثانية.

فشل تيد كينيدي وفوز ريجان

ويتمتع الرؤساء الحاليون بفرصة جيدة للفوز بفترة ثانية في المنصب، وذلك مع تذكر التحدي الشرس والفاشل للسيناتور تيد كينيدي أمام الرئيس جيمي كارتر في عام 1980، والذي مهد الطريق أمام فوز رونالد ريجان بـ 489 صوتًا من أصوات الهيئة الانتخابية مقابل 49 صوتًا لكارتر.

لا يوجد بديل مقنع لبايدن

وأوضح التقرير أن أحد أسباب ترشح الرئيس بايدن هو أنه حتى لو نجح مرشح ديمقراطي جاد في التخلص من إرث عام 1980، فلا يوجد بديل مقنع وواضح يمكن اختياره، وذلك رغم أن أكثر من نصف الناخبين الأمريكيين لا يريدون أن يترشح بايدن في عام 2024، فعلى سبيل المثال، لم يرغب 60% من الأمريكيين في أن يترشح ريجان مرة أخرى عام 1984، على الرغم من حصوله على نسبة تأييد عالية نسبيًا في ذلك الوقت، لكن عدم رغبة الرئيس في الترشح مرة أخرى شيء والإجماع على بديل له شيء آخر.

وأضافت الصحيفة: «لا يبدو أن هناك أي ديمقراطي بارز مستعد أو لديه دعم كاف من الحزب أو الجمهور لتحدي بايدن، وربما يكون لدى كامالا هاريس، بصفتها نائب الرئيس، الفرصة التالية الأفضل لتأمين ترشيح الحزب الديمقراطي، فكل نائب رئيس حالي أو سابق سعى للحصول على منصب الرئيس منذ عام 1972، بما في ذلك بايدن، ومع ذلك، فإن معدلات قبول هاريس أقل من بايدن، وفرصها في الفوز أقل.

وانتهى تحليل الشبكة غلإخبارية، بالنسبة لفرص بايدن، إلى القول بأنه على الرغم من بلوغه 80 عامًا، كما يبدو أحيانا ضعيفا صحيا، إلا أن بايدن زعيم قابل للانتخاب، فقد فاز في التصويت الشعبي عام 2020 بأكثر من 7 ملايين صوت وبهامش فوز 4.5%، ومن بين أعضاء حزبه، يحافظ الرئيس على نسبة تأييد عالية، حيث وافق 82% من الديمقراطيين على إعادة ترشيح بايدن في استطلاع في يونيو 2023.

لماذا ترامب؟

يختلف الأمر، قليلا عندما يتعلق الأمر بترشيح الحزب الجمهوري، وليس من المرجح أن يؤمن ترامب الترشيح بسهولة في عام 2024 مثل بايدن، ومع ذلك، لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب هو المرشح الأوفر حظًا، حيث بلغ متوسط ​​دعم الحزب له حوالي 50% كمرشح مفضل، وحافظ على 32 نقطة عن أقرب منافسيه، حاكم فلوريدا رون ديسانتيس.

المحاولة الأولى منذ 130 عام

واستعدت حملة ترامب لاستعادة المنصب، في محاولة هي الأولى لأي رئيس سابق لاستعادة منصبه بعد خسارته منذ أكثر من 130 عامًا، وعلى عكس الرؤساء الأمريكيين، خلال الفترات الحديثة، الذين فازوا بولاية واحدة والذين ربما سعوا إلى فترة ولاية ثانية بعد الخسارة، يبدو أن ترامب لديه مشاكل أقل في إقناع الناخبين الجمهوريين والحزب بأنه يمكن أن يكون فائزًا مرة أخرى.

خسارة ترامب لبعض أصوات الجمهوريين

أشار التقرير إلى ان ترامب لم يخسر أصوات الهيئة الانتخابية فقط من خلال تعداد ضئيل للغاية (ما يعادل حوالي 44 ألف صوت) ، ولكن الاستطلاعات الاخيرة تبين أن ترامب خسر تأييد ​​ثلثي الناخبين الجمهوريين، الذين يعتقدون أن فوز بايدن كان من خلال التزوير، كما صوت 147 عضوًا جمهوريًا أيضًا لرفض فوز بايدن لعام 2020 في يناير 2021 ، معتقدين أن الانتخابات سرقت من ترامب. وأوضح التقرير أنه رغم ذلك، يتردد جميع المنافسين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية في انتقاد ترامب علنًا، كما وقفوا إلى جانبه وسط لوائح الاتهامات الجنائية الأخيرة ، والتي كان من شأنها أن توفر فرصة ذهبية للمعارضين لإعطاء حملاتهم الخاصة ميزة.

ترامب يحتفظ بقاعدة من المؤيدين الجمهوريين أكثر من "مستقبل الحزب"

وقالت الشبكة الإخبارية إن السؤال الرئيسي الذي يواجه الحزب الجمهوري هو ، إن لم يكن ترامب، فمن؟ وهنا يقدم الحزب إجابة أكثر إقناعًا، فعلى الرغم من المشكلات القانونية الكبيرة التي يواجهها ترامب ، إلا أنه يحتفظ بقاعدة كبيرة من المؤيدين الجمهوريين، ومن الصعب جدًا على الجمهوريين غير الداعمين لترامب الاتفاق حول بديل واحد بهامش كبير بما يكفي لتجاوز ترامب، حتى لو كان ديسانتس، الذي لقب يوما بـ"مستقبل الحزب" ويُفترض أنه أفضل مرشح لديه فرصة، لكن شعبيته تتضائل في الأسابيع الأخيرة.

في نهاية المطاف ، لا يزال من الصعب للغاية معرفة الشكل الذي ستبدو عليه انتخابات نوفمبر 2024 ، وسيحذر أي مراقب سياسي أمريكي تقديم أي تنبؤات حازمة بعد المفاجآت التي حدثت في كل من الانتخابات الرئاسية لعامي 2016 و 2020، ولكن في هذه المرحلة ، يبدو أن عام 2024 سيكون تكرارا لعام 2020.

 

 


مواضيع متعلقة