«كورسات أونلاين».. أحدث طرق التخلص من الآلام النفسية وبديلة لـ«المراكز»

كتب: آية الله الجافي

«كورسات أونلاين».. أحدث طرق التخلص من الآلام النفسية وبديلة لـ«المراكز»

«كورسات أونلاين».. أحدث طرق التخلص من الآلام النفسية وبديلة لـ«المراكز»

اتجه العديد ممن يعانون اضطرابات نفسية ومشكلات اجتماعية إلى الاعتماد على العلاج النفسى الجماعى «أون لاين» أو ما يسمى بالـOnline group therapy، وذلك لتوفير الوقت والجهد الذى يبذلونه حتى الوصول للعيادة النفسية، فضلاً عن إمكانية التواصل مع الطبيب فى أى ظرف ووقت يستدعى ذلك، إذ أصبح التجمع حول شاشة الكمبيوتر باستخدام أحد تطبيقات اجتماعات الفيديو هو الطريق الأنسب للكثيرين للحديث عن آلامهم ومعاناتهم النفسية بسهولة وراحة بدلاً من التجمع فى مركز العلاج النفسى.

معالج نفسي: علاج الـ«أون لاين» حل بديل وليس الأفضل ومن مزاياه توفير الوقت

«عادة تتكون مجموعة العلاج النفسى أون لاين من خمسة إلى خمسة عشر شخصاً مثل المجموعات على أرض الواقع. وجميعهم يعانون من اضطرابات أو مشكلات مماثلة كالاكتئاب أو الوساوس القهرية أو الإدمان واضطرابات الشخصية الحدية»، وفقاً لما أوضحه أحمد فهمى، معالج نفسى وإدمان بأحد مراكز العلاج النفسى بالإسكندرية، لـ«الوطن»، مضيفاً أن المجموعة تجتمع مرة أو مرتين كل أسبوع، لمدة ساعة أو ساعتين، ويكون الحد الأدنى لتلك الجلسات نحو ست مرات، على أن تتم إدارة تلك المجموعات من قبَل مختص نفسى، يقوم بطرح الأسئلة من آن لآخر أو التعقيب على ما قاله أحد المرضى.

وأكد «فهمى» أن العلاج الجماعى أون لاين هو حل بديل وليس الأفضل، فهو يساعد الأشخاص الذين لا تتوفر لهم فرصة الالتحاق بمجموعة أو مركز علاجى أو مستشفى، سواء بسبب الموقع الجغرافى أو الحالة الصحية أو المادية أو بسبب الخوف من مشاركة الآخرين، وخاصة فى بداية الأمر، موضحاً أن تلك المجموعات لها العديد من المزايا؛ منها تقبُّل الشخص لذاته وأخطائه، ورغبته فى تطوير حياته، والشعور بالأمان من خلال مشاركة المجموعة أسراره دون الخوف أن يراه أحد شخصاً سيئاً.

وتتيح تلك المجموعات العلاجية كذلك تبادل الخبرات والتعاطف مع الآخرين دون إصدار أى أحكام عليهم، بحسب ما قاله المعالج النفسى، وتوجد محاولات دائمة بها لرفع الاستبصار بالسلوكيات السلبية والصراعات التى تحدث لأعضاء المجموعة حتى يتم التعامل معها بشكل أفضل، ما يؤدى إلى إدراك الأمور بشكل صحيح، مشيراً إلى أن عدم الوجود والاحتكاك المباشر بين أعضاء المجموعة بشكل كافٍ من عيوب العلاج الجماعى أون لاين، نتيجة اقتصار التفاعل على شبكات التواصل فقط.

وفى سياق متصل، قال أحد الشباب الذى خضع للعلاج الجماعى أون لاين للتعافى من الإدمان، إنه قرر بعد إدمان المواد المخدرة 5 سنوات أن يخضع للعلاج بمساعدة أهله، وبعد العديد من الجلسات الفردية وتحسن حالته، قام المعالج المختص بضمه إلى إحدى مجموعات الدعم النفسى للمدمنين، وكان يشعر فى بداية الأمر بالوصمة والعار وعدم الرغبة فى الكلام، إذ ظل صامتاً غير قادر على الحديث عن تجربته ومعاناته إلا بعد حضوره 4 جلسات، وذلك بعدما شاهد شجاعة أعضاء المجموعة فى الحديث عن تجاربهم ونجاحهم فى الإقلاع عن الإدمان، ما جعله يشعر أنه فى دائرة أمان: «المجموعة دعمتنى واحترمت ضعفى، وده خلانى أرتبط بيهم وأتكلم بحرية بعد ما كنت خايف».

مريضة قلق: «شاركت مشاعرى مع 7 أعضاء بالمجموعة وده ساعدنى على التحسن بجانب الأدوية»

وعبّرت حالة أخرى، 45 عاماً، عن مساهمة جلسات العلاج الجماعى الأون لاين فى استقرار حالتها وشعورها بالتحسن بعدما كانت تعانى من الوساوس القهرية: «كان عندى وساوس وخوف طول اليوم من الموت وده عمل لى قلق واكتئاب.. والجلسات دى ساعدتنى بجانب الأدوية على التحسن»، موضحة أنها خضعت فى بادئ الأمر للعلاج الفردى من قبَل الطبيب النفسى، ومن ثم بدأت فى العلاج الجماعى فى العيادة النفسية مع 7 أعضاء يعانون من نفس حالتها، وذلك بالتوازى مع العلاج الفردى، وبعدما استقرت حالتها شيئاً فشيئاً أصبح العلاج الجماعى أون لاين هو الوسيلة الأنسب لها.

وكانت جماعات الدعم النفسى أون لاين الوسيلة الأنسب لحالة «أ. ن» التى عانت من الضغط النفسى والقلق الدائم نتيجة تحمُّل مسئولية الاعتناء بوالدها المُسن وحدها، والذى يقضى طيلة اليوم فى سريره ويحتاج للاهتمام بنظافته الشخصية، ومواعيد علاجه وأكله، فضلاً عن قياس مستوى ضغط الدم والسكر بشكل دورى: «والدى أغلى شخص فى حياتى.. وبيصعب عليّا إنه مابيعرفش يساعد نفسه.. ومن كتر خوفى عليه بقيت متوترة وخايفة دايماً»، ولذلك حدد لها المختص النفسى جلسات الأون لاين مراعاة لوقتها من خلال ضمها لمجموعة تتقارب معها فى الأعراض والظروف النفسية.


مواضيع متعلقة