علاء عبد الفتاح.. سجين كل العصور

علاء عبد الفتاح.. سجين كل العصور
رجل ذو تاريخ نضالي لأسرة عريقة طالما فكرت خارج الصندوق، وطرحت العديد من الأفكار وطرق تنفيذها على أرض الواقع، ليخرج من صلبها رجل أدت كثرة وجوده في الشارع إلى تحوله لشخص دائم السخط على كل شيء يراه خاطئا، لم يخش أي نظام سابق ولا حالي.
سبق واتهم في عصر مبارك بالكثير من التهم، كانت أبرزها التحريض والتخريب وقلب نظام الحكم، وحبس على إثرها عام 2004، وخرج بعدها ليكمل النضال. وبعد ثورة يناير وقف بجانب الأقباط أمام مبنى ماسبيرو أثناء فترة حكم المجلس العسكري، وبعدها طلبت النيابة ضبطه وإحضاره بتهمة التحريض على التظاهر، ليمثل أمام النيابة ويدخل مرة أخرى السجن، لتضع زوجته منال أول طفل لهما "خالد" وهو في محبسه، وتحرم زوجته وجوده بجانبها وهي تضع طفلهما الأول.
هو علاء عبد الفتاح، الشخصية النضالية التي سببت الكثير من الأرق للذين حكموا مصر، ابتداء من الرئيس السابق محمد حسني مبارك، ليقف بعدها أمام المجلس العسكري، وعند خروجه يطلب إعطاء أصوات المصريين للرئيس المعزول محمد مرسي، ليحبس في عهده بعد المظاهرات التي جرت أمام مبنى الإرشاد في المقطم ثم يطلب عزله، قبل أن يتعاون مع حملة "تمرد" بعد إثبات المعزول أن "مصر كبيرة عليه"، على حد قوله، ثم يتم عزل مرسي، لتأتي الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر ويأتي وقت كتابة الدستور ووضع القانون الخاص بالتظاهر، الذي يراه "علاء" بأنه غير جيد ويطالب بإلغائه، وذلك قبل أن تنظم حركة "لا للمحاكمات العسكرية للمدنيين" وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى تنديدا بالقانون الجديد، ورغم عدم مشاركته بها، إلا أن النيابة أمرت مرة أخرى بضبطه وإحضاره، بنفس التهمة السابقة وهي التحريض على التظاهر، ليلقى مصيره بالحبس 15 عاما في أول درجة للحكم، ثم بعد إعادة المحاكمة يحبس 5 أعوام.
تتوالى العصور ويتبدل الرؤساء والحكام ويظل علاء عبدالفتاح هو "المشاغب" في أعين كل نظام، الذي ذاق مرارة السجن في كل العصور، ومرارة الحرمان المتكرر من الأسرة التي طالما تمنى عدم مفارقتها، و"حلم" الأبنودي في قصيدته الشهيرة "أحزاني العادية"، عندما قال "إحنا الصوت ساعة لما تحبوا الدنيا سكوت".