أهالى ضحايا حادث «القبة» بليبيا: «قتلوا ولادنا الشقيانين»

كتب: عبدالوهاب عليوة وسعاد أحمد

أهالى ضحايا حادث «القبة» بليبيا: «قتلوا ولادنا الشقيانين»

أهالى ضحايا حادث «القبة» بليبيا: «قتلوا ولادنا الشقيانين»

على مدخل البلدة الفقيرة ذات البنايات المشيدة من الطوب الحجرى، التى لا يتجاوز ارتفاعها طابقين، أقام أهالى نجع «على منصور» التابع لقرية بنى شعران بمركز منفلوط بمحافظة أسيوط، سرادقين للعزاء فى اثنين من أبناء القرية اللذين سقطا ضمن ضحايا الحادث الإرهابى الذى شهدته مدنية القبة الليبية صباح الجمعة الماضى، وأهالى الضحايا لا يصدقون الخبر الحزين ويرددون «إرهابيو داعش قتلوا ولادنا الشقيانين».[SecondImage] رنين الهاتف وشاشته التى تظهر رقم متصل مجهول من ليبيا، لم يكن بالأمر المستغرب لدى فرج سنوسى، والد «عادل» أحد المصريين الستة الذين سقطوا قتلى فى الحادث الإرهابى داخل الأراضى الليبية، فأبناؤه الثلاثة وأبناء أشقائه يعملون داخل المدن الليبية مثل معظم شباب القرية، لكن فحوى المكالمة المقتضبة لم يكن متوقعاً للأب الأربعينى، «محمد ابنك مات يا عم عبدالنبى»، لم يصدق الرجل ما يقوله أحد أبناء بلدته المقيم فى نفس المنزل «الحوش» مع ابنه فى ليبيا، ليرد على من يخبره بخبر الوفاة «إزاى ابنى لسه مكلم عادل من ساعتين»، ينهى الأب المكالمة ليجرى اتصالاً على هاتف ابنه ليتأكد من وفاته بمجرد سماع الرسالة المسجلة التى تطالبه بمحاولة الاتصال فى وقت آخر، ليعاود الاتصال مرة أخرى بمن أخبره بوفاة ابنه، ليتعرف منه على ما حدث أو إلى أين يتحرك، وتنتهى المكالمة الثانية بطلب المتصل من الأب السفر إلى السلوم لاستقبال جثمانى ابنه «محمد» وصديقه «عادل»، ليؤكد «مكالمة تليفونية من خمس كلمات تخبرنى بوفاة ابنى دمرت حياتى». سالم فرجانى، عم الفقيد، علم بمقتل ابن شقيقه من أحد أبناء العائلة الذى يعمل فى ليبيا، يصمت «سالم» لبرهة ليغير بعدها مجرى الحديث إلى المسئولية التى كانت يتحملها «عادل»، الذى كان يتحمل نفقات أسرته بالكامل، لذلك كانت الأسرة التى تتكون من الأم وخمس بنات وشقيقين تعتمد على الأموال التى يرسلها «عادل» لهم. «محمد» و«عادل» اللذان جمعهما الموت فى ليبيا صديقان منذ الطفولة، كما يروى نصر الفرجانى، قائلاً: «كانا يعملان فى الزراعة معاً وسافرا إلى ليبيا منذ 4 شهور برفقة بعضهما، واستقرا فى مثواهما الأخير فى وقت واحد، هما كانوا هيرجعوا بس الطرق غير آمنة وكان الأفضل لهم الانتظار حتى تستقر أو تهدأ الأمور بعد الضربة الجوية التى شنها الجيش المصرى على البؤر الإرهابية التى قررت الانتقام بهذه التفجيرات.. منهم لله إرهابيو داعش قتلوا ولادنا الشقيانين». هذا ما يظهر داخل مداخل القرية، بينما داخل بيوت الضحايا، تتشح النساء بالسواد حزناً على فقدان شبابهن، والدة «محمد» التى لم تتحمل سماع خبر وفاته سقطت مغشياً عليها بمجرد سماعها صوت سيارة الإسعاف يدوى فى أرجاء القرية، بينما زوجة «عادل» ووالدته، لم يسمح لهما بالخروج من البيت وفقاً لعادات القرية لكن الصراخ والعويل كانا ينقلان لمن يقف بالخارج ما يدور داخل البيت، حيث لم تتوقف الأم عن تريد «مين هيربى ابنك من بعدك يا عادل، منهم الله ربنا يحرق قلبهم زى ما حرقوا قلبى عليك يا ابنى».