مؤسسة «الرحالة الصغيرة»: «أنجه هانم» عاصرت أحداثا تاريخية وشهدت الثورة العرابية (حوار)

كتب: أحمد الأمير

مؤسسة «الرحالة الصغيرة»: «أنجه هانم» عاصرت أحداثا تاريخية وشهدت الثورة العرابية (حوار)

مؤسسة «الرحالة الصغيرة»: «أنجه هانم» عاصرت أحداثا تاريخية وشهدت الثورة العرابية (حوار)

إنجى هانم أو «أنجه هانم»، السباقة بالخير والسيدة الأولى فى مصر زوجة الخديو محمد سعيد باشا وواحدة من أشهر نساء القصر فى الأسرة العلوية، يُعرف عنها حبها للخير ودعم المحتاجين، وأسست مسجدين شهيرين يحملان اسمها: الأول فى قلب منطقة روض الفرج، والثانى فى منطقة محرم بك بالإسكندرية، وهى صاحبة مواقف تاريخية وسياسية تكشفها مؤسسة مبادرة «الرحالة الصغيرة» المهتمة بالتاريخ والحضارة «أميرة أبوزيد» فى حوارها مع «الوطن».

من هى إنجى هانم؟.. وما علاقتها بالأسرة العلوية؟

- تُدعى «إنجى هانم» أو «أنجه هانم»، وهى الزوجة الأولى للخديو «محمد سعيد باشا» قبل توليه حكم مصر، وهناك رأيان متداولان حول إنجابها منه، الأول يقول إنها أنجبت منه ابناً، والثانى يقول إنه تزوج من أخرى بسبب عدم قدرتها على الإنجاب، وهى الأميرة «ملك بر هانم» التى أنجبت له «محمود بك» و«محمد طوسون باشا»، وقد ظلت «إنجى هانم» زوجة له حتى وفاته عام 1863م..

كيف كانت علاقتها بالناس؟

- رغم أن السيدة لم تكن تحظى باهتمام تاريخى بالإضافة إلى قلة المعلومات المذكورة عنها، فقد كانت سباقة بعمل الخير، ومن مواقفها أنها منحت معتوقتها «سوزديل السمرا» 15 فداناً تصرف من ريعها على نفسها، كما أوقفت 40 فداناً يُصرف من ريعها على سبيلها بمكة المكرمة، كما كانت إنجى هانم تُعرف بتعاطفها مع المحتاجين ومساعدة الأرامل والأيتام، حيث لُقبت بسيدة الخير الأولى فى الإسكندرية، ولها العديد من الأوقاف الخيرية بالمحافظة الساحلية ومحافظة البحيرة، وكانت تحظى بمحبة كبيرة من الناس، كما أنها كانت لبقة وذكية ومحبوبة بين كل طبقات الشعب.

أين دُفنت إنجى هانم؟

- عاصرت إنجى هانم الخديو إسماعيل، وكانت شاهدة على العديد من المواقف التاريخية والسياسية فى مصر بتلك الفترة التى لحقتها أيضاً الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى لمصر عام 1882م، ورحلت عن عالمنا فى عهد «عباس حلمى الثانى»، حيث توفيت عام 1900م بمدينة الإسكندرية التى كانت تقضى أغلب وقتها فيها ودُفنت بمسجد «النبى دانيال».

ما أبرز المواقف السياسية والتاريخية التى شهدتها؟

- بالتزامن مع محاكمة الزعيم الثائر أحمد عرابى ومن معه عقب احتلال مصر عام 1882 كان لإنجى هانم موقف تاريخى ووطنى غير عادى ذكره المحامى البريطانى «برودلى» قائلاً إنه بمجرد انتهاء المحاكمة الصورية لعرابى أرسلت له إنجى هانم خادمها حاملاً رسالة دونت فيها أرملة الخديو وقتها: «جناب المستر برودلى المحامى، بعد إهدائك تسليماتى وتشكراتى لشخصك الكريم، أنتهز هذه الفرصة لأن أصرّح لكم بأن مصر تشرفت بمجيئكم إليها، وأنا وجميع أهلها مسرورون من أعمالكم لأنكم دافعتم عن قضية العدالة والإنسانية، ونحن المصريات والمصريين نبتهل إلى الله فى كل أيام حياتنا أن يوفقكم ويُنجح مقاصدكم، كما ندعو الله أن يلطف بهذا البلد». وأكمل «برودلى» فى كتابه الشهير: «كيف دافعنا عن عرابى وصحبه.. قصة مصر والمصريين» رسالة إنجى هانم: «إنك بدفاعك عن أبناء هذا البلد الذين سعوا لخيرها ودافعوا عنها قد جعلتم إنجلترا محبوبة عندنا، لأن إنجليز -تقصد برودلى- ورفيقى عطفوا علينا فى حزننا ومصيبتنا وجميع المصريين مسرورون من الأخبار التى دلت على أعمالكم، ولا يجرؤ أحد على تأييد العكس مع انبلاج نور الحقيقة، وإنى لعاجزة حقيقة عن توضيح تشكراتى». وأشار «برودلى» إلى أن هذا الموقف لم يكن موقف «إنجى هانم» وحدها، بل كان موقف معظم نساء الأسرة المالكة فى ذلك الوقت.

المسجد فى جزيرة بدران 

يُعد مسجد إنجى هانم بمنطقة جزيرة بدران من أهم معالمها، وقامت بإنشائه عام 1282هـ/ 1865م وأوقفت عدداً كبيراً من الأوقاف، وهذا المسجد بالإضافة إلى المسجد الذى قامت ببنائه فى الإسكندرية من أهم المساجد الأثرية التى شُيِّدت فى عهد الأسرة العلوية، والمسجدان من الطراز العثمانى، ويُعد مسجد الإسكندرية من أوائل المساجد التى تم إنشاؤها على ضفاف ترعة المحمودية، وتم نقل رفاتها من مسجد النبى دانيال إلى مسجد الرفاعى بمقابر الأسرة العلوية فى بداية الخمسينات من القرن العشرين.


مواضيع متعلقة