«فيومي ودندراوي وسيناوي وبلدي».. سلالات دجاج محلية توفر «البيض واللحم» ومُربحة اقتصادياً

كتب: خالد عبد الرسول

«فيومي ودندراوي وسيناوي وبلدي».. سلالات دجاج محلية توفر «البيض واللحم» ومُربحة اقتصادياً

«فيومي ودندراوي وسيناوي وبلدي».. سلالات دجاج محلية توفر «البيض واللحم» ومُربحة اقتصادياً

فى دراسة أعدها فريق بحثى بمعهد بحوث الإنتاج الحيوانى التابع لمركز البحوث الزراعية بقيادة الدكتور مجدى حسن، رئيس قسم تربية الدواجن بالمعهد، بعنوان «الدجاج المحلى والمستنبط.. تربية تغذية رعاية»، تم تسليط الضوء على السلالات المصرية الأصيلة من الدجاج، مشيرة إلى أنها تشمل: «الفيومى، والدندراوى، والسيناوى، والبلدى».

وأوضحت الدراسة أنه توجد 11 سلالة أخرى تم استنباطها نتيجة لجهود مركز البحوث الزراعية والباحثين المصريين فى الخلط والانتخاب بين تلك السلالات المحلية السابقة وبعض السلالات الأجنبية، وذلك لإنتاج وزن أكبر من اللحوم وأعداد بيض أكثر، وقد تمت تسمية هذه السلالات وفقاً لمكان استنباطها، وتشمل: الدقى 4، ومطروح، والمنتزه الفضى، والمنتزه الذهبى، والجميزة، والمندرة، والبندرة، وبهيج، والمعمورة، والسلام، وأنشاص.

وأكدت الدراسة على الأهمية والفوائد الكبيرة لتربية وتحسين سلالات الدواجن المحلية والمستنبطة، مشيرة إلى أنها تشمل: تحقيق عوائد وأرباح مرتفعة مقابل تكاليف قليلة وهو ما يُشجع كبار وصغار المربين على تربيتها، فضلاً عن المساهمة فى توفير بيض المائدة ولحوم الدواجن بصفة شبه منتظمة على مدار الموسم داخل الإقليم، بالإضافة لإمكانية تصدير أشهر السلالات المحلية والمستنبطة للدول العربية ودول العالم الثالث، وتوفير العملة الصعبة عن طريق تقليل استيراد الكتاكيت والأمهات والجدود من الخارج».

وأوضحت الدراسة، فى هذا السياق، أن سعر الكتكوت من هذه السلالات أقل من السلالات الأجنبية، بجانب أنها تحتاج إلى مساحة أقل لتربية عدد أكثر، كما أنها أقل فى احتياجاتها الغذائية، وتقاوم الأمراض وجميع الظروف البيئية المعاكسة، وبالنظر إلى أنها تُنتج بيضاً ولحماً يُقبل عليه المستهلك وأسعاره مرتفعة مقارنة بالسلالات الأجنبية، فإنها تعطى عائداً اقتصادياً مناسباً وربحاً وفيراً بأقل الإمكانيات والتكاليف.

«عبدالكريم»: أصولها متوفرة بـ«البحوث الزراعية» ويمكن تنميتها

ويؤكد الدكتور حسن عبدالكريم، أستاذ تربية الدواجن بمعهد الإنتاج الحيوانى، لـ«الوطن»، أن كل السلالات المصرية القديمة وأصولها موجودة لدى معهد بحوث الإنتاج الحيوانى وبعض الكليات العلمية، وأنها «لم تنقرض» وإن كانت «موجودة بكميات بسيطة، لكن يمكن تنميتها من جديد عندما تتاح الإمكانيات اللازمة لذلك».

مقاومة للأمراض.. وأمريكا وفرنسا وباكستان أخذت جينات من سلالة «الفيوم» لتحسين سلالتها

وعن مميزات هذه السلالات مقارنة بالفراخ البيضاء، يشير «عبدالكريم» إلى أنها «متأقلمة مع الجو المصرى، ومقاومة للأمراض بصورة كبيرة، وتُناسب ظروف البيئة المصرية، سواء من ناحية التغذية أو المناخ أو المعيشة بصفة عامة، كما تُناسب ظروف القرية المصرية ولا تحتاج مثلاً لتدفئة أو تهوية أو رطوبة معينة أو أكل معين، والمتاح لها تعيش عليه، مقارنة بالسلالات الأجنبية التى تحتاج لطاقة وحرارة وتدفئة معينة، وأكل معين، لا بد أن يتوفر لها حتى تعطينا إنتاجاً.

وربما أن كل هذه المميزات هى ما تجعل هذه السلالات «المحلية والمستنبطة» ملائمة لصغار المربين أو ما يُعرف بالتربية المنزلية التى تمثل، وفقاً للدكتور عبدالكريم، أكثر من 35% من الاستهلاك الداجنى على مستوى الاقتصاد المصرى، وخاصة فى الريف، لأنه فى ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء لقرابة 300 جنيه للكيلو تُعتبر البديل الآمن حالياً، وبمثابة ملاذ للناس وعامل نجاة للهروب من الأسعار المرتفعة، حسب تعبيره. لكن أستاذ تربية الدواجن يُشدد فى هذا السياق على ضرورة أن تكون تربية الدواجن هنا «آمنة» بعيدة عن مكان الساكن كلما أمكن، أى فوق أسطح المنازل أو داخل حظائر فى أماكن زراعية أو بعيدة عن الكتلة السكنية، مع الحفاظ على النظافة واشتراطات الوقاية، بمعنى أن يتعامل شخص واحد فقط مع الطيور ومنع من يعانى من البرد والأطفال وكبار السن من التعامل معها، والتعامل مع الطيور النافقة بطريقة صحيحة بدفنها أو رميها فى القمامة بطريقة آمنة.

غير أن الاستفادة من سلالات الدجاج المحلية والمستنبطة تتجاوز مجرد استغلالها فى التربية المنزلية أو من جانب صغار المربين، ويجب أن تشمل إخضاعها لبرنامج قومى للحفاظ عليها واستثمارها وتنميتها باعتبارها ثروة قومية، مثل سلالة الفيوم المصرية التى أخذت منها الولايات المتحدة وفرنسا وباكستان جينات لتحسين سلالتها، بينما نحن لم نستطع استثمارها أو تسويقها بشكل جيد، ضمن برنامج قومى تكون الدولة بموجبه هى المتصرف الوحيد فيها وفى تسويقها، سواء لدول تريد أن تأخذ منا تراكيب وراثية أو باحثين أو شركات يريدون عمل خطوط تجارية، حسب قوله.

وأضاف «عبدالكريم» موضحاً: يجب أن تخضع هذه السلالات لبرنامج تحسين وراثى أو خطة قومية، ينتج عنها أجيال جديدة، مثلما فعل علماء مصريون سابقاً، منذ الستينيات، حين أنتجوا أنواعاً مستنبطة جديدة من خلال دراسات وورش عمل، واستقدام أنواع أجنبية من الخارج تتميز بإنتاج البيض واللحم بشكل مرتفع لخلطها مع أنواعنا المحلية، ومن ثم تسويقها ونشرها.

وتابع أستاذ تربية الدواجن أنه بموجب هذا البرنامج أو الخطة القومية التى يجب أن تشرف عليها الدولة، سيتعين على الباحثين العمل على مكونات هذه الخطة، وأن يأخذوا سلالات مصرية أصلية لخلطها بأنواع أجنبية ذات إنتاجية مرتفعة لاستنباط أنواع تجارية جديدة تمتاز بوزن كبير وإنتاج بيض أكبر، فى حين تظل سلالتنا الأصلية مستمرة، ولا نتركها فى أيدٍ تعطيها للخارج دون أن تستفيد منها الدولة بشىء.

ولفت «عبدالكريم» إلى أنه لكى ينطلق مثل هذا البرنامج سيكون بحاجة إلى توافر إمكانيات معينة، مثل الأعلاف التى أصبحت أسعارها مرتفعة جداً، واللقاحات، والعمالة، فضلاً عن صيانة الأماكن نفسها، حتى يمكن إطلاق هذا البرنامج القومى الضخم.


مواضيع متعلقة