نهاية مأساوية لديليسبس بعدما تسبب في احتلال مصر.. والسبب حشرة صغيرة

نهاية مأساوية لديليسبس بعدما تسبب في احتلال مصر.. والسبب حشرة صغيرة
- فرديناد ديليسبس
- ديليسبس
- قناة السويس
- قناة بنما
- البعوض
- حشرة
- السجن
- فرديناد ديليسبس
- ديليسبس
- قناة السويس
- قناة بنما
- البعوض
- حشرة
- السجن
تعد معركة التل الكبير بين الجيش المصري بقيادة الزعيم أحمد عرابي، والجيش البريطاني، في 13 سبتمبر 1882، إحدى المعارك الفاصلة في تاريخ مصر الحديث، نظراً لأنها نتج عنها الاحتلال الانجليزي لمصر، والذي استمر لما يقرب من 72 سنة، بعد أن قطع المهندس الفرنسي فرديناد ديليسبس، الذي كان يشرف على قناة السويس في ذلك الوقت، وعداً للزعيم الوطني بعدم السماح للإنجليز بالدخول إلى مصر عبر القناة، ولكنه أخلف ذلك الوعد، وسمح للقوات الأجنبية بدخول البلاد عبر القناة، يوم 6 سبتمبر في ذلك العام.
غير أن المهندس الفرنسي ديليسبس، سرعان ما جاءه العقاب الإلهي، بعدما أخلف وعده لعرابي، وشهد نهاية مأساوية بسبب حشرة صغيرة، وفق ما جاء في تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، أشارت فيه إلى أن فرديناند ديليسبس، الذي ولد في 19 نوفمبر 1805، في عائلة من الدبلوماسيين الفرنسيين، تقاعد عام 1849، بعد خلاف مع الحكومة الفرنسية، وذهب إلى مصر عام 1854، وأصبح صديقه سعيد باشا الوالي الجديد، وبدأ بالعمل في حفر قناة السويس، بعد أن أستوحى فكرتها من قراءاته لخطط نابليون المهجورة، التي كتب فيها فكرة وجود قناة تسمح للسفن الكبيرة التي ترغب في الإبحار إلى الشرق، بالانتقال مباشرةً من البحر الأبيض المتوسط إلى البحر الأحمر، وبالتالي تجنب قطع الرحلة البحرية الطويلة حول أفريقيا.
وكشفت الشبكة البريطانية عن أن ديليسبس في عامه الرابع والسبعين، بدأ في التخطيط لقناة جديدة في بنما عام 1879، وتم تعيينه كقائد للمشروع في مؤتمر دولي بالعاصمة الفرنسية باريس، وبدأ العمل به في عام 1881، ولكن بعد 8 سنوات من العمل، ثبت أن بناء قناة بنما أكثر تعقيداً من إنشاء قناة السويس، وهو ما دفع محكمة فرنسية لإدانة ديليسبس ونجله تشارلز، بتهمة سوء الإدارة، ليتم تغريمهما بمبالغ كبيرة، وحكم عليهما بالسجن، غير أنه نظراً لحالة ديليسبس، لم يتم إرساله للسجن، ودفع الابن ثمن أخطاء والده المسن.
وكشف الدكتور علي أحمد يونس، وكيل كلية العلوم بجامعة القاهرة وأستاذ علم الحشرات، في تصريحاته لـ«الوطن»، عن أن حشرة صغيرة أودت بحياة ديليسبس، الذي توفى في 7 ديسمبر 1894، بعد الحكم بسجن نجله، وكاد أن يسجن هو أيضاً، مشيراً إلى أن حشرة البعوض كان لها دور كبير في كثير من الأحداث التاريخية، ومنها حفر قناة بنما، حيث أسس ديليسبس شركة، بالشراكة مع الحكومة الفرنسية، في عام 1879، لحفر قناة تربط المحيط الأطلسي بالمحيط الهادئ، على غرار قناة السويس، وبالفعل سافر آلاف المهندسين والعمال لبدء حفر قناة بنما عام 1880.
وتابع «يونس» أن عدد المهندسين والعمال المشاركين بأعمال حفر قناة بنما، كان حوالي 24000 فرد، لكن وخلال عامين من العمل، لم تستطع شركة ديليسبس إنجاز أي أعمال حفر، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه خلال عامين فقط، توفى ما يقرب من 22000 من بين العمال والمهندسين المشاركين في المشروع، لتعلن الشركة إفلاسها، ودخل ابن ديليسبس السجن، على خلفية هذا الأمر، ككا حكم على دليسبس بغرامة مالية كبيرة.
وبعدما حصلت شركة أمريكية على امتياز حفر قناة بنما، تمكن أحد علماء الطفيليات، يُدعى الدكتور ريد، من اكتشاف سبب وفاة الآلاف من العمال والمهندسين الذين كانوا يعملون مع الشركة الفرنسية، واتضح أن السبب في كل هذه الوفيات هو البعوض، وبالأخص بعوضة الزاعجة المصرية، وبعوضة الأنوفيلبس، حيث ينقل هذان النوعين من البعوض مرض الحمى الصفراء، ومرض الملاريا، على الترتيب، مما تسبب في حالات الوفاة الجماعية بين العمال.