دبلوماسيون: العلاقات المصرية الأفريقية تشهد طفرة حقيقية منذ 2014

كتب: منى سعيد

دبلوماسيون: العلاقات المصرية الأفريقية تشهد طفرة حقيقية منذ 2014

دبلوماسيون: العلاقات المصرية الأفريقية تشهد طفرة حقيقية منذ 2014

«تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية».. شعار رفعته قمة نيروبى، المعروفة أيضاً باسم المؤتمر الدولى للسكان والتنمية، التى انطلقت فعالياتها اليوم الأحد من العاصمة الكينية نيروبى، ضمن أعمال القمة التنسيقية الخامسة لمنتصف العام للاتحاد الأفريقى والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والآليات الإقليمية والدول الأعضاء فى الاتحاد الأفريقى، والذى تشارك فيه مصر بوفد رفيع المستوى برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ويشارك الرئيس السيسى خلال القمة بصفته رئيساً لمبادرة الـ«نيباد»، إضافة لكونه الرئيس الحالى لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP27» أمام جلسة البيئة والتغيرات المناخية لاستعراض الجهود المصرية فى مواجهة تأثيرات التغيرات المناخية على دول القارة الأفريقية، فى ظل جهود مصر المستمرة لتوفير الدعم والتمويل من الدول المتقدمة ومؤسسات التمويل الدولية لتقديمها إلى دول أفريقيا الأكثر تأثراً بتداعيات التغيرات المناخية، وذلك بعد أن شهدت العاصمة الكينية، على مدار يومى الخميس والجمعة الماضيين، اجتماعات المجلس التنفيذى للاتحاد الأفريقى.

«العرابي»: مصر تسعى لتسريع حركة التجارة والزراعة وتبادل المهارات بين دول القارة

ويقول السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن انعقاد قمة نيروبى يأتى لبحث كيفية تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة بالقارة الأفريقية، وهو حلم طال انتظاره منذ سنوات، وبدأ منذ عام 2019 عندما تولت مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى، وذلك إيماناً بأن إنشاء سوق أفريقية مشتركة لتسريع التجارة والزراعة والأعمال وتبادل المهارات فى القارة الأفريقية يمكن أن يؤدى إلى تسريع وتيرة التنمية فى البلدان الأفريقية.

وأوضح، لـ«الوطن»، أن اجتماع المجلس التنفيذى الذى عُقد فى نيروبى يهدف إلى تقييم الخطوات التى تم اجتيازها بالفعل من الدول المشاركة من أجل تنفيذ منطقة التجارة الحرة الأفريقية، باعتبارها العمل الأهم على أجندة الرئاسة المصرية فى 2023، مضيفاً أنه ستكون هناك نظرة على التمويل وميزانية المشروعات، والتقدم الذى تم إحرازه فى التصديق على معاهدات الاتحاد الأفريقى وتنفيذها.

وقال «العرابى» إن من أهم الموضوعات التى تضطلع بها مصر وتعبّر عن اهتمامها بالقارة السمراء تأثير التغيرات المناخية على القارة الأفريقية، خاصة أن القارة السمراء هى الأكثر تضرراً من المشكلات المناخية فى الوقت الذى تعانى فيه من أزمات الديون والعديد من الأزمات الاقتصادية بسبب جائحة «كورونا» والأزمة الأوكرانية. وأوضح أنه خلال السنوات الـ10 الأخيرة شهدت مصر تطورات إيجابية متعددة مع دول القارة الأفريقية، حيث حصلت على إجماع الأصوات خلال ترشحها لرئاسة مبادرة «نيباد»، مضيفاً أن تأثير مصر الواضح والقوى شهده العالم خلال قمة دول جوار السودان، التى استطاعت مصر من خلالها أن تقوم بالتشاور والمباحثات بين 7 دول أفريقية لمناقشة الأزمة والوصول إلى حلول ملموسة.

وأضاف أن هناك زخماً فى التواصل ما بين مصر وأفريقياً، فمنذ مطلع الشهر الجارى كانت هناك 3 زيارات دبلوماسية قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى عدد من الدول الأفريقية، هى زامبيا وأنجولا وموزمبيق، وهو ما يعكس رغبة مؤسسة الرئاسة والدبلوماسية المصرية فى توسيع العلاقات الأفريقية.

وأضاف أن الدبلوماسية المصرية تتبنى منهجاً خاصاً فى التعاملات مع الدول الأفريقية، سواء على المستوى الثنائى أو الإقليمى بشكل عام، موضحاً أن الرؤية المصرية تعتمد على أن الدول الأفريقية قد تكون شريكة فى التنمية، سواء من خلال الاستثمار فى البنية التحتية، أو من خلال المشاركة فى التجمعات الاقتصادية الكبرى، ومنها الكوميسا أو الاستثمار الزراعى أو الصناعى.

«رخا»: «القاهرة» حاضرة بقوة في حل النزاعات الأفريقية وفق معايير القانون الدولي

وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية الأفريقية تشهد طفرة حقيقية منذ عام 2014، وخاصة بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، بينما فى الفترات السابقة كان هناك نوع من التراجع فى العلاقات الدبلوماسية بين مصر ودول أفريقيا بشكل خاص، ربما بسبب الأحداث السياسية التى شهدتها مصر فى تلك الفترة، مضيفاً أنه خلال السنوات الـ10 الأخيرة اجتمع الدبلوماسيون والتقى وزراء 54 دولة أفريقية لبحث سبل التعامل وتعزيز العلاقات بين أبناء القارة السمراء.

وأوضح أن «قمة نيروبى» تناقش عدداً من الموضوعات ذات الأولوية، ومن بينها كيفية تحقيق التكامل الإقليمى بين الدول فى أفريقيا وفقاً لمعاهدة أبوجا، مضيفاً أنه يمكن أن يكون هناك مناقشات وتنسيق بين الاتحاد الأفريقى والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والدول الأعضاء بشأن القطاعات المتبقية، مثل تقرير الإصلاح المؤسسى للاتحاد الأفريقى، وعرض خطة التنفيذ العشرية لأجندة 2063، على أن يتم فى ختام أعمال القمة اعتماد البيان الختامى.

وأضاف أن مصر بدأت ترسخ لدورها المحورى فى أفريقيا، باعتبارها واحدة من أهم دول القارة السمراء، وكونها دولة رائدة فى حركة التحرر الأفريقى، أو من خلال إنشاء منظمة الوحدة الأفريقية التى أصبحت الآن الاتحاد الأفريقى، أو من خلال المشاركة فى الكوميسا أو ساحة الصحراء، أو فى غيرها فى المؤسسات الأفريقية، سواء التابعة للاتحاد الأفريقى أو الإقليمية.

وأوضح «رخا» أن أفريقيا هى المصدر الرئيسى للمياه لمصر وهى مصدر الحياة، وبالتالى منطقة شرق أفريقيا التى تمتد حتى خط الاستواء منطقة استراتيجية مهمة، وبالتالى فإن تدعيم وتنشيط العلاقات مع دول حوض النيل فى غاية الأهمية ويطلق عليه ربط المصالح.

وتابع أن مصر تقوم أيضاً بالتعاون الفنى مع أفريقيا، من خلال المركز المصرى الدولى للزراعة، الذى يقدم منحاً زراعية لمدة شهرين ويتكفل بكافة المصاريف، موضحاً أن هناك أيضاً الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية المستدامة التى تقدم خبراء ومهندسين وفنيين لمختلف الدول الأفريقية وتتكفل بكافة المصروفات والانتقالات. وأوضح أن مصر تسعى لتنشيط المنطقة التجارية الحرة لتصبح مظلة لتشمل المجموعات الإقليمية، سواء فى الكوميسا أو ساحل الصحراء، كما أنها تحرص على المشاركة بفاعلية لحل النزاعات الأفريقية وفق القانون الدولى.

أهداف النيباد

تغير المناخ

البنية التحتية

تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات

الزراعة والأمن الغذائىالتكامل الإقليمى

إدارة الموارد الطبيعية

الحوكمة الاقتصادية

أولويات مصر خلال رئاسة منظمة نيباد

حشد التمويل لقائمة المشروعات ذات الأولوية

تحقيق الآمال المستهدفة من اتفاقية التجارة الحرة القارية

خط الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط

التركيز على محور التحول الصناعى


مواضيع متعلقة