لميس.. فريدة.. بسنت.. مسلسل تنمّر الإخوان

لينا مظلوم

لينا مظلوم

كاتب صحفي

جميع سبل الخداع والتزييف التى تنتهجها جماعة أهل الشر أصبحت مكشوفة تعكس القبح والإجرام الذى تعتنقه الجماعة فى تغاضٍ تام عن كل القيم الأخلاقية التى تدعو إليها الأديان السماوية، بل تعتبر من ثوابت الدين الإسلامى. ما يلفت الانتباه أن أكثر الأطراف التى نالت نصيبها من مخالب البذاءة والتنمر هى المرأة، تحديداً إذا كانت تحظى بمكانة سواء من الشخصيات المعروفة أو مَن حققت نجاحاً فى مجالها.

ليس هذا غريباً عن جماعة تُثمِّن المرأة كسلعة.. تستدعى فقط عند الحاجة لاستغلالها.. تتصدر تجمعات العنف لحماية صفوف الرجال، تنقل تعليمات وأوامر بين أفراد الجماعة داخل وخارج السجون.. وغيرها من المهام.

غير ذلك هى مجرد كم مهمل محتقر لا دور له غير إنجاب أجيال جديدة تعتنق مذهب السمع والطاعة، أو «امرأة على الرصيف» -بمعنى كونها مستباحة- كما وصف سيد قطب كل من لا تنتمى إلى الإخوان.

منذ أسابيع تعرضت لميس الحديدى إلى محاولة ساذجة للالتفاف على مقدمة فقرة ضمن برنامجها وهى صاحبة رصيد من الخبرة الإعلامية والمهنية، تحدت بقوة وصلابة أعواماً من التنمر ومختلف البذاءات التى يتعفف عنها حتى مَن يعتنقون أدياناً غير سماوية، وليس من يزعمون رفع شعار دين الإسلام!

دفعت لميس ضريبة التعبير عن مواقف وطنية تلهب الوعى الشعبى فى عام 2013، ثم طرحها عدة قضايا -منها الدينية- للتساؤل والمعرفة. كتائب «البنا» اقتطعت جزءاً من كل ما قدمته الإعلامية فى صيغة استفهام يدعو للتفكير وإعمال العقل.

لكن بحكم التربص التاريخى الذى يكنه الجماعة تجاه لميس الحديدى ومجموعة من الإعلاميين الوطنيين، محاولة لميس طرح التساؤل للفهم أمام المشاهد لم تسلم من استغلال كتائب الإخوان اعتماداً على انسياق مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى على الأخذ بالظاهر أمامهم دون التحرى رغم أن أولى وصايا الدين الإسلامى تحث على التفكير والمعرفة.

فريدة الشوباشى.. القامة المشرفة فى عالم السياسة والكتابة والإعلام، أيضاً صاحبة نصيب كبير من بذاءات الإخوان على مدى سنين طويلة.. بل لعلها أكثر الأصوات الداعية إلى التنوير وإعمال العقل تعرضاً لسخافاتهم.

كل محاولات التجريح زادت صلابة فريدة الشوباشى وثباتها على مواقفها الوطنية حرصاً على الحفاظ على حضارة مصر. كتائب الجماعة لم تدع تصريحاً لها إلا وأخرجته عن سياقه ليبدو فى صيغة التقليل من شأن الدين وتشويه صورة الكاتبة الكبيرة.

عام 2022 حققت البطلة المصرية العداءة بسنت حميدة الميدالية الذهبية فى دورة ألعاب البحر المتوسط التى أقيمت فى الجزائر، وبكل عفوية المشاعر الوطنية والسعادة رفعت بسنت علم مصر ثم سجدت شكراً وحمداً لله.

لم تمضِ دقائق على اللقطة حتى بدأت كتائب الإخوان وشراذمها فى الهجوم على البطلة المصرية.

أعمى المرض قلوبهم التى لم ترَ فى مشهد الانتصار إلا جسد أنثى، وهم التعالى عن كونهم فى مكانة تعلو عن باقى المسلمين صوّر لهم أنهم الفئة الوحيدة التى تمتلك مواصفات وشروط تقديم الحمد والشكر لله الذى يعتبر حقاً لجميع البشر دون تفرقة أو نهى من أى طرف.

أمثلة من نماذج عديدة على أن «الغاية» عند الجماعة فى تشويه كل صوت نسائى يتمرد على مذهب المتاجرة بالمرأة كسلعة والعودة بها إلى عصور الظلام يتم التبرير له عن طريق أدنى «وسيلة».