«العرابي»: عدم وجود إرادة حقيقية لدى الأشقاء يفاقم الأزمة.. والدبلوماسية المصرية حاضرة «حوار»

كتب: منى سعيد

«العرابي»: عدم وجود إرادة حقيقية لدى الأشقاء يفاقم الأزمة.. والدبلوماسية المصرية حاضرة «حوار»

«العرابي»: عدم وجود إرادة حقيقية لدى الأشقاء يفاقم الأزمة.. والدبلوماسية المصرية حاضرة «حوار»

قال السفير محمد العرابى، وزير الخارجية الأسبق، إن المواطن السودانى على رأس اهتمامات الدولة المصرية، وهو الذى يسدد فاتورة الاقتتال بين الأطراف المتصارعة، حيث تم تهجيره ومنع الخدمات الطبية والتعليمية عنه، وإذا لم يتم تدارك الموقف ووقف الحرب الدائرة حالياً، فإن الوضع سيتفاقم، ولن يؤثر على السودان فقط، بل على دول الجوار أيضاً.

وأضاف، فى حواره لـ«الوطن»، أن أى حلول يجب أن تحظى بموافقة السودانيين أنفسهم، فبدون إرادتهم يصبح الأمر تدخلاً فى الشئون الداخلية للبلاد، مضيفاً أن عقد مؤتمر دول جوار السودان فى الوقت الحالى يعكس إصرار مصر على دعم دولة عربية شقيقة.

 كيف تقيم الوضع الحالى فى السودان؟

- خطير جداً، وإذا لم يدرك أبناء السودان هذا الوضع لن نصل إلى أى نتيجة، يجب أن يكون هناك إدراك داخلى لإيجاد حلول لحل الوضع المتفاقم.

 كيف ترى دور مصر فى الأزمات الراهنة بالمنطقة، خاصة الأزمة الحالية فى السودان الشقيق؟

- يجب أن نوضح أن مصر تؤكد دائماً فى جميع المحافل الدولية والإقليمية أنها مستمرة فى عدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلاد، لكنها تقدم بعض المساعدات والمساعى التى من شأنها أن تقلل من حدة الأزمة الراهنة فى السودان منذ بدايتها. وأعتقد أن الهم الأساسى لمصر هو المواطن السودانى، المتضرر من الصراع الدائر حالياً، فى كل المجالات الحياتية مثل الصحة والتعليم والغذاء وغيرها.

اتصالات الرئيس «السيسى» برؤساء دول الجوار تعكس أهمية توحيد الآراء لتوفير ملاذات آمنة للنازحين

ومنذ بداية الاقتتال، كان الدور الدبلوماسى لمصر ظاهراً وبقوة لحل الأزمة، وأجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى اتصالات مع رئيس جنوب السودان، كما حمل وزير الخارجية سامح شكرى رسائل إلى رئيس حكومة جنوب السودان ورئيس دولة تشاد. ونؤكد أنه منذ البداية كانت مصر تدرك أهمية توحيد آراء دول الجوار الملاصقة لدولة السودان، وجمعهم للعمل معاً من أجل احتواء الموقف، وأيضاً من أجل توفير ملاذ آمن للأشقاء السودانيين الذين نزحوا من قراهم ومدنهم إلى دول مجاورة.

 هل أنت متفائل بانعقاد مؤتمر «دول الجوار»؟

- أعتقد أن المؤتمر سيكون له مسار قوى لبداية حل الأزمة، فهذه المرحلة تحتاج إلى التكامل وليس التنافس، حتى لا يتضرر السودان، لذلك دعوة مصر جاءت فى توقيت مناسب جداً، وهى بالتأكيد دعوة نبيلة لدعم دولة شقيقة.

 هل ستتم مناقشة المبادرات والتوصيات السابقة بشأن أزمة السودان؟

- بالفعل ذُكر فى آخر البيان الرئاسى أن المؤتمر سيتم بالتنسيق مع المبادرات الإقليمية والدولية، لأنه ستكون هناك لقاءات فى عدة دول، ومصر ترى أنه يجب أن يكون هناك تكامل بين المساعى الدولية وإبداء الحرص الإقليمى والدولى على إنهاء الأزمة فى السودان بشكل سريع. ومن المؤكد أنه عندما تتم مناقشة وطرح حلول دبلوماسية للأزمة الراهنة فى السودان، سيكون هناك استعراض لكل ما كان مطروحاً خلال الفترة الماضية، ونستنتج منه بعض الإيجابيات، لكن مصر لديها اعتقاد راسخ بأن أى حل يتم طرحه يجب أن يحظى بموافقة الجانب السودانى، وأن يكون نابعاً من إرادة وفكر سودانى، وليس مجرد فرض آراء فقط.

توقيت انعقاد المؤتمر

خلال المرحلة الحالية فى السودان أصبح الوضع مخيفاً جداً، لذلك فإن الوقت الحالى مناسب لتعظيم الفكرة المصرية بتوحيد وجهات نظر رؤساء دول جوار السودان، وبالتالى أرى أن هذا قد يفضى لحل سياسى، فمن المؤكد أن استمرار القتال لفترة أطول قد يكون بمثابة تفجير للوضع الداخلى للسودان لمدة طويلة، وسينعكس هذا على الإقليم بأكمله وليس السودان فقط، وهذا الأمر بالتحديد محل اهتمام من الجانب المصرى بأنه يجب أن يتم وضع تصور لما هو قادم فى السودان.


مواضيع متعلقة