لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. بالطبع تحتل الحرب بين روسيا وأوكرانيا المرتبة الأولى في كل مناقشات حلف الأطلنطي المنعقد هنا في مدينة فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، ليس داخل مقر الحلف فقط، ولكن حتى في شوارع المدينة التي تنتشر فيها أعلام أوكرانيا بشكل مكثف، وحتى أوتوبيسات النقل بها تحمل عبارات ليتوانيا وأوكرانيا وبينهما قلب، وترفع بعض السيارات الخاصة علم أوكرانيا.
حضر معظم قادة الدول الأعضاء بالحلف، بداية من أمريكا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا حتى الرئيس الأوكراني، فلا يوجد خلاف على الدعم العسكري والسياسي غير المحدود لأوكرانيا، ويبقى الخلاف الوحيد حول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، الذي من المؤكد أنه لن يتحقق في الدورة الحالية، بعد تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن، لشبكة «C.N.N»، بأنه لا اتفاق على منح كييف عضوية التحالف، فيما تمتد الحرب مع روسيا؛ لأن من شأن ذلك أن يجر الناتو مباشرة إلى الصراع، بينما جاءت تصريحات ريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني، أقل حدة، حيث أكد أن المكان المناسب لأوكرانيا هو حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وأنه من المهم التأكيد على الالتزام بانضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو في النهاية، مشدداً: «نحن مع أوكرانيا مهما كان الأمر».
من ناحيته، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج، إن الحلف سيوجّه رسالة واضحة إيجابية إلى أوكرانيا حول انضمامها للحلف، أما الرئيس الأوكراني زيلينسكي، فقد قال في كييف قبل سفره إلى ليتوانيا لحضور القمة: «أوكرانيا تستحق أن تكون في التحالف، ليس الآن، لأن الحرب جارية، لكننا في حاجة إلى إشارة واضحة».
الدول المجاورة لأوكرانيا التي تخشى المصير نفسه تطالب بالإعلان عن جدول زمني واضح، أما روسيا، فلم تصمت، بل أعلن «الكرملين» أن انضمام أوكرانيا المحتمل إلى «الناتو» يشكل خطراً كبيراً على الأمن الأوروبي.
وإذا كان اقتراح انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو يكاد يكون محسوماً بالرفض، أو بشكل آخر، مؤجلاً لحين انتهاء الحرب مع روسيا، فإن كافة الخيارات الأخرى حول دعم أوكرانيا مفتوحة بلا سقف، حيث يتبنى معظم قادة الحلف دعم أوكرانيا، خاصة مع الضعف الروسي، كما يقولون.
الأجواء في فيلنيوس قد تكون أهدأ من قمة مدريد العام الماضي، لكن الإجراءات والقرارات قد تكون أكثر فعالية مع استمرار الحرب، التي من المؤكد أنه لا أحد يعلم نهايتها، لكن قادة الحلف لن يتراجعوا عن دعم أوكرانيا مهما كانت المخاطر، مع تجنب الصدام الصريح مع روسيا، لذا كان قرار «الناتو» برفض قبول عضوية أوكرانيا.