«أشرف» عامل في مجال الأرابيسك: انبهاري بزخارف المسجد سبب تعلمي الصنعة

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

«أشرف» عامل في مجال الأرابيسك: انبهاري بزخارف المسجد سبب تعلمي الصنعة

«أشرف» عامل في مجال الأرابيسك: انبهاري بزخارف المسجد سبب تعلمي الصنعة

ابن «باب الوزير»: قضيت طفولتى فى رحابه وحفظت القرآن فى كُتابه.. ولحد النهارده بأصلى فيه

أمام مسجد أم السلطان شعبان جلس أشرف عبدالله أحد أمهر العاملين فى مجال الأرابيسك الإسلامى بشارع باب الوزير فى منطقة الدرب الأحمر، يتأمل كيف كان للصانع قديماً القدرة على تشكيل الخشب والزجاج وتطويع كل الخامات لخدمة التصميم داخل المسجد. جمال المسجد وملحقاته دفع الرجل الخمسينى لحب الحرف اليدوية بشكل عام ويقرر فى سنوات شبابه أن يتعلم فن الأرابيسك والزخرفة ونماذج التزيين المعقدة والمتداخلة والمتقاطعة التى تمثل أشكالاً هندسية وزهوراً وأوراقاً وثماراً.. ورث الرجل الحرفة عن عمه الذى كان يمتهنها وراثة عن والده وطور هذا الفن ليواكب العصر الحديث محاولاً جذب الزبائن إلى تلك الحرفة من خلال تصميم أشكال جمالية تتناسب مع روح العصر.

ذكريات عديدة عاشها «أشرف» فى رحاب جامع أم السلطان شعبان لوجود ورشة الأرابيسك الخاصة بهم فى الجهة الغربية للمسجد ما كان سبباً فى أن يتكون لديه شغف كبير بالفن الإسلامى الذى ميز جامع أم السلطان شعبان، ويقول: «من صغرى فتحت عنيا على جمال المسجد وحبيت الفن الإسلامى علشان لاقيت المسجد فيه شغل زخارف غاية فى الجمال ودى كانت سبب فى إنى رُحت لعمى أطلب منه أتعلم الصنعة ولحد النهارده محافظ عليها كأنها كنز».

تعلم «أشرف أرابيسك» كما يحب أن يناديه أبناء المنطقة، تلك الحرفة وهو فى سن صغيرة، ما جعله يتفنن فى تقليد كل ما هو قديم داخل المسجد من زخارف خشبية: «كان وقتها عندى 12 سنة وكنت بدخل أتفرج على الجامع وأخرج أحاول أقلد كل الزخارف الخشبية اللى جوه المسجد ووجودى جنب المسجد كان فتحة خير عليا فعلاً، لأن الناس بتيجى تشترى منى الشغل الإسلامى، وتوسعت وبقيت أعمل كل أنواع الشغل لدرجة إن فيه سيدة طلبت منى أعمل لها هودج زفاف وعملته فعلاً».

يتذكر «أشرف» يوم أن جاء فريق من المتخصصين منذ 10 سنوات لترميم المسجد وإعادة الطابق المفقود من القبة إلى موضعه مرة أخرى وكيف كانت سعادة أبناء المنطقة عندما علموا أن هناك ترميماً سيتم للجامع: «عملوا مجسات فى الأرض لحد ما جابوا أساس الجامع وبعد كده رصوا أحجار جنب الأساس من تحت علشان الرطوبة، وعملوا سقالات من الأرض لحد أعلى جزء فى المئذنة وقدروا يكملوا الجزء الناقص منها».

اعتاد «أشرف» ورفاقه الصلاة داخل صحن المسجد قبل أن يتم ترميمه وبسبب سوء حالة أرضيته فكر أبناء المنطقة فى تبليط الأرضية ولكن كان هناك رفض قاطع من وزارة الآثار لهذا الأمر وذلك للحفاظ على الأثر: «المسجد كان زمان فيه مدرسة كانت موجودة فى ضهره وكانت شغالة لحد فترة قريبة، وكان فيه ناس ساكنة ولحد دلوقتى لسه الأوض والفصول زى ما هى».

فى الطفولة كان يدرس «أشرف» فى الكُتاب الملحق بجامع أم السلطان شعبان وحفظ القرآن خلال فترة طفولته لوجود الكُتاب بجوار الورشة ما كان يسمح له بالذهاب يومياً إلى دار تحفيظ القرآن الملحقة بالمسجد: «كنا بنذاكر فيه لأنه واسع وشكله حلو جداً من جوه».


مواضيع متعلقة