تعاون «مصري – أمريكي» لتنفيذ مبادرة «تميز المعلم»

كتب: أحمد أبوضيف

تعاون «مصري – أمريكي» لتنفيذ مبادرة «تميز المعلم»

تعاون «مصري – أمريكي» لتنفيذ مبادرة «تميز المعلم»

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، مراسم توقيع بروتوكول للتعاون مع مركز تطوير التعليم (EDC) والذي يمثله الدكتور أندريا بوش المدير العام لمبادرة تميز المعلم والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، اليوم، لإعداد وتدريب المعلمين، وذلك بحضور الدكتور مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، والدكتور أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل.

مبادرة تميز المعلم

ووفقا لبيان صحفي،، أكد الدكتور أيمن عاشور أن توقيع بروتوكول التعاون اليوم بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم ومركز تطوير التعليم يعد نقطة انطلاق لبدء تنفيذ فعاليات مبادرة تميز المعلم، الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مشيرًا إلى أن مبادرة تميز المعلم هي جزء من الاتفاقية الثنائية بين الحكومتين المصرية والأمريكية، والتي تهدف إلى دعم الجهود المصرية لتطوير التعليم الأساسي والتعليم العالي في مصر في شتي المجالات.

وأشار الدكتور عاشور إلى أن الهدف من البروتوكول هو وضع آلية لتطوير فرص التعاون المشترك بين وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية والتعليم والتعليم الفني ومبادرة تميز المعلم، لتحقيق الرؤية المشتركة لكافة الأطراف، مع التركيز على أهداف المبادرة من أجل تطوير أداء المعلمين الحاليين والمستقبليين، وبناء قدراتهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، موضحاً أن المبادرة تعمل على دعم التخطيط بالمشاركة بين كافة الأطراف المعنية، وتعزيز التعاون المشترك من أجل بناء كوادر جديدة من المعلمين القادرين على بناء الإنسان المصري، وتحقيق رؤية مصر 2030.

التعاون مع الجامعات الأمريكية

وأضاف وزير التعليم العالي أن من أهم ما يميز مبادرة تميز المعلم هو التعاون مع نخبة متميزة من الجامعات الأمريكية، للاستفادة من الخبرات والتقنيات والمنهجيات الحديثة في برامج إعداد المعلم في البكالوريوس والليسانس، وبرامج الدراسات العليا في كليات التربية بالجامعات الحكومية المصرية، لافتاً إلى قيام وزارة التعليم العالي بإطلاق الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي ترتكز علي سبعة مبادئ أساسية تشكل خارطة طريق للإستراتيجية، وهي: (التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة، الاستدامة، المرجعية الدولية، الابتكار وريادة الأعمال).

وأكد عاشور أن إطلاق مبادرة تميز المعلم اليوم يعد إضافة مهمة للمجهودات المبذولة لتحقيق إستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، نظراً لتوافق أهداف وأنشطة المبادرة مع رؤية الإستراتيجية لتحديث برامج التعليم العالي في مختلف القطاعات، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية تُسهم في جذب الكوادر العلمية المتميزة، مشيرًا إلى أننا نتطلع للتعاون المثمر مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وكافة الشركاء المحليين والدوليين من أجل رفع قدرات كليات التربية، وتطوير برامج جديدة للإعداد وتأهيل المعلمين وفقاً لأحدث الأنظمة والمعايير الدولية، وذلك من خلال مبادرة تميز المعلم.

وأوضح عاشور أن مبادرة تميز المعلم تأتى استمراراً للتعاون المثمر بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تشمل العديد من المجالات، وبينها: المنح الدراسية، وإعداد طلبة الجامعات لسوق العمل، ودمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم جهود البحث العلمي والابتكار، وخلق شراكات بين الجامعات المصرية والأمريكية، ورفع قدرات الجامعات المصرية لتكون مراكز تميز قادرة على المنافسة على المستوي الإقليمي والدولي.

التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية

ومن جانبه، أعرب الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث المهم، ووجه الشكر للدكتور أيمن عاشور على استضافة احتفالية توقيع مذكرة التفاهم مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، كما وجه الشكر لمارجريت سانشو القائم بأعمال مديرة البعثة الأمريكية للتنمية الدولية على حسن تعاونها، ودعمها الدائم لجهود تطوير وتحديث التعليم المصري.

وأكد الدكتور رضا حجازي أن التعاون بين وزارة التربية والتعليم المصرية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ليس جديدًا، وإنما هو تعاون قديم ومتواصل، فالآن وفي هذه اللحظة التي نحتفل فيها معًا بتوقيع مذكرة التفاهم هذه تتواصل جهود وأنشطة المشروعات التعليمية التي تمولها الوكالة في إطار استراتيجية التعاون مع الدولة المصرية.

وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن من بين هذه المشروعات مشروع تعزيز مهارات معلمي مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، ومشروع التعلم في السنوات الأولى، ومشروع قوى عاملة مصر، ومشروع قرية متعلمة، ومشروع التعليم للمستقبل، ومشروع مبادرة تميز المعلم.

الارتقاء بالمعلم

وأكد الدكتور رضا حجازي أنه لا تطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلم والتعاون المستمر مع وزارة التعليم العالي وكليات التربية من أجل تدريب وتقييم المعلم، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف إلي تحقيق التنمية المستدامة للمعلمين وتعزيز قدرات المعلمين ومهاراتهم مما ينعكس بشكل مباشر على النهوض بالمستوى التعليمي للطلاب وبالمنظومة التعليمية بالدولة، موضحًا أن كليات التربية جزء لا يتجزأ من عملية التطوير لمسئوليتها المباشرة عن إعداد المعلمين، ومؤكدًا أهمية مواءمة برامج إعدادهم مع جهود الإصلاح الوطنية ومتطلبات المرحلة الحالية والمناهج الجديدة؛ لتطبيق أفضل الممارسات في هذا الشأن.

كما أضاف وزير التربية والتعليم أن الوزارة أطلقت منذ عام 2017 مشروعها الطموح لتحويل التعليم المصري إلى منظومة حديثة متطورة، تهدف إلى إتاحة التعليم الجيد للجميع دون تفرقة أو تمييز على أساس الجنس، أو اللون، أو العقيدة، أو المستوى الاجتماعي، أو الاقتصادي، مستهدفة الاتجاه نحو تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة 2030، مشيرًا إلى أن الوزارة مستمرة في جهودها لبناء النظام التعليمي الجديد، ليواكب التغيرات المتلاحقة والمتسارعة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، على المستوى القومي والإقليمي والعالمي.

وفي إطار المنظومة التعليمية الجديدة، قال الدكتور رضا حجازي: «سيظل المعلمون المصريون وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتوفير بيئة عمل داعمة وتقديم خدمات تنمية مهنية متميزة لهم على رأس أولويات الوزارة، فنحن نؤمن بأن المعلمين هم بناة الحضارة، وبأن أثرهم على نمو تلاميذهم المعرفي والاجتماعي والنفسي، والوجداني، والأخلاقي يظل ممتدًا مدى الحياة».

ولفت وزير التربية والتعليم إلى أن هوية المعلم لا تتشكل عند التحاقه بالعمل كمعلم بالمدارس على اختلاف أنواعها، وإنما تتشكل منذ بداية التحاقه ببرامج الإعداد بكليات التربية في الجامعات المصرية الحكومية، فبرامج الإعداد يقع على عاتقها اختيار أفضل العناصر ممن لديهم الاستعداد الفطري والقدرات الكامنة اللازمة للعمل بمهنة التعليم، ويمثل ذلك أول لبنة يتم وضعها لبناء فريق العمل من المعلمين المصريين، ويلي اختيار الملتحقين ببرامج إعداد المعلمين ضرورة التعاون الوثيق والعمل التشاركي بين الوزارة وكليات التربية، وذلك لتصميم وبناء وتنفيذ برامج إعداد حديثة متطورة مواكبة للعصر تمكن معلمي المستقبل من المعارف والمهارات والاتجاهات التي نحتاجها لتحقيق أهداف النظام التعليمي الجديد، موضحًا أن النظام التعليمي الجديد في حاجة ماسة إلى معلمين يتمتعون بالسمات الشخصية، والمهارات اللغوية الملائمة لمهنة التدريس فضلاً عن احترام العمل الجماعي والقدرة على تنظيمه وإدارته بكفاءة، ويمثل ذلك أساسًا لنجاح تنفيذ عملية التعلم، القائم على المشروعات.

كما أشار حجازي إلى أننا في حاجة ماسة إلى معلمين لديهم شغف بمهنتهم، واحترام لتلاميذهم واحتياجاتهم النفسية والبدنية، قادرين على التواصل مع أولياء أمور تلاميذهم واحترام دورهم، وأهمية مشاركتهم في تعليم الأبناء، مشيراً إلى أننا في حاجة إلى معلمين لديهم القدرة على التفكير الإبداعي، وروح المبادرة، للنهوض بمدارسهم ومجتمعاتهم المحلية، ومؤكدًا أننا في حاجة إلى معلمين على قدرٍ عالٍ من الوعي بقضايا المساواة بين الجنسين واحترام الاختلاف والتنوع، وتقدير المتعلمين من ذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن تمتعهم بمهارات فائقة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقدرة على فهم الطفرات الهائلة المترتبة على الذكاء الاصطناعي وأثرها على تلاميذهم، على اختلاف أعمارهم، والتعامل مع كل هذا بوعي ومهارة.

الدراسات البينية

وتابع الدكتور رضا حجازي أن توجه العالم الآن نحو الدراسات البينية، وتداخل التخصصات، يفرض علينا ضرورة إعداد معلمين لديهم معرفة وفهم وخبرة بهذا التوجه، ليس فقط بتدريس محتوى متداخل التخصصات سابق الإعداد، وإنما أيضًا لديهم القدرة على إعداد هذا المحتوى وتنظيمه وتقديمه لتلاميذهم بمهنية عالية وفهم عميق.

واختتم الدكتور رضا حجازي كلمته قائلًا: «مشروع مبادرة تميز المعلم يأتي ليتوج التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم جهود الدولة المصرية لبناء هذا الجيل الجديد من المعلمين القادرين على النهوض بالتعليم المصري، وتسريع وتيرة العمل فمصر تسابق الزمن، وتتطلع إلى المستقبل بشغف وإرادة لا تلين تحت قيادة سياسية واعية ومخلصة للوطن، للعمل سويًا نحو هذا الهدف المشترك».

 وينص البروتوكول على قيام وزارة التعليم العالي بتقييم ومراجعة المناهج والبرامج التعليمية بكليات التربية، وتسهيل إجراءات الموافقة على المناهج الدراسية الجديدة أو تعديلها، بالإضافة إلى التعاون مع مبادرة تميز المعلم في تطوير المناهج سواء قبل البدء في تدريب المعلمين أو أثناء فترة التدريب، والمشاركة في مجموعات عمل مبادرة تميز المعلم واجتماعاتها.

جدير بالذكر، أن مبادرة تميز المعلم (TEI) هي مشروع مدته خمس سنوات وممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) ويقوم بتنفيذه مركز تطوير التعليم (EDC)، وقد تم وضع خطة هذا المشروع لدعم الحكومة المصرية لتأهيل معلمي المدارس الابتدائية، وتوفير برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة وأثناء التدريس، ويسعى المشروع إلى تطوير برامج إعداد المعلمين بشكل أفضل في كليات التربية بالجامعات لتتوافق مع متطلبات وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وإستراتيجية تطوير التعليم.


مواضيع متعلقة