سائقو «موقف عبود»: نرفع أجرة السفر للأقاليم لأن سياراتنا «بترجع فاضية»
سائقو «موقف عبود»: نرفع أجرة السفر للأقاليم لأن سياراتنا «بترجع فاضية»
ازدادت أعداد الركاب إلى محافظات الدلتا مع أيام العيد، فالعيد مناسبة جيدة للسفر إلى الأهل فى محافظات وجه بحرى.. حازم حسن استعد لحضور فرح ابنة خالته فى زفتى بالغربية، وذهب إلى موقف عبود فى منطقة شبرا، وجد أن أجرة السفر قد زادت بمقدار أربعة أو خمسة جنيهات، فسأل سائق الميكروباص فأجابه مداعباًَ «كل سنة وانت طيب يا باشا»، إنه العيد.
أحمد قاسم -سائق، 24 سنة- اضطر إلى رفع أجرة سيارته التى يقف بها خارج موقف عبود حوالى عشرة جنيهات عن الأيام العادية، السائق العشرينى اضطر إلى رفع الأجرة كما يقول «لأن السفر فى وقت العيد يكون ذهاباً فقط، والناس لا تسافر إلى القاهرة، لذا فأنا أعود إلى القاهرة بسيارتى فارغة، أو لا أتمكن من ملء السيارة إلا بعد الانتظار لساعات طوال».
ازدادت أجرة ميكروباص أحمد قاسم، السائق الصعيدى، من ستين إلى سبعين جنيهاً، زادت كلها بسبب رحلات الذهاب التى لا تقابلها رحلات عودة، ولذلك فإن أحمد يحاول تعويض ما يخسره فى رحلات السفر من أسيوط إلى القاهرة بزيادة سعر ركوب الميكروباص من القاهرة إلى أسيوط.
تزداد الكارتة بشكل كبير فى فترة العيد، الكل يطلب «العيدية» موظفو الموقف، والقائمون على تنظيم الدور والطلعات. شعبان م.، أحد السائقين، انتظر حتى امتلأت سيارته التى سينطلق بها إلى عاصمة الدقهلية (المنصورة)، وقبل أن يخرج من موقف عبود قال له أحد المنظمين للميدان «العيدية ناخدها بالليل يا أسطى بقى».
ازدادت أجرة المنصورة فى ميدان عبود إلى خمسة عشر جنيها، بدلا من أحد عشر فى السابق فى غير أوقات العيد، يقول حسن رمضان (29 سنة): «أنا من المنصورة، لكنى أعمل فى القاهرة وفى فترة الأعياد أضطر للسفر إلى البلد حتى أكون وسط أسرتى وأولادى، فوجئت اليوم أن الأجرة زادت أربعة جنيات كاملة، فدفعت 15 جنيهاً بعدما كنت أدفع عشر جنيهات فقط فى وقت سابق، ثم قالوا إن البنزين زاد فى السعر، وقل فى الكمية فصرت أدفع أجرة من 11 إلى 12 جنيهاً فى بعض الأحيان، حتى جاءوا فى العيد الحالى ليقولوا إن الأجرة زادت بسبب العيد إلى 15 جنيها».
يسافر عمر محمد عبدالمنعم (18 سنة) إلى دكرنس بمحافظة الدقهلية لحضور فرح قريب له فى العيد، حيث إن العيد وقت مناسب لإقامة حفلات الزفاف، قال عمر «أنا مقيم فى الإمارات مع والدى، وقليلاً ما أجىء إلى القاهرة وأسافر إلى دكرنس، وأظن أن الزيادة وإن كانت قليلة فهى بالنسبة لى معقولة وأقدر على تحمل الفرق فيها، لكن أظن أن هناك موظفين كثيرين لا يقدرون على دفع جنيه واحد زيادة على ما اعتادوا دفعه».
كثير من الركاب اضطروا لدفع الأجرة الجديدة التى حددها السائقون، لا سبيل أمامهم إلا القبول، خصوصاً أن البدائل المتاحة كالسفر بالقطار غير مجدية، فأجرة القطار الذى يقدم خدمة جيدة أعلى مما سيدفعونه للميكروباصات.
يقول مصطفى عبداللطيف، السائق بموقف عبود: «الطريق فى العيد أكثر ازدحاما عن الأيام العادية، ذلك أولاًَ، ثم إن الجاز قل بشكل كبير فى السوق ولا يمكن أن أنتظر فى طابور بالساعات لملء التانك، فأضطر لشراء الجاز من السوق السوداء، كل هذا بالإضافة لأن أوقات الأعياد يكون السفر غالبا إلى الأقاليم أكثر منه إلى القاهرة، فتكون رحلات العودة قليلة العدد وغير مكتملة، أو أضطر لانتظار وقت طويل فى المحافظة التى أنا ذاهب إليها حتى أتمكن من تحميل السيارة بالكامل فيقل بذلك عدد الأدوار التى يمكننى تحميلها، وأضطر آسفاً لزيادة تعريفة الركوب بضعة جنيهات بحيث أتمكن من سد العجز فى أجرة الركوب من المنصورة إلى القاهرة».
لا يمتنع الركاب كلهم عن الدفع لذلك لا يجد السائقون مشكلة فى زيادة الأجرة وإقرارها تعريفة لا فصال فيها عند السفر من القاهرة إلى الأقاليم، وعند الحديث عن الأجرة لا يكف السائقون عن تقديم التبريرات التى يرضخ لها كثير من الركاب الذين تدفعهم للموافقة رغبة فى الخلاص والوصول إلى بلدتهم لقضاء كل ساعة فى الإجازة وسط الأقارب.. يقول خالد فؤاد (25 سنة) من سكان المنوفية: «لا أقاوم كثيراً جلسة الفصال مع السائقين، مجرد ما يطلق السائق المفاجأة بأن الأجرة زادت بمقدار كذا أقول له فى البداية لا، ثم أتذكر أن الإجازة لساعات، وقد مضى منها وقت فى الفصال مع هذا السائق فأضطر للموافقة والدفع، حتى أصل أسرع إلى البيت، لآخذ قسطا من النوم، وأبدأ إجازة العيد وسط أهلى بالمنوفية».