طريقة توزيع أموال الضحايا بين ريا وسكينة.. سيدة ثالثة شاركتهما المكسب

طريقة توزيع أموال الضحايا بين ريا وسكينة.. سيدة ثالثة شاركتهما المكسب
- ريا وسكينة
- مسلسل ريا
- قصة ريا وسكينة
- ضحايا ريا وسكينة
- منزل ريا وسكينة
- ريا وسكينة
- مسلسل ريا
- قصة ريا وسكينة
- ضحايا ريا وسكينة
- منزل ريا وسكينة
أكثر من 100 عام مرت على إعدام الشقيقتين ريا وسكينة ابنتي علي همام، إلا أنهما لا تزالا حتى الآن رمزًا للجريمة والشر واستدراج الضحايا بالطرق الماكرة، وبعيدًا عن الأفعال المشينة التي ارتكبتها وأدارتها الشقيقتان من قتل وخطف وإتجار بأجساد الفتيات القاصرات، إلا أنهما اتبعتا نظامًا دقيقًا ومحددًا في توزيع المسؤولية خلال ممارسة نشاطهما الإجرامي، وأيضًا أُسس اقتصادية سليمة في توزيع أموال الضحايا والمكسب العائد من أنشطتهما المشبوهة.
نظام صارم أدى لنجاح النشاط الإجرامي
وكان لهذا النظام الصارم والدقيق في توزيع المسؤوليات والأدوار وأيضًا المكاسب بالغ الأثر في نجاح نشاط ريا وسكينة الإجرامي وطول مدته، وبالتالي زيادة عدد الضحايا؛ وذلك لأنه ساعد بشكل كبير في تقليل أسباب النزاع والخلاف بين أفراد العصابة بالكامل، وأيضًا حل أي خلاف بأقل مجهود وبالتراضي دون أن يصل إلى حد الصراع أو الانقسام أو يقود أحدهم لإفشاء السر أو حتى التهديد بذلك.
وكشف الكاتب صلاح عيسى، في كتابه «رجال ريا وسكينة»، تفاصيل كثيرة ودقيقة في حياة الشقيقتين ريا وسكينة؛ منها ولادتهما بقرية الكلح في أقصى الجنوب قرب أسوان وكيف مرتا بطفولة قاسية شاقة، وانتقالهما بعد ذلك بين عدة بلاد حتى استقر بهما القدر في منطقة اللبان بالإسكندرية، التي مارستا فيها نشاطهما الإجرامي حتى لحظة القبض عليهما وإعدامهما في 21 ديسمبر 1921، كما تطرق إلى كثير من التفاصيل الأخرى؛ أبرزها مشاركة سيدة تُدعى «أم أحمد النص» ريا وسكينة نشاطهما الإجرامي، وبالتالي الحديث عن طريقة توزيع أموال الضحايا والمكسب العائد من جميع الأنشطة المشبوهة بين النساء الثلاثة.
توزيع الأدوار والمسؤوليات داخل «مؤسسة ريا وسكينة الإجرامية»
وأوضح صلاح عيسى، طريقة إدارة «مؤسسة ريا وسكينة الإجرامية» وكيفية توزيع الأدوار والمسؤوليات داخلها، في كتابه، قائلًا: «توزيع السلطة داخل المؤسسة كان يستند إلى توازن فائق الحساسية، بحيث يصعب القول بإنه كان بينهم من يملك سلطة اتخاذ القرار أو القدرة على فرض إرادته على الآخرين، فقد جاء ازدهار العمل ليحل مشكلة الصراع بين سكينة وحسب الله الذي كفّ عن محاولة فرض إرادته عليها، واعترف بعلاقتها بـ عبدالعال الذي أصبح الآن صديقًا مقربًا إليه».
وأضاف: «ومع أن عرابي حسّان كان لا يزال يشغل ظاهريًا منصبه كمدافع عن البيت وفتوة له، إلا أن ذلك لم يكن يعطيه مكانة أكثر من مكانة الصديق، خاصة وأن مبررات تدخُّله قد قلّت، حتى كادت تتلاشى؛ إذ كان جلوس الرجال الأربعة معًا أمام دكان أبو أحمد النص بصورة تكاد تكون دائمة يتناولون الطعام أو يحتسون الخمور أو يمصون القصب كافيًا لكي يُضفي على البيت هيبة تلزم جميع الزبائن حدودهم فلا تصبح هناك ضرورة لتدخُّل عرابي لتأديبهم أو تهديدهم».
ريا وسكينة وأبو زكاك لإدارة البيت وأم أحمد النص لمراقبة الطريق
وتابع: «وأدى التوزيع الدقيق للعمل إلى توزيع السلطة بين الجميع، فوقعت مسؤولية إدارة العمل داخل البيت على عاتق ريا وسكينة وأبو زكاك، كلٌ فيما يخصه، وأصبحت مراقبة الطريق للتحذير من هجوم الشرطة من مسؤولية أم أحمد النص، التي لم تكن تغادر مجلسها على عتبة منزلها إلى جوار دكان زوجها، وهو موقع استراتيجي كان يتيح لها القيام بأعمال متعددة، إذا كانت تستطيع أن ترعى طفليها، وأن تطهو لهم الطعام، وتراقب مدخل الحارة وتتعرف على شخصية من يدخلون البيت، وهي مهام كان الرجال الجالسون إلى جوارها ينشغلون عن أداء ما يخصهم منها باحتساء الخمر أو الثرثرة أو بمغادرة المكان ليجلسوا في المقهى القريب».
توزيع الأموال بين ريا وسكينة وأم أحمد النص
وعن طريقة توزيع أموال الضحايا والمكسب العائد من الأنشطة المشبوهة بين ريا وسكينة وأم أحمد النص، قال «عيسى»: «وبنفس الدرجة من الدقة، كان البيت يدار على أسس اقتصادية سليمة وثابتة قَبِل بها الجميع؛ مما سدّ كثير من الثغرات التي كانت ريح الخلافات تنتج منها في مشروعات آل همام السابقة، إذ كانت النساء الثلاث تتقاصمن الأرباح الصافية التي تتبقى بعد خصم نفقات إدارة المَحششة وبيت البغاء، وتحصل كل منهن فضلًا عن ذلك على أجرها عن كل عملٍ تقوم به لصالح البيت، فإذا سحبت زبونًا أو إمرأة للبيت أو إلى المَحششة حصلت على الأجر الذي يحصل عليه مَن يقوم بنفس العمل مِن الغرباء».
وتابع: «وطبقًا للاتفاقية التي قام عليها المشروع، فقد ظل لكل منهن الحق في أن تقوم بأعمال إضافية بمفردها، أو بالتعاون مع غيرها، وتحتفظ لنفسها بما تدره عليها تلك الأعمال من دخل، فقد ظلت ريا تحتفظ بمركز الدعارة الذي كانت تشارك فيه جارتها السابقة روما، وواصلت أم أحمد النص عملها كدلَّالة، ونشطت سكينة في مجال إعداد الوجبات الساخنة من الطيور لزبائن البيت».