تامر هجرس: أحتاج لمخرج مغامر يستغل إمكانياتي.. ولم أقدم أعمالا من أجل المال

كتب:  هبة أمين

تامر هجرس: أحتاج لمخرج مغامر يستغل إمكانياتي.. ولم أقدم أعمالا من أجل المال

تامر هجرس: أحتاج لمخرج مغامر يستغل إمكانياتي.. ولم أقدم أعمالا من أجل المال

مع انطلاقته الأولى فى السينما منذ نحو 20 عاماً، جرى التعامل مع تامر هجرس باعتباره «الواد الجان» نسبة إلى بنيانه الجسدي ووسامته وكل عوامل الجذب التي يتمتع بها، كان محظوظاً للتعامل في بدايته مع نجوم كبار على رأسهم الزعيم عادل إمام، الذى قدمه معه فى فيلم التجربة الدنماركية عام 2003، لتتوالى أدواره تباعاً، ومع كل عمل يكون شغوفاً بالبحث عن مخرج مغامر قادر على أن يفهم إمكانياته الفنية بعيداً عن النمطية.

راضٍ عن دوري في «الديزل»

أعمال كثيرة ما بين الأكشن والدراما والكوميديا يقدمها على مدار مشواره الفني، ليختفى منذ 4 سنوات بعد مشاركته فى فيلم «الديزل» ثم يعود مجدداً فى موسم أفلام 2023 مع «شوجر دادي» باعتباره «فيلم كوميدى لذيذ وفريش».. وفي حواره لـ«الوطن» سرد «هجرس» سِر غيابه طيلة هذه المدة، وتفاصيل الأزمة الصحية التي مّر بها وكادت تصيبه بـ«الشلل»، وسبب قناعاته بالعيش في ظل الرضا التام والتسليم لله في كل أمور حياته.

مش بخاف من الموت.. واتربيت من صغرى على الصلاة والإيمان.. وأنا وبناتي بنحب محمد رمضان

كان هناك اتفاق على أمور بعينها فى فيلم الديزل، ولم تحدث، ومع ذلك حتى الآن فيه ناس بتكلمني عن الفيلم، والمشهد الأخير من أقوى المشاهد، وفيه شباب بيرسلوا لى هذا المشهد والذي كان بيني وبين محمد رمضان أثناء قيامهم بتمثيله ويرددوا العبارة الشهيرة «انزل على ركبك يلا»، ترك بصمة، آه كنت «زعلان» وشعورى إنه كان عندى أكتر أقدمه، ولكن فى النهاية يعود لأسباب الوقت والمساحة، لكن لم أغضب من شخص بعينه وما قدرش أقول «زعلان» ولكن مبسوط باستقبال الناس للدور «ومش ندمان» وعلاقتى جيدة مع المخرج كريم السبكي، ومحمد رمضان شخص جميل «بيحبني أوي وبحبه».

غياب نحو 4 سنوات عن السينما ثم عودة من جديد بفيلم «شوجر دادي».. كيف جاء ذلك؟

- أنا غالباً أكون حريصاً على تقديم عمل واحد في السنة إما مسلسل أو فيلم، وكان «الديزل» آخر فيلم شاركت فيه، وظهرت في مسلسل «أحلام سعيدة» رمضان 2022، وفي عام 2023 قررت أن أشارك فى عمل سينمائى، وعندما عُرض علىّ «شوجر دادي» تأليف لؤى السيد، وتقريباً كان الدور مكتوباً من أجلى، وشخصية زياد في الفيلم قريبة لشخصي، وجدت التفاصيل حلوة جداً، ولم أقدم بشأنها أى تعليقات، بعكس طبيعتى أثناء العمل، وكنت مبسوط جداً بالفيلم لأنه «خفيف ولذيذ» وكوميدي «حاجة فريش».

عندما يعرض عليك سيناريو فيلم، هل تستطيع التنبؤ إذا كان سيحقق إيرادات بالسينما كما حدث مع «شوجر دادي»؟

- توقفت عن التركيز في هذه «الدوشة» التي تحدث فى مخ الفنان وأن هذا الفيلم سيحقق ضجة أو لن يفعل ذلك، أوقات كنت أقول «الفيلم ده هيكسر الدنيا» ولا يحقق ذلك «ومايجيبش 3 تعريفة فى السينما»، وفيلم آخر تظن أنه لن يحقق نجاحاً ومع ذلك يُحدث ضجة كبيرة، وهناك أفلام ليس لها أي معنى وحققت مكاسب كبيرة «مش ليّا.. أنا شخصياً مش بعمل أفلام بلا معنى».

أول أفلامك «بركان الغضب» كان عام 2002.. هل معايير اختيارك للأعمال الفنية اختلفت عبر الزمن؟

- بكل تأكيد، كل مرحلة في حياتي يكون التركيز على أمور بعينها بشكل وآراء مختلفة وذلك حسب المرحلة التي أعيشها، يمكن أول ما بدأت التمثيل كنت أتمنى الأكشن والشهرة وغيرها، حالياً أفكر في السيناريو نفسه وفي الجودة الفنية، ومراحل التمثيل والتطور فى أداء الشخصية التى أقدمها، استناداً إلى سنوات الخبرة التي تستطيع الحكم بها على الأمور.

هل اخترت المشاركة في عمل فني بسبب احتياجك للمال؟

- لا الحمد لله، وهذا لا يعني أني لم أكن أحتاج للمال، ولكن الحمد لله أنه لدىّ الرضا والقناعة، سواء عندى فلوس أو لا أنا مكتفٍ وراضٍ ومبسوط بكل عطايا ربنا، النِعم كثيرة جداً وأحمد الله دائماً عليها، عمرى ما اضطررت أشارك فى عمل من أجل الفلوس، وعمرى ما هخلى نفسى تعمل كده أبداً.

هل الوصول للرضا والقناعة هذا أخذ منك مجهوداً ووقتاً طويلاً؟

- آه أخذ مجهوداً كبيراً جداً، الوصول للقناعة والرضا صعب جداً، وافتقادك لذلك فى يوم وليلة أمر سهل، ومن ثم الوصول لهذه الدرجة يحتاج لتمرين يومى «تصحى من النوم وتقول أنا عندى قناعة بكل اللى أنا فيه، أنا مبسوط ومكتفى وراضى».

«ما باخدش حقي بدراعي عشان مش بحب وجع الدماغ»

ممكن ترفض عمل ما لعدم وجود توافق بينك وبين بطل هذا العمل؟

- ممكن أعمل كده، ولكن أنا لا يوجد شخص لا أحبه، حتى لو فيه ناس يعتبروا أنفسهم أعداء لى، أنا أحبهم كذلك، أحاول دائماً أن أكون مسامحاً فى حياتى عامة، وألا أدخل فى أى معارك لأنى لا أحتاج لذلك «مش عايز مشكلات في حياتي سواء كانت صغيرة أو كبيرة.. مش بحب وجع الدماغ»، وأؤمن بأن ربنا غفور رحيم والمسامحة أهم شىء ونتعلم من ذلك فى حياتنا.

كنت «هتشل» بسبب شقاوتي

هل حاولت في صغرك «أيام الشقاوة» أن تحصل على «حقك بدراعك» مثلاً؟

- أشعر بأن الحق سيرجع بحب الناس وحب الله، مؤمن جداً بذلك، ممكن أحارب لدرجة معينة بالذات لما يكون هذا الحق يخص بناتي أو زوجتي أو أختي أو أمي، ممكن أحارب عشانهم لكن فى نفس الوقت أخبرهم بأن هذا الحق راجع راجع، سواء في الدنيا خير وبركة أو حتى الآخرة.

سبب اختفائك عن السينما منذ عام 2018 مع آخر أفلامك الذي شاركت به وهو «الديزل» مع محمد رمضان؟

- لم يُعرض علىّ ما هو مناسب لي، بدقق فى اختياراتى وبحب العمل الذى يجعلنى أترك بصمة ويكون إضافة لى، وممكن أشوف عمل لن يمثل إضافة لى وقد أكون مخطئاً بشأن ذلك، وفي النهاية لا بد أن أقتنع بما أقدمه.

هل حدث لقاء بينك وبين محمد رمضان بعد ذلك وكان هناك نوع من العتاب؟

- آه سهرنا مع بعض، «عتاب على إيه؟ مفيش حاجة نتعاتب عليها، أنا بحبه جداً وهو موهوب جداً، إحنا بنقعد ونسهر ونضحك مع بعض، غريبة الموضوع حصل من غير ولا حاجة»، بحب أغانيه جداً ولم أحضر له أى حفلة، لأن حفلاته كبيرة جداً وفيه صعوبة وبيحضرها عدد كبير من الجمهور«مفيش مكان»، أنا وبناتى بنحب محمد رمضان.

تعرضت لأزمة صحية منذ عدة سنوات وخضعت لجراحة في العمود الفقرى؟

- آه منذ 6 سنوات تقريباً.. وأنا صغير «أيام الشقاوة» في إحدى المرات كنت بتسلق الجبال دون الاعتماد على بعض الأدوات المساعدة التى تسهّل المهمة، وتعرضت وقتها لإصابة ما من خلال سقوطى على صخرة، على مدار السنوات حدث شرخ ظل يتمادى حتى حدث نوع من الكسر فى إحدى الفقرات وضغطت على الأعصاب وكان من الممكن أن أصاب وقتها بالشلل، وكان لا بد من إجراء عملية جراحية في ألمانيا وتركيب مسامير والحمد لله بقيت زي الفل.

وماذا عن الأفكار التي سيطرت عليك خلال هذه الفترة، خصوصاً أنها تعد تجربة صعبة؟

- قبل العملية درست الأمر برمته، وكل الخطوات المتعلقة بالجراحة وتفاصيل العلاج ومدته، وسافرت إلى ألمانيا بصحبة أمى، لكن كنت أشعر بالقلق بسبب البنج الكُلى، لا أحب فكرة عدم الوعى من الأساس، وكنت قلقان من فكرة أنني لن أعود للحياة مرة أخرى «بعد الشر طبعاً».

هل كان ذلك سبباً لاقترابك من ربنا وقراءة القرآن؟

- ممكن يكون قربني أكتر، لكن أنا طول عمرى من وأنا عندى 7 سنين بصلى وقريب من ربنا، دى حاجة اتربيت عليها بسبب أمي وأبويا، وبحترمها أوي في أي شخص لأن الإيمان ده جزء من حياتنا.

هل لديك خوف من فكرة الموت؟

- حالياً مش بخاف من الموت الحمد لله، لكن ما أُفكر به افتقاد الناس الذين ما زالوا يعيشون بالدنيا، ولكن فى النهاية هذا قضاء وقدر ودورة الحياة التى سيمر بها الجميع، طالما عندى قناعة ورضا ومكتفى وعارف إن كل يوم بعمل الصّح يبقى الموضوع عادى.

بعد مشوارك الفني.. هل ترى أنك نجحت في إدارة موهبتك أم هناك تقصير إلى حد ما منك؟

- أشعر أنني شخص ناجح، ولكن أيضاً أشعر أن المخرج ممكن يُخرج مني المزيد، ولا بد من مخرج مغامر يستطيع التنقيب في طبقات تامر هجرس، حتى الآن للأسف المخرج لما يحتاجني يكون لدور «الجان» مستنداً للمظهر ولا يعرف أن لدىّ حاجات كثيرة، وعليه متابعة أعمالي، تقريباً ممكن أسأل المخرج قبل ما أشتغل معه «شُفت لي حاجة قبل كده؟» حتى يرى عمق الممثل الذي أمامه وما الذى يمكن أن يقدمه «ممكن يكون متفرجش عشان مفيش وقت.. مهم كوسط فنى نكون عارفين إن أى مخرج لو أراد أن يُخرج من الممثل طاقة مختلفة سيفعل ذلك، من خلال الحديث معه لمعرفة مستواه»، والحمد لله أنا قدمت أدواراً متنوعة ما بين الكوميديا والدراما.

الشباب على السوشيال ميديا دائماً ما يسأل عن «فورمة» تامر هجرس، هل تتابع هذه التعليقات؟

- آه بتابع الحمد لله، لكن «مش عارفة الفورمة دى هتكمل معايا لحد إمتى؟ الواحد بيكبر كل شوية ويعجز والموضوع يكون أصعب، أنا دائماً أقول الجسد نعمة من ربنا ولا بد أن نحافظ عليه صحياً، ابتديت رياضة لعلاج الصداع النصفى الذى كنت أعانى منه، وكنت دائماً أركز ألا يمر يوم دون ممارسة الرياضة بحيث الدورة الدموية تشتغل أحسن، أمى دائماً أشجعها يومياً على اللعب، وما شاء الله متقدمة في العمر وما زالت تواظب على ذلك.


مواضيع متعلقة