حكايات من ذاكرة «أصحاب المعاناة».. ألم بلا نهاية

كتب: أحمد ماهر أبوالنصر

حكايات من ذاكرة «أصحاب المعاناة».. ألم بلا نهاية

حكايات من ذاكرة «أصحاب المعاناة».. ألم بلا نهاية

سنوات من العذاب يعيشها أصحاب بعض الأمراض التى ظهرت خلال الآونة الأخيرة وأثرت بشكل كبير على الحياة اليومية للمرضى الذين لم يعرفوا للراحة عنواناً منذ إصابتهم بتلك الأمراض التى يصفها البعض بأمراض العصر والتى لم يكن تشخيصها سهلاً على الأطباء.

«ضحى»: «فضلت سنين مفيش دكتور قادر يشخص مرضى»

ظهور أعراض المرض ليس كافياً لتشخيص حالة «MS»، وهو ما يجعل عقول المرضى تتوقف عن التفكير فلا يعلمون ما هو قادم، يفقدون الأمل فى المستقبل لكون المرض يؤثر على الحركة، كما حدث مع ضحى محمد، من محافظة الجيزة، التى كانت قد تعرضت للهجمة الأولى منذ سنوات عديدة لم تعد تتذكر الثلاثينية عددها، بعدما أصبحت لا تقوى على الحركة، فلم تكن تتمكن من الوقوف على قدميها، وفقدت وزنها بشدة، وأصبح لديها ازدواجية فى الرؤية وثقل باللسان وغير قادرة على التحكم فى البول: «فضلت سنين مفيش دكتور قادر يشخص مرضى، لدرجة إنى لما كان عندى ألم فى عنيا رُحت لدكتور عيون وقال لى إن عندى التهاب فى العصب البصرى».

تعايشت «ضحى» مع المرض وتعودت على هجماته المتكررة وقررت أن تسهم فى تخفيف ألم زملائها من المرضى من خلال قناة على «يوتيوب» تشرح فيها أعراض المرض وطرق التغلب على الهجمات، وتشجعهم على ضرورة التكاتف لتجاوز المرض والتعايش معه بشكل طبيعى وليتعلموا أشياء تشغلهم عن إحساسهم بالعجز والمرض.

«دينا» تعانى من «الفيبروميالجيا» الغامض: لسعات الجسم قاتلة

التشخيص الخاطئ لا يعانى منه فقط مرضى التصلب العصبى المتعدد (MS) وإنما أيضاً مرضى الفيبروميالجيا الذى يسبب العديد من الأزمات الصحية ويؤدى إلى الإصابة بأمراض أخرى، لكونه يؤثر سلباً على بعض أعضاء الجسم، كما تحكى دينا عماد، من مصر الجديدة، عن تجربتها المريرة مع هذا المرض العصرى، حيث تقول إن بداية أعراض الإصابة كانت منذ 5 سنوات عندما شعرت بألم غير مبرر فى القلب والرأس.

وهنا لم يتمكن الأطباء من تحديد نوع المرض الذى أصيبت به الفتاة، ما جعلها تسافر إلى دولة ماليزيا للبحث عن طبيب يتمكن من تشخيص المرض بشكل صحيح قبل أن تتفاقم تلك الأعراض، وهناك علمت بأنها مصابة بمرض الفيبروميالجيا الذى يصفه البعض بأنه سارق الشباب: «كانت صدمة كبيرة عليَّا لأنى ماكنتش سمعت عنه قبل كده، وزعلى ده مع كمان الأعراض الغريبة للمرض دخَّلنى فى مود اكتئاب وبدأت آخد أدوية أعصاب ومضادات اكتئاب، ومنومات، كان فى جسمى لسعات قاتلة».

«مصطفى» مريض «ذئبة حمراء»: «بموت بالبطىء»

مرض الذئبة الحمراء هو الآخر من بين الأمراض التى بدأت تنتشر فى الآونة الأخيرة، حيث أصاب عدداً كبيراً من المواطنين، الأمر الذى تسبب فى إعاقة المرضى عن ممارسة حياتهم اليومية، فهو يشبه الحمم البركانية الثائرة، ولكن داخل الجسم، تنتظر سقوط أعضائه حتى تبدأ فى مهاجمتها والتغلب عليها، وهو ما يسبب العديد من الأمراض، منها الفشل الكلوى وتليف الكبد.

وفى بعض الأحيان يؤدى إلى الوفاة مثلما يقول مصطفى الأسيوطى، أحد المصابين بمرض الذئبة الحمراء، الذى يؤكد أن الحالات المصابة تعيش أوضاعاً قاسية، وذلك بسبب صعوبة التشخيص إلى جانب عدم وجود أقسام خاصة بهم فى المستشفيات: «الأعراض بدأت عندى وأنا فى مرحلة الجامعة لما بدأت أحس بألم فظيع فى المفاصل لدرجة إنى مابقتش أقدر أمشى من الوجع، وكنت فاهم إن عندى روماتيزم لأنى لما رُحت للدكتور ماقدرش وقتها يحدد نوع المرض وادانى حقنة كورتيزون، وحوّلنى على مستشفى الدمرداش، كنت رايح متشال وشعرى كله كان واقع، كنت كأنى جثة متحللة، ووقتها كل الدكاترة شخصوا المرض غلط وفضلت سنين مش عارف عندى إيه».

مشاكل عديدة يعانى منها مرضى الذئبة الحمراء، من بينها عدم تحمل مضاعفات المرض وتكلفة علاجه المرتفعة: «أقل واحد فينا بيصرف 1000 جنيه كل شهر على العلاج، ده طبعاً بخلاف الكشف اللى تمنه دلوقتى مايقلش عن 400 جنيه».

مرض السكرى من بين أمراض العصر التى تؤثر سلباً على الحياة اليومية للمرضى وتمنعهم من ممارسة حياتهم بشكل طبيعى كما حدث مع عيسى زين، من محافظة كفرالشيخ، الذى يعانى من مرض السكرى منذ 3 سنوات بعد إصابته بالسمنة المفرطة التى كانت سبباً فى إصابته بمرض السكرى على الرغم من كونه لم يكن يعانى من أمراض قبل إصابته بالسمنة: «التعامل مع الأكل بحذر شديد ورغم حبى له إلا إنى مجبر إنى ماكلش كل الأصناف علشان الحالة ماتدهورش، وبقيت أخاف جداً أنزل الشارع علشان خايف من مضاعفات المرض لو صُباعى حتى انجرح»، مرض السكرى يمكن أن يكون سبباً فى الإصابة بأمراض القلب أيضاً والذى يُعتبر من الأمراض العصرية.


مواضيع متعلقة