خلافات داخل «التعاون الخليجى» حول بيان رفض اتهام دعم «قطر» للإرهاب

كتب: بهاء الدين محمد

خلافات داخل «التعاون الخليجى» حول بيان رفض اتهام دعم «قطر» للإرهاب

خلافات داخل «التعاون الخليجى» حول بيان رفض اتهام دعم «قطر» للإرهاب

أصدر مجلس التعاون الخليجى بياناً، أمس، انتقد فيه الاتهامات المصرية لقطر بدعم الإرهاب أثناء جلسة على مستوى المندوبين فى الجامعة العربية على خلفية الغارات المصرية على ليبيا. وأعرب الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزيانى، فى بيان، عن «رفضه للاتهامات التى وجهها مندوب مصر الدائم لدى جامعة الدول العربية إلى دولة قطر بدعم الإرهاب»، ووصفها بأنها «اتهامات باطلة تجافى الحقيقة وتتجاهل الجهود المخلصة التى تبذلها دولة قطر مع شقيقاتها دول مجلس التعاون والدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف على جميع المستويات». واعتبر «الزيانى» أن التصريحات المصرية «لا تساعد على ترسيخ التضامن العربى فى الوقت الذى تتعرض فيه أوطاننا العربية لتحديات كبيرة، تهدد أمنها واستقرارها وسيادتها». وأوضح البيان أن التحفظ القطرى على الغارة المصرية «جاء متوافقاً مع أصول العمل العربى المشترك الذى يقضى بأن يكون هناك تشاور بين الدول العربية قبل قيام إحدى الدول الأعضاء بعمل عسكرى منفرد فى دولة عضو أخرى، لما قد يؤدى هذا العمل من أضرار تصيب المدنيين العزل». وأكدت مصادر خليجية، رفضت ذكر هويتها، لـ«الوطن»، وجود خلافات داخل مجلس التعاون الخليجى حول البيان الذى صدر عن الأمين العام للمجلس. ورفض عدد من المسئولين والخبراء الخليجيين التعليق على بيان مجلس التعاون الخليجى الذى صدر للرد على اتهامات مصر لقطر بدعم الإرهاب. من جانبه، اعتبر السفير كمال عبدالمتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن هناك خلافاً داخل مجلس التعاون الخليجى حول دعم قطر للإرهاب والعلاقات المتوترة بين القاهرة والدوحة، والمجلس يحاول تقليل الخلافات بين البلدين، المجلس لا يريد أن ينزلق فى دعم مصر فى اتهاماتها لقطر فى دعم الإرهاب حتى لا يزيد الأمور توتراً، والموقف الرسمى المصرى حتى وقت قريب لم يصرح رسمياً وعلنياً بدعم قطر للإرهاب، وكانت مصر تكتفى باتهامات عبر الإعلام، ولم تعلن مصر رسمياً اتهامها لقطر بدعم الإرهاب إلا مؤخراً. وتابع السفير: «اتهام مصر لقطر رسمياً بدعم الإرهاب يعد تصعيداً كبيراً، ولا يتفق بالضرورة مع موقف مجلس التعاون الخليجى، نتيجة حرص المجلس على تحسين العلاقات بين مصر وقطر، ولا بد أن نأخذ فى الاعتبار التغيرات فى القيادة السعودية، لأن قطر بدأت تخالف التزاماتها تجاه مجلس التعاون الخليجى منذ رحيل خادم الحرمين السابق الملك عبدالله بن عبدالعزيز». وأكد السفير أن التصعيد المصرى جاء فى وقته، لأننا صمتنا كثيراً على ما تقوم به قطر. وأوضح «عبدالمتعال» أن قطر تمثل الدور الأمريكى فى المنطقة، وتحفظها على دعم الجامعة العربية للضربات العسكرية المصرية فى ليبيا يأتى تماشياً وتماهياً مع مواقف المجتمع الدولى الذى رفض المبادرة المصرية للتدخل العسكرى لحل الأزمة الليبية. وتابع: «الموقف القطرى معاد لمصر، لأنه يعكس الدور الأمريكى فى المنطقة». وقال السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن» إن استمرار قطر فى استضافة العناصر الإخوانية ورؤوس الفتنة الذين اعتبرهم القضاء المصرى منتمين لتنظيم إرهابى يفسح المجال لتوجيه مثل هذا الاتهام. وتابع «الغطريفى»: «تحفظ قطر يتسق مع موقفهم الداعم للجماعات الإرهابية، واحتضانهم لفلول جماعة الإخوان، وتنسيقهم مع تركيا فيما يتعارض مع مصالح الأمة العربية». ودعا السفير دولَ مجلس التعاون الخليجى إلى معالجة هذه الخلافات؛ فالمطلوب هو مزيد من التفهم لدوافع مصر. واعتبر «الغطريفى» أن موقف دول مجلس التعاون ليس خلافاً مع مصر، ولكن محاولة لمنع تدهور الأمور واحتواء الأزمة. وكان السفير طارق عادل، مندوب مصر فى جامعة الدول العربية، قد اتهم قطر بدعم الإرهاب بعد تحفظها على دعم اجتماع مجلس الجامعة العربية للتدابير والإجراءات العسكرية المصرية ضد تنظيم «داعش» فى ليبيا، رداً على قيام التنظيم الإرهابى بإعدام 21 من الأقباط فى طرابلس.