كبير الأثريين بوزارة السياحة: «30 يونيو» أنقذت تاريخ مصر ومستقبل آثارها

كبير الأثريين بوزارة السياحة: «30 يونيو» أنقذت تاريخ مصر ومستقبل آثارها
قال مجدى شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، إن السنوات الـ10 الماضية شهدت اهتماماً غير مسبوق من الدولة بالآثار المصرية وترميمها والحفاظ عليها واكتشاف أسرارها.
قطاع الآثار شهد سرقات في عدة متاحف ومخازن عقب ثورة 2011
وأضاف، فى حوار لـ«الوطن»، أن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى احتفالية موكب نقل المومياوات الملكية خلال 2021، وحضوره فى ذات العام افتتاح طريق الكباش، كانا بمثابة دفعة قوية أضفت المزيد من الزخم على الحدثين، فضلاً عن افتتاحه عدداً من المتاحف.
مصر شهدت افتتاح 26 متحفاً وإعادة تأهيلها خلال الفترة من 2014 وحتى عام 2023
وأكد «شاكر» أن الآثار المصرية تعرضت لأزمة كبيرة منذ ثورة 2011 وحتى منتصف 2013، وسرقة العديد من القطع الأثرية من المتاحف ومخازن المناطق الأثرية، وتم إحراق وتدمير عدد من المتاحف وسرقة ما بها من آثار، مشيراً إلى أننا نستطيع أن نقول إنه لولا الاستقرار الذى حدث فى مصر بعد ثورة 30 يونيو لكانت الآثار المصرية فى حالة يرثى لها.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لقطاع الآثار المصرية خلال الـ10 سنوات الماضية؟
- منذ بداية 2014 وقطاع الآثار المصرية يعيش أزهى عصوره، بفضل الاهتمام الكبير وغير المسبوق الذى أولته الدولة لهذا القطاع المهم، حيث تم خلال تلك الفترة افتتاح وإعادة تأهيل نحو 26 متحفاً من بين نحو 40 متحفاً أثرياً تمتلكها مصر حالياً، كما تم تطوير جميع المناطق الأثرية، وباتت هناك موازنة مالية جيدة للإنفاق على قطاع الآثار المصرية.
وقعت بروتوكولات تضمن استعادة ثرواتنا المنهوبة من الدول غير الموقِّعة على اتفاقات تسليم الآثار
ما أوجه اهتمام الدولة المصرية بقطاع الآثار المصرية خلال الفترة من 2014 وحتى الآن؟
- الدولة أولت اهتماماً كبيراً بقطاع الآثار المصرية، تمثل هذا الاهتمام فى حضور الرئيس السيسى لاحتفالية نقل المومياوات الملكية من متحف التحرير إلى المتحف القومى للحضارة، وأيضاً حضوره افتتاح طريق الكباش، وهو ما أضاف زخماً كبيراً لهذين الحدثين، وجعلهما يتصدران نشرات الأخبار العالمية، كما شارك الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، فى بعض الاكتشافات الأثرية، بل ونزل بنفسه إلى أماكن الاكتشاف، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بهذا القطاع المهم، ولك أن تعرف أن الدولة خصصت لقطاع الآثار المصرية، خلال الـ10 سنوات الماضية، نحو 36.5 مليار جنيه، وذلك للإنفاق على المشروعات الأثرية فقط دون رواتب العاملين بالقطاع الأثرى.
كيف كان حال قطاع الآثار المصرية قبل السنوات العشر الماضية؟
- عانى قطاع الآثار بشكل كبير من حالة الفوضى التى صاحبت ثورة يناير 2011 وما تبعها من أحداث، حيث إنه خلال أيام الثورة تم سرقة نحو 70 قطعة أثرية من المتحف المصرى بالتحرير، كما تم سرقة مخازن الآثار بالعديد من المدن المصرية، لا سيما بمحافظة بنى سويف، كما انتشرت عمليات الحفر والتنقيب بالمناطق الأثرية، وتم تدمير المتحف الإسلامى الموجود بجوار مديرية أمن القاهرة، كما أنه خلال فض اعتصام رابعة عام 2013 تم تدمير وسرقة متحف ملوى بالمنيا، الذى كان يوجد به نحو 1087 قطعة أثرية.
تنظيم الإخوان دمر المتحف الإسلامى ومتحف المنيا فى عام 2013
هل صمتت الدولة على الفوضى والتدمير الذى حدث لقطاع الآثار المصرية خلال الفترة من 2011 وحتى نهاية 2013؟
- لم تصمت الدولة، بل بدأت فى إعادة بناء وترميم المتاحف التى نُهبت ودُمرت، وتم افتتاح متحف ملوى بالمنيا بعد إعادة تأهيله خلال عام 2016، كما تم أيضاً افتتاح المتحف الإسلامى ووضع عقوبات صارمة على التنقيب على الآثار، وتعديل عقوبة التعدى على الآثار من الحبس المشدد إلى الحبس المؤبد، كما وضع دستور 2014 ثلاث مواد للحفاظ على التراث والآثار.
ما تفسيرك للاكتشافات الأثرية المتتالية خلال السنوات الماضية؟
- يعود هذا كما قلت سابقاً إلى الاهتمام الكبير الذى توليه الدولة لقطاع الآثار، ولك أن تتخيل أن هناك 250 بعثة أثرية تعمل بمصر حالياً، بينها وللمرة الأولى 50 بعثة مصرية، وهو رقم لم يتحقق من قبل، مع الوضع فى الاعتبار أن تلك الاكتشافات ساهمت بنسبة كبيرة فى زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى المدن الأثرية مثل الأقصر وأسوان والقاهرة والجيزة، كما أن تلك الاكتشافات جعلت أخبار السياحة والآثار المصرية تتصدر نشرات الأخبار العالمية، كما أن السياح المولعين بالحضارة المصرية القديمة باتوا شغوفين لزيارة مصر.
انتشرت خلال العقود الماضية أنباء تهريب الآثار المصرية وخروجها من مصر بشكل غير شرعى.. كيف تصدت الدولة لذلك؟
- سأقول لك رقماً قد يصعب على البعض تصديقه، فقد نجحت الدولة خلال الـ10 سنوات الماضية فى استرداد نحو 29 ألفاً و300 قطعة أثرية من العديد من دول العالم، بل لعلها المرة الأولى التى يقوم فيها النائب العام المصرى بالسفر لبعض الدول لاسترداد القطع الأثرية، وعقدت مصر اتفاقات مع الدول التى لا ترتبط باتفاقيات لتسليم الآثار، كما أن الموانئ المصرية تضبط بشكل دورى أى محاولات لتهريب الآثار من مصر.
هل اهتمام الدولة خلال السنوات الـ10 الماضية انصب فقط على الآثار المرتبطة بالحضارة المصرية القديمة؟
- بالعكس اهتمام الدولة شمل جميع الآثار المصرية من فرعونية لإسلامية لقبطية ليهودية لرومانية ويونانية، فعلى سبيل المثال اهتمت الدولة بتطوير القاهرة التاريخية، كما تم تطوير طريق الأشراف وطريق آل البيت وجامع الحاكم بأمر الله، وتم تطوير المعابد اليهودية والآثار القبطية.
هل الفترة المقبلة ستشهد افتتاح أى متاحف؟
- بالفعل، ستشهد الفترة المقبلة افتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى تم الانتهاء من جميع التجهيزات الخاصة به، وسيتم افتتاح المتحف الرومانى اليونانى بالإسكندرية، وأيضاً متحف أخناتون، كما ستشهد أيضاً افتتاح عدد من المتاحف التى يتم العمل بها حالياً.
بمناسبة قرب افتتاح المتحف المصرى الكبير كيف ترى تأثير افتتاحه أثرياً وسياحياً؟
- العالم كله ينتظر حالياً افتتاح المتحف المصرى الكبير، حيث سيكون العالم على موعد مع رؤية 5600 قطعة أثرية تخص الملك توت عنخ آمون، وترصد تفاصيل حياته اليومية من ملبسه ومأكله ومظاهر عصره، وافتتاح المتحف سيكون له أثر كبير على السياحة المصرية وسيرفع أعداد السياح الوافدين لمشاهدة الحضارة المصرية القديمة.
المعارض الأثرية
هذه المعارض شهدت نجاحاً كبيراً عند إقامتها فى أمريكا وبعض الدول الأوروبية وأخيراً بالسعودية، فمعرضا توت عنخ آمون ورمسيس وذهب الفراعنة حققا عند إقامتهما نجاحاً غير مسبوق، سواء من حيث أعداد من حضر هذه المعارض أو من حيث التأثير الذى تسببت به، وانعكس فى زيادة أعداد السياح القادمين لمشاهدة الحضارة المصرية.