حجم السوق العالمية لنباتات الزينة 39 مليار دولار.. حصة مصر منها 0.7%

كتب: خالد عبد الرسول

حجم السوق العالمية لنباتات الزينة 39 مليار دولار.. حصة مصر منها 0.7%

حجم السوق العالمية لنباتات الزينة 39 مليار دولار.. حصة مصر منها 0.7%

٣٩ مليار دولار أمريكى إجمالى قيمة سوق نباتات الزينة والزهور العالمية عام 2021، كانت حصة مصر منها 0.7%، فى ظل توقعات بأن ينمو إجمالى قيمة السوق العالمية بمعدل نمو سنوى يبلغ ٦٫٠% فى الفترة من ٢٠٢٣ إلى ٢٠٢٥، وهو ما يقتضى مواكبة هذا النمو محلياً والاستفادة منه بزيادة التصدير، وذلك حسبما يؤكد د. السعيد شعبان، أستاذ الاقتصاد الزراعى بكلية الزراعة جامعة الأزهر.

ومن العوامل الدافعة لنمو سوق الزهور ونباتات الزينة خلال الفترة المتوقعة، كما يشير «السعيد»، الارتفاع فى الدخل المتاح للمستهلكين، جنباً إلى جنب مع زيادة التركيز على تحسين الجماليات، وتوافر الكثير من أنواع نباتات الزينة، وزيادة عدد الحفلات، خاصة فى الدول الآسيوية ودول الاقتصادات الناشئة، الأمر الذى يتطلب زيادة أنشطة البحث والتطوير فى تلك الأسواق، وفتح أسواق جديدة تستوعب نباتات الزينة والزهور فى الفترة المتوقعة.

 السعيد: نتمتع بمزايا تنافسية.. والاهتمام بالزينة يسهم في توفير العملة الصعبة»

ويؤكد أستاذ الاقتصاد الزراعى، فى دراسة قدمها بورشة العمل التى نظمها مؤخراً قسم بحوث الزينة بمعهد بحوث البساتين بعنوان «اقتصاديات نباتات الزينة»، وحصلت الوطن على نسخة منها، أن نباتات الزينة وزهور القطف من المحاصيل ذات العائد الاقتصادى المتميز، حيث بلغ متوسط المساحة المزروعة منها نحو 1.81 ألف فدان تمثل 0.04% من إجمالى المساحة المزروعة من المحاصيل البستانية والبالغة نحو 4.69 مليون فدان، كما بلغت قيمة صادراتها 2.75 مليون دولار، تمثل نسبة 1% تقريباً من متوسط قيمة الصادرات المصرية الكلية، والبالغة 29.614 مليار دولار كمتوسط للفترة (2019 - 2021)، وبالتالى فإن نباتات الزينة تساهم فى توفير النقد الأجنبى اللازم لتحقيق خطط التنمية فى مصر.

ويشير «السعيد» إلى وجود الكثير من المزايا التى تتمتّع بها مصر فى مجال إنتاج وتصدير نباتات الزينة، حيث حبا الله مصر بمناخ معتدل وتربة خصبة تتيح لها إنتاج معظم أنواع نباتات الزينة والزهور على مدار العام، بالإضافة إلى موقعها الجغرافى المتوسط بين قارات العالم، مما يوفر لها ميزة تنافسية عالية من حيث السعر، ومواصفات الجودة، وتوافر الإنتاج، خاصة فى فترات الندرة، التى تبدأ من أول أكتوبر حتى منتصف أبريل. ولعل ما سبق، وفقاً لأستاذ الاقتصاد الزراعى، يشجّع على التوسّع فى زراعتها، ويسمح بظهور مصر على الخريطة العالمية من ضمن الدول المنتجة والمصدّرة لنباتات الزينة والزهور، مما يستدعى الاهتمام بالتوسّع فى زراعتها، وتحسين مواصفاته الإنتاجية، وأساليب زراعته وتداوله خاصة بعد حصاده، نظراً لحساسيته الشديدة لطرق التداول، حتى يتسنى زيادة صادراتها، وزيادة حصة مصر منها فى الأسواق العالمية.

ومن أجل الوصول إلى تحقيق زيادة حصة مصر من نباتات الزينة والزهور، رصد «السعيد» آراء بعض المنتجين والمصدّرين فى المشكلات والمعوقات الإنتاجية والتصديرية لنباتات الزينة والزهور فى مصر وكيفية مواجهتها، حيث تمثلت أهم المشكلات والمعوقات، وفقاً لآراء المنتجين فى: صغر حجم الحيازات، وضعف القدرة المالية للاستمرار فى الإنتاج، وارتفاع تكاليف الإنتاج، خاصة العمالة العادية والفنية، والغش فى مستلزمات الإنتاج وارتفاع أسعارها، وارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج مع موسمية الإنتاج.

وشملت آراء المُصدّرين فى المشكلات والمعوقات التى تواجههم: زيادة الضرائب والجمارك على مستلزمات الإنتاج، وارتفاع تكاليف الإنتاج، الأمر الذى يُعد عائقاً أمام منافسة الصادرات المصرية من نباتات الزينة والزهور فى الأسواق الخارجية، كما طالبوا بإقامة الكثير من الساحات المبردة فى المطارات والموانئ، مع توفير فراغات الشحن، الأمر الذى سيكون له أثر إيجابى على الصادرات المصرية من تلك المحاصيل.

وأشار المُصدّرون إلى أن مصر فقدت أسواقها الرئيسية فى أوروبا منذ عام 2008، حيث انخفضت الصادرات إلى أوروبا، والتى لا تمثل حتى الآن ما يقرب من 10% فقط من صادراتنا لتلك الدول نتيجة منافسة إسرائيل وكينيا وإثيوبيا، وأصبح أكثر من 90% من إجمالى صادراتنا من نباتات الزينة وزهور القطف تتّجه إلى الأسواق العربية، حيث تعتبر السعودية هى السوق الرئيسية للصادرات المصرية من نباتات الزينة وزهور القطف، والتى بدورها تعمل وسيطاً مركزياً لإعادة التصدير إلى دول الخليج.

وعن كيفية مواجهة المشكلات والمعوقات الإنتاجية والتصديرية، أشار المنتجون والمصدّرون الذين تم استطلاع آرائهم، إلى ضرورة التوسّع فى المساحة المزروعة، خاصة فى فصل الشتاء من خلال استخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة فى الإنتاج، وتحسين الجودة الإنتاجية والتصديرية لتلك النباتات، والتزام المصدّرين بتقديم منتجات ذات جودة ثابتة، وعلى أساس منتظم، وبأسعار أقل من أسعار الدول المنافسة، وبالتالى المحافظة على القدرة التنافسية داخل تلك الأسواق، وضرورة إصدار شهادات منشأ كمستند رسمى يثبت أن الشحنة المصدّرة تتوافق مع اللوائح والقوانين التى تطبّقها الدول المستوردة.

«حُزين»: نُصدّر 95% من إنتاجنا ونحتاج إلى التوسع في الأراضي المستصلحة

من ناحيته، قال الدكتور محمود حزين، القائم بأعمال عميد معهد البحوث الزراعية والبيولوجية بالمركز القومى للبحوث، إن إنتاجية مصر من نباتات الزينة 95% منها يذهب للتصدير، و5% فقط يذهب للسوق المحلية، وهو ما يشير إلى أن السبب وراء ضعف حصة مصر التصديرية للسوق العالمية، هو قلة الإنتاج المحلى بشكل عام.

وأشار «حزين» إلى ضآلة المساحة المنزرعة بمشاتل نباتات الزينة على مستوى مصر، والتى تصل إلى نحو 20 ألف فدان فقط، وتتركز المشاتل كلها فى الوادى والدلتا، حيث لا توجد مشاتل فى الأراضى الصحراوية، حسب قوله، لافتاً إلى أن الأراضى المستصلحة يمكن أن تكون منفذاً لزراعة وتصدير نباتات الزينة، وذلك على غرار دول أخرى تستغل صحاريها ومناطقها الجافة فى أغراض كهذه.

ولفت عميد معهد البحوث الزراعية والبيولوجية إلى أن ما يزيد أهمية ذلك أن هناك زيادة مطردة فى العائد الدولارى من تصدير نباتات الزينة فى مصر، حيث وصل فى عام 2022/ 2023 إلى 340 مليون دولار، وهو ما يشير إلى أنه يمكن تحقيق عائد دولارى من مساحة أرض قليلة، يساوى ما يدره محصول يشغل مساحة كبيرة من الأرض، مثل محصول البرتقال.

 

 


مواضيع متعلقة