مختار نوح: طبيعة تنظيم الإخوان تمنع الاجتهاد والرأي والقاعدة الرئيسية لديهم هي «السمع والطاعة» (حوار)

كتب: سعيد حجازي

مختار نوح: طبيعة تنظيم الإخوان تمنع الاجتهاد والرأي والقاعدة الرئيسية لديهم هي «السمع والطاعة» (حوار)

مختار نوح: طبيعة تنظيم الإخوان تمنع الاجتهاد والرأي والقاعدة الرئيسية لديهم هي «السمع والطاعة» (حوار)

أكد المحامى والمفكر مختار نوح، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن تنظيم الإخوان ناصب الجميع العداء بدءاً من مؤسسة القضاء التى يراها كافرة، ثم مثقفى مصر الذين يختلفون عن طبيعة التنظيم من حيث الفكر والاجتهاد وقبول الرأى المختلف والاعتماد على البحث العلمى، إلى أقباط مصر الذين مارسوا ضدهم العنف بحرق كنائسهم، واضطهادهم.

وأوضح «نوح»، فى حوار لـ«الوطن»، أن طبيعة التنظيم تمنع الاجتهاد والرأى والبحث العلمى، وهذا جزء من تكوين أشبال الجماعة، والقاعدة الرئيسية لديهم هى «السمع والطاعة» والتكوين الإخوانى خليط من الأمراض النفسية يزرعها القادة فى نفوس الأطفال.. ومنهجية الجماعة ترى أقباط مصر أهل ذمة عليهم دفع الجزية.. وإلى نص الحوار:

لماذا يعادى تنظيم الإخوان الجميع؟

- العداء مرتبط بمنهجية التربية لدى الإخوان، وقائم فى الأصل على العنصرية والتمييز، وعداء التنظيم للجميع نتيجة الفهم الخاطئ عند الإخوان منذ النشأة والتربية، فقد تربوا على أنهم نوع مميز بين البشر، لذلك يفرقون الناس ويقسمونهم بين كونك أخاً لهم أو أنك لست أخاً، ومن هنا ينشأ العداء بين الإخوان والجميع، حتى العداء مع أصحاب الفكر السلفى المشهورين بالتزامهم بالمنهج السنى، وكنا فى الثمانينات نسمع النكات تصدر من الجماعة على مشايخ السلفية، وليس هذا دفاعاً عن السلفية فعندهم نفس روح التمييز والعداء، فهم يربطون أنفسهم بقول الله تعالى «كنتم خير أمة»، فهم يعتبرون أنفسهم الأمة الخيرية، كما تفعل جماعة الإخوان، وهو نفس الفكر العنصرى عن اليهود المتمسكين بالشريعة القديمة، ونفس الفكرة عند الغرب الآن القائمة على العنصرية المقدسة للرجل الأبيض، فالإخوان يكسون هذه السمة العنصرية بسمة دينية ويعتبرون أنفسهم أول أمة تدخل الجنة، والأمة المقربة إلى الله، والأمة الخيرية التى أُخرجت للناس، وأن هذا وعد الله لهم، حتى إذا حدث خلاف مادى بينهم يجعلونه فى غاية السرية والكتمان حتى لا تسوء سمعة الأمة الخيرية، كما يعتقدون أنفسهم.

شهد عام حكم الإخوان عداء مع القضاء.. لماذا يعادى التنظيم رجال العدالة؟

- تاريخ الجماعة حافل بالعديد من المواقف العدائية ضد قضاة مصر، بدءاً من نظرة مؤسس التنظيم حسن البنا للقضاء، الذى اعتبر القاضى كافراً لأنه يحكم بغير ما أنزل الله، وهذا المفهوم الذى يراه حسن البنا ليس المفهوم العلمى الصحيح، وبالتالى كانت العداوة مع القضاة عداوة تزرع مع الطفل الإخوانى منذ الصغر، وانتقلت هذه العداوة إلى المحاماة خلال فترة من الفترات فأصبحت المحاماة مهنة كافرة، حتى دافع عنها عنصر من الإخوان وهو الدكتور عبدالله رشوان، وبالعودة للعداء مع القضاء، فالجماعة كانت ولا تزال تنظر إلى قضاء مصر أنه لا يجوز اللجوء إليه ولا حتى عند الضرورة لأنه كفر بواح.

ولماذا العداء مع أقباط مصر؟

- لا يوجد فى منهجية الإخوان مسمى أقباط مصر، بل يوجد شىء واحد وهو مسمى النصارى، وهو الاسم الذى أنزله القرآن لمن آمنوا بسيدنا عيسى بن مريم، أما لفظ الأقباط لدى تنظيم الإخوان فهو ليس لفظ ديانة بل جنسية وصفة بشرية، ومنهجية الجماعة ترى أن أقباط مصر «النصارى»، كما يطلقون عليهم، هم أهل ذمة عليهم دفع الجزية لكى يتم حمايتهم، وليس بينهم وبين النصارى إلا علاقة واحدة، إما مستأمن فيدفع الجزية ويعيش فى كنف دولة الإخوان ولا يشارك فيها، أو يكون عدواً لهم، ويطلق عليه لفظ «المحارب» فلا يوجد التحدث معه ولا حتى الابتسام فى وجهه، وخلال عام حكم الجماعة وما بعده من أحداث مارس التنظيم العنف ضد الكنائس وقام بأعمال عنف وشغب ضد الأقباط.

وما سر العداء مع مثقفى مصر؟

- طبيعة تنظيم الإخوان تمنع الاجتهاد والرأى والبحث العلمى، وهذا جزء من تكوين الأشبال لدى جماعة الإخوان، فهم لا يسمحون باختلاف الرأى أبداً.

فالقاعدة الرئيسية لجماعة الإخوان الإرهابية هى «السمع والطاعة»، بمعناها الشديد، أى عليك أيها الشأب أن تصم أذنيك عن كل شىء إلا عن أوامر الأمير، ويقصد بذلك «أخونة الحياة»، وأن الحياة عبارة عن معركة ولا بد من طاعة الأمير فى كل شىء، أما مفهوم الثقافة بمعنى البحث العلمى والرأى والرأى الآخر والاختلاف فى الرأى والدراسة والتعرف على حضارات الآخرين والاغتنام بالأفكار الحديثة والمتطورة عن الأفكار القديمة فهذه أشياء هم يرفضونها بحكم التكوين النفسى الإخوانى، وهو عبارة عن خليط من الأمراض النفسية يزرعها القادة فى نفوس الأشبال.

الذكرى العاشرة لـ«30 يونيو»

ثورة 30 يونيو 2013 كانت نوعاً من أنواع الميلاد الجديد لمصر، فالتنظيم تعامل مع حكم مصر على أنها أصغر مؤسسة بالدنيا، ومحمد مرسى لم يكن يحكم بل خيرت الشاطر هو الذى كان يحكم، وكان الشاطر لا يسمح بأى تفاوض بين الجماعة وأى جهة سواء فى الداخل أو الخارج إلا وكان يكون مطلعاً على هذه المفاوضات، والشاطر هو الذى كان يمنع ويمنح، وهو الوحيد الذى يعرف ميزانية الإخوان. 


مواضيع متعلقة