«الإفتاء» توصي الشباب بحضور برامج تأهيل المقبلين على الزواج: الشرع حث عليها

«الإفتاء» توصي الشباب بحضور برامج تأهيل المقبلين على الزواج: الشرع حث عليها
- الزواج
- المقبلين على الزواج
- الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج
- دار الإفتاء
- الإفتاء
- الزواج
- المقبلين على الزواج
- الدورات التأهيلية للمقبلين على الزواج
- دار الإفتاء
- الإفتاء
ورد سؤال لدار الإفتاء المصرية حول حضور برامج التأهيل للزواج ومدى الإلزام الشرعي بها؟ بعد رواج الدورات والبرامج التي تساعد وتؤهل المقبلين على الزواج على الحياة الزوجية، فما مدى أهمية هذه الدورات من منظور الشرع الشريف، وهل هناك ما يدعو إلى حضورها والاهتمام بها شرعًا؟.
وردت الدار على موقعها الرسمي، مؤكدة أنه ينبغي أن يدرك كل شاب مقبل على الزواج أهمية هذه الدورات التأهيلية وأن يحرص على حضورها هو ومَن ستشاركه الحياة الزوجية، بحيث يتعلما معًا الأسس التي تحفظ لهم حياتهم سعيدة مستقرة، ويشرع كذلك لولي الأمر أن يتخذ الوسائل التي تزيد من وعي الناس إلى أهمية هذه الدورات وأهمية حضورها، مَّا قد يساهم بشكل كبير في الحد من مشكلة تزايد أعداد الطلاق في مجتمعنا، وكل ذلك ممَّا يستحسنه الشرع الشريف ويدعو إليه.
أهمية حضور برامج التأهيل للزواج
وأضافت الدار: «نشهد لأهمية هذه الدورات الخاصة بتأهيل المقبلين على الزواج وأهمية حضورها كثير من نصوص التشريع الإسلامي ومقاصده، فمن ذلك:
أولًا: أن الشرع الشريف كتب الإحسان على كلِّ شيء، وأمر به، والأمر بالشيء أمرٌ بما يوصل إليه من وسائل، لما تقرر من أنَّ مَا لَا يَتِمُّ الْمَأْمُورُ إِلَّا بِهِ يَكُونُ مأمورًا بِهِ، وأنَّ وَسِيلَةَ الْمَقْصُودِ تَابِعَةٌ لِلْمَقْصُودِ، كما في إعلام الموقعين للشيخ ابن القيم (4/ 553، ط. دار ابن الجوزي».
فإذا حث الشرع الزوجين على أن يحسن كلٌّ منهما إلى الآخر، اقتضى ذلك تحصيل ما من شأنه الإعانة على هذا الإحسان، إذ بسبب اختلاف الطباع وتغير العادات ربما يسيء الإنسان إلى زوجته من حيث يظن نفسه بها محسنًا، فيكون ذلك من أسباب الشقاق والخلاف، التي يمكنه أن يتجنبها: بمعرفتها، والوقوف عليها، والعلم بها الحاصل بالدراسة والتأهيل، والمدعم بالأخلاق والتربية الحسنة؛ قال تعالى: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195].
وعَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ» أخرجه الإمام مسلم في الصحيح.
وقال العلامة أبو العباس القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (5/ 240، ط. دار ابن كثير) قوله: «إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، أي: أَمَر به، وحضَّ عليه».
وقال العلامة نجم الدين الصرصري [ت: 716هـ] في التعيين في شرح الأربعين (1/ 148، ط. مؤسسة الريان): [اعلم أن هذا الحديث هو قاعدة الدين العامة، فهو متضمن لجميعه، لأن الإحسان في الفعل هو إيقاعه على مقتضى الشرع أو العقل، ثم الأفعال التي تصدر عن الشخص إما أن تتعلق بمعاشه أو بمعاده، والمتعلق بمعاشه؛ إما سياسة نفسه وبدنه، أو سياسة أهله وإخوانه وملكه، أو سياسة باقي الناس، والمتعلق بمعاده؛ إما الإيمان وهو عمل القلب، أو الإسلام وهو عمل البدن كما مَرَّ في حديث جبريل، فإذا أحسن الإنسان في هذا كله وأتى به على مقتضى الشرع فقد حصل على كل خير وسَلِمَ مِن كل شرٍّ ووَفَّى بجميع عَهْدِ الشرع، ولكن دُونَ ذَلِكَ خَرْطُ القَتَاد، وأبْعَدُ مِمَّا دُونَ سُعَاد] اهـ.
الدورات التأهيلية للزوج حقوق وواجبات
وأوضحت الدار أن نصوص الفقهاء توردت على أنه يجب على المكلف أن يتعلم حكم الله تعالى في كل ما يُقدِم عليه من أفعال -من حيث الوجوب والجواز والحرمة- وذلك قبل أن يشرع فيها، حتى لا يقع في الإثم والمعصية من حيث لا يعلم ولا يدري، ونصُّوا على أن ذلك يشمل جميع أفعاله؛ سواء أكانت من العبادات كالصلاة والصوم، أم من المعاملات كالبيع والشراء والإجارة، أم من المناكحات.. إلخ. بل حكى بعضهم الإجماعَ على ذلك، وهذه الدورات التأهيلية وسيلة من وسائل معرفة الإنسان أحكام الزواج ومتطلباته وما يلزم عنه من حقوق وواجبات، فحسن بكل من يقبل على الزواج أن يدرك ما لها من أهمية فيسعى لحضورها ويرشد من سيشاركه الحياة الزوجية إلى حضورها أيضًا قبل الشروع في الزواج.