«فرحة العيد» جيل بعد جيل.. الملاهي ركن ثابت من احتفالات المصريين بالأعياد

كتب: هاجر عمر

«فرحة العيد» جيل بعد جيل.. الملاهي ركن ثابت من احتفالات المصريين بالأعياد

«فرحة العيد» جيل بعد جيل.. الملاهي ركن ثابت من احتفالات المصريين بالأعياد

فرحة الكبار والصغار بقدوم عيد الأضحى المبارك، لا تخلو من وجود بعض الطقوس التي يحرصون عليها للتعبير عن سعادتهم وبهجتهم بقدوم العيد، بداية من ارتداء ملابس العيد الجديدة لصلاة العيد وزيارة الأهل والأقارب وغيرها من الطقوس، لكن تبقى زيارة الملاهي للأطفال سعادة وبهجة من نوع خاص محفورة بذاكرتهم رغم مرور السنوات.

الملاهي سعادة متوارثة بالأعياد

حرصت الأم على صناعة يوم مميز كل عيد لتعويض طفلتها «شيماء» عن غياب الأب بعد رحيله، لتكبر الطفلة على عشق وحب كبير لأيام العيد المبهجة التي يجب وأن تتضمَّن زيارة للملاهي كطقس ثابت بكل الأعياد، إضافة لخروجات مع الأصدقاء والزيارات العائلية وأحيانًا السفر من بلدتها بصعيد مصر إلى القاهرة لزيارة الحسين أو للإسكندرية لزيارة حديقة الحيوان والملاهي هناك، كبرت الابنة «شيماء»، لتجد حبا وشغفا من أبنائها الأربعة تجاه زيارة الملاهي كل عيد سواء ببلدتها أو خلال أسفارهم بالأعياد، وكأنها أورثتهم هذا الحب والتعلق الذي يكسب أيام العيد بهجة وسعادة.

«الملاهي هي فرحة العيد ولازم أروحها كل سنة» بهذه الكلمات بدأت شيماء أبو المجد، 33 عامًا، ربة منزل، حديثها لـ «الوطن»، بوفاة الوالد حرصت والدة شيماء على زيارة ابنتها لحديقة الحيوان وللملاهي كل عيد برفقة بنات خالتها لتشعرهن ببهجة العيد، «الفسح شيء أساسي عند المصريين والملاهي شيء أساسي عند الأطفال».

الطفل شريف: العيد بالنسبة لي زيارة حديقة الحيوان والملاهي

زيارة الأبناء الأربعة سيف الدين 13 عامًا وشريف 10 سنوات وشمس الدين 7 سنوات وتمارا عمر 7 سنوات، للملاهي أصبح ركن ثابت بطقس عيد الفطر وعيد الأضحى، حتى أصبح الأخوة يشاركون أبناء عمهم برحلتهم مسافة طويلة بقرية النواورة بمركز البداري باسيوط، مستخدمين «التوكتوك» للذهاب للملاهي لركوب العربيات المتصادمة والميزان والارجوحة والسفينة الدوارة، الابن الأوسط شريف عمر 9 سنوات عبر عن سعادته بالعيد لـ «الوطن» قائلًا: «أنا العيد بالنسبة لي أصلي بالحسين وأروح جنينة الحيوانات والملاهي طبعًا».

ذكريات لا تنسى عن زيارة الملاهي بالطفولة

وتروي أسماء علي محاسبة بأسيوط لـ«الوطن»، أن والدها رحمه الله تعالى، كان حريصا على اصطحابها وأختها كل عيد إلى الملاهي وركوب عبارة نيلية، لافتة إلى أنها تتذكر سعادتها وبهجتها خلال هذه الخروجات الترفيهية، «والدي كان في صحته بيودينا كل عيد الملاهي والعبارة ربنا يسعده بالآخرة زي ما أسعدنا وفرحنا وإحنا صغيرين ومحرمناش من حاجة».

اختلاف سعادة الكبار عن الصغار بالأعياد

ومن جانبه، أكد الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، أن إظهار الفرحة بالأعياد تختلف باختلاف الفئات العمرية، فتعبير الكبار عن سعادتهم تختلف عن الصغار عن فرحتهم وسعادتهم بقدوم العيد، إذ أن فرحة وسعادة الصغار تبنى بها وجدانه ومخزون السعادة وتقوم ببناء النستولوجيا، فهناك ارتباط شرطي بين قدوم العيد وسماع الأخبار السارة.

استشاري الصحة النفسية: الملاهي عالم متسع من السعادة للأطفال

الأرجوحة واللعب والملاهي واللعب بالكرة و«التنطيط»، تأتي على رأس الأحداث السعيدة التي ينتظرها الطفل بالعيد، فالأطفال ولا سيما بعمر ما قبل المدرسة من عمر 4 إلى 6 سنوات، وبصور متفاوتة حتى سن المراهقة يفضلون التوجه بالأعياد إلى مناطق الترفيه والملاهي التي تخرج طاقاتهم وتشعرهم بالسعادة، بحسب ما أكد استشاري الصحة النفسية في حديثه لـ«الوطن»، فالملاهي بالنسبة للطفل تعد عالما متسعا به كل معالم السعادة والبهجة والسرور، يبتهج برؤيتها كونها تنشط لديها الحواس الخمسة، فتشبع لدى الطفل رغبته في التعرف على العالم الخارجي.

الملاهي بهجة للنفس وتتضمن رمزية لمعنى الأسرة 

وأوضح هندي لـ«الوطن»، أن الملاهي فيها بهجة للنفس ورمزية لمعنى الأسرة لما بها من تجمع أسري بوجود أب ينفق ويحتوي، وأم تعتني بأطفالها وتراعيهم خلال اللعب بالملاهي، وتعزيز شعور الرفاهية باختلاف المستوى الاجتماعي للأسرة واختلاف مستوى الملاهي بداية من مراجيح القرى وحتى مدن الألعاب الموجودة بالمدن الكبرى، إضافة إلى تنمية مهارات توكيد الذات وتجعل الطفل يستشعر الفخر والزهو والكفاءة النفسية، فضلًا عن إزالة المكبوتات الناتجة عن الأوامر والتعليمات وافعل ولا تفعل وشروط الثواب والعقاب أو بعد انتهاء العام الدراسي المليء بأجواء المذاكرة والامتحانات، تصبح الملاهي مكانا لتفريغ المكبوتات والخروج عن الروتين.

مهارات مكتسبة للأطفال من ألعاب الملاهي

ويمكن للطفل اكتساب مهارات متعددة من زيارة الملاهي مثل المهارات الاستكشافية من بعض الألعاب كألعاب الصيد بالملاهي، والتي تنمي القدرات العضلية والحركية للأطفال، ونفس الأمر باستخدام الطفل للأرجوحة التي يمسكها بيده جيدًا ويقوم بالتوازن معها، وتقوم ألعاب الفيديو جيم والسيارات المتصادمة المنتشرة حاليًا بالملاهي بتنمية ذكاء الأطفال، بتنمية المهارات العقلية كالإدراك والانتباه والربط وغيرها من العمليات العقلية المتقدمة، وبعض الألعاب تنشط مهارات التحكم الذاتي الموجودة بالعقل فتعزز مهارة التحكم الذاتي مع تعزيز التوازن الانفعالي وسرعة رد الفعل كلعبة السيارات المتصادمة، فضلًا عن إشباعها روح المغامرة، بحسب ما ذكر استشاري الصحة النفسية.

تحذيرات لسلامة الأطفال بالملاهي 

وشدد «هندي»، على ضرورة توخي الحذر من قبل الأطفال خلال اللعب بالملاهي، والالتزام بالتعليمات الخاصة بكل لعبة حتى لا يتعرض الأطفال إلى الكسور أو تمزق بالأربطة، أو بعض المشكلات بالأوعية الدموية، والتأكّد من مراعاة أماكن الملاهي للشروط الصحية بالألعاب، والتأكد من أن مناسبة سن الطفل للعبة حتى لا يصاب ببعض المخاوف المرضية بسبب صعوبة بعض الألعاب.    


مواضيع متعلقة