«أطفال المناطق البديلة للعشوائيات» في رعاية الجمهورية الجديدة.. بناء إنسان واعٍ ينعم بحياة مستقرة قبل الحجر

كتب: آية الله الجافي

«أطفال المناطق البديلة للعشوائيات» في رعاية الجمهورية الجديدة.. بناء إنسان واعٍ ينعم بحياة مستقرة قبل الحجر

«أطفال المناطق البديلة للعشوائيات» في رعاية الجمهورية الجديدة.. بناء إنسان واعٍ ينعم بحياة مستقرة قبل الحجر

 أولت الدولة اهتماماً خاصاً بملف تطوير المناطق العشوائية، وتوفير سكن بديل لقاطنى تلك المناطق بعد ثورة 30 يونيو، إذ تضافرت جهود جميع الوزارات من أجل تقديم سكن آدمى به كل الخدمات التى يحتاجها السكان، لا سيما أطفالهم، باعتبار النشء هم مستقبل الجمهورية الجديدة التى تستهدف بناء إنسان واعٍ ينعم بحياة مستقرة.

«التنمية الحضرية»: نضع التعليم والصحة والرياضة على رأس الأولويات عند التخطيط لتطوير العشوائيات

وفقاً لما أوضحه المهندس إيهاب الحنفى، منسق عام صندوق التنمية الحضرية والمتحدّث باسم الصندوق، الذى أكد أن عمل الصندوق اختلف تماماً بعد ثورة 30 يونيو عما قبلها، فقد اقتصر دور الصندوق منذ إنشائه فى عام 2008 على الدور العلمى من خلال حصر الأماكن غير الآمنة فى مصر، أما بعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، فبدأ نشاط الصندوق الفعلى من خلال وضع استراتيجية تطوير تهدف إلى تنمية المناطق العشوائية بالتنسيق مع جميع الوزارات والجهات المعنية.

وأضاف خلال حديثه لـ«الوطن» أن الجمهورية الجديدة استهدفت بناء الإنسان قبل الحجر، واعتبار الطفل هو محور التطوير خلال التخطيط لتأسيس المجتمعات العمرانية بديلة العشوائيات؛ إذ وفّرت له المناطق الجديدة كالأسمرات والخيالة وروضة السيدة، وغيرها، السكن الآمن كامل المرافق والخدمات، بما يضمن له حياة كريمة، فضلاً عن توفير المدارس والملاعب المفتوحة وقصور الثقافة، والوحدات الصحية، متابعاً: «فى الفترة من 2014 حتى الآن أنفق الصندوق ما يزيد على 40 مليار جنيه لتطوير المناطق العشوائية وتوفير السكن البديل، مما يعكس مدى اهتمام القيادة السياسية بالتطوير.. فبفضل الدعم الذى تلقيناه من الرئيس السيسى استطعنا تحقيق هذه النجاحات، ومستمرون لتحقيق المزيد من التطوير والاستدامة».

وأكد «الحنفى» أن التطوير الذى يعيشه الأطفال فى المناطق الجديدة، يأتى فى ضوء عمل صندوق التنمية الحضرية فى إطار دولى من خلال احترام المواثيق والمعاهدات الدولية الخاصة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والعمل وفقاً للدستور المصرى وأهداف التنمية المستدامة من أجل تحسين حياة المواطن فى المناطق غير الآمنة، كما يأتى التطوير فى ضوء وضع خطط مستدامة لتطوير العشوائيات، وفى إطار هذا نجح الصندوق فى تأسيس إدارة خاصة بالمشاركة المجتمعية تهتم بتطوير العنصر البشرى عن طريق عمل الفعاليات والمبادرات الهادفة لتعديل السلوك للكبار والأطفال، وإقامة الأنشطة الرياضية والترفيهية للأطفال فى الملاعب وقصور الثقافة: «نجحنا فى عمل الكثير من المبادرات، بالمشاركة مع المجتمع المحلى فى الأسمرات وروضة السيدة والمحروسة وغيرها من الأماكن».

ولبناء أجيال واعية تتسم بالسلوك المهذّب والصحة الجيدة، وضع صندوق التنمية الحضرية التعليم والصحة والرياضة على رأس قائمة الأولويات عند التخطيط لتطوير المناطق العشوائية، وأضاف المهندس إيهاب الحنفى: «عند التخطيط لبناء مجتمعات عمرانية بديلة للعشوائيات، هدفنا بناء مدارس تقدّم خدمة تعليمية متطورة، وفقاً لمتطلبات العصر الرقمية، فضلاً عن توفير المراكز الصحية التى تنطلق منها القوافل الطبية من حين إلى آخر لإجراء كشف دورى على الأطفال، كما وفّرنا المراكز الشبابية والملاعب لتدريب الأطفال على الكثير من الرياضات ككرة القدم والكيك بوكسينج والكونغ فو، لتوجه طاقة العنف التى يتسم بها أطفال تلك المناطق فى المسار الصحيح، وهذا ما حدث بالفعل عندما نجح عدد من الأطفال فى الفوز بعدد من بطولات الجمهورية، كما يتوافر فى كل منطقة جديدة مسجد وكنيسة، حتى يرتبط الأطفال بدور العبادة ليستقوا منها المبادئ والقيم الدينية السمحة».

ولفت منسق صندوق التنمية الحضرية إلى أن تغيير سلوكيات الأطفال السيئة كالعنف والعدوانية يأتى ضمن المخططات التى سعى إليها الصندوق لبناء إنسان سوى متسق مع الجمهورية الجديدة، ويتحقّق ذلك من خلال التعاون مع الجهات المعنية من الوزرات لإطلاق المبادرات والأنشطة التى تنمّى وعى الأطفال وتعدّل سلوكياتهم السيئة، كإطلاق صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى دليل المهارات الحياتية لتنمية الوعى لدى الأطفال بالمناطق المطورة «بديلة العشوائيات» بالبُعد عن التدخين وأضرار المخدرات، بالإضافة إلى الاعتماد على الفنون المختلفة كالرسم والمسرح، لبث القيم والسلوكيات الصحيحة، كما يتم التعاون مع وزارة الثقافة لتنظيم الرحلات الميدانية للمتاحف والأماكن الأثرية لتقوية مشاعر الانتماء والمواطنة لديهم: «هدفنا ليس بناء مجتمع عمرانى فقط بل تغيير سلوك، فالتحدى الكبير الذى يواجهنا هو بناء أجيال سوية واعية تحافظ على بلدها وتسعى للنهوض به».

وتابع «الحنفى»: «الصندوق فوجئ بالتغيير السريع الذى ظهر على أطفال المناطق الُمطورة، فوفقاً لما رصدناه فى الأسمرات، اندمج الأطفال فى الأنشطة المختلفة فى وقت قصير، وظهرت مواهب فنية فى الرسم والشعر، فضلاً عن التفوق الرياضى، كما لاحظنا تغييراً سريعاً فى سلوكهم وتعاملهم مع الآخرين.. وهذا بالفعل نتاج الحياة الآدمية التى أصبحوا يعيشونها، فبعد العيش فى عشش وبيوت متهالكة، أصبحت لديهم وحدات سكنية تضمن لهم الخصوصية والراحة، مما جعلهم يلمسون العدالة الاجتماعية، التى تحقق بالتبعية الاتزان السلوكى والانتماء إلى الوطن، ونتيجة لذلك وجدنا الأطفال يؤسسون بأنفسهم مبادرات للحفاظ على مدينتهم من خلال التشجير، والتنافس فى ما بينهم لتنظيف العمارات، وقد حظى نموذج الأسمرات البديل للعشوائيات بإشادة دولية بعد زيارة عدد من الوفود العربية من لبنان وسوريا والسعودية والإمارات، فضلاً عن إشادة من الكونجرس الأمريكى ووزارة الإسكان الكينية، ونسعى لتحقيق مزيد من النجاحات فى هذا الملف المهم».

 


مواضيع متعلقة