رئيس «جمعية الصداقة»: الهند قدمت 18 مليار دولار استثمارات بـ«الهيدروجين الأخضر» في «COP27»

رئيس «جمعية الصداقة»: الهند قدمت 18 مليار دولار استثمارات بـ«الهيدروجين الأخضر» في «COP27»
- مصر
- الهند
- العلاقات بين البلدين
- إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية
- مصر
- الهند
- العلاقات بين البلدين
- إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية
قال السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق ورئيس جمعية الصداقة المصرية الهندية، إن مصر والهند تقدمان الآن نموذجاً جديداً للاستقلالية الإقليمية، عبر البحث عن المشتركات والسعى من أجل مصير تتحدد فيه قواعد الحركة الدولية.
لا بد من إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية
وأضاف «حجازى»، فى حوار لـ«الوطن»، أن زيارة ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند، للقاهرة تأتى فى توقيت شديد الأهمية والتعقيد على الساحة الدولية والإقليمية، لا سيما مع ازدياد صعوبة المشهد الدولى بعد ضغوط جائحة كورونا وتداعياتها على بلدان واقتصاديات العالم، داعياً إلى إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية على غرار جامعة العلوم والتكنولوجيا الشهيرة فى مدينة بانجلور..
وإلى نص الحوار:
ما تقييمك للعلاقات المصرية الهندية؟
- تقدم مصر والهند للعالم الآن نموذجاً جديداً للاستقلالية الإقليمية، عبر البحث عن المشتركات والسعى من أجل مصير تتحدد فيه قواعد الحركة الدولية، ومن خلال التعاون والتفاهم بينهما وحرصهما على حفظ مكانة القوى الإقليمية وسط صراع وتنافس القوى العظمى، فمن الواضح جلياً رغبة القاهرة ونيودلهى فى تعزيز العلاقات المشتركة بينهما إدراكاً لترابط الدور المحورى الكبير الذى تلعبه كلتا الدولتين لتحقيق أمن واستقرار محيطهما الإقليمى، سواء فى العالم العربى والشرق الأوسط بالنسبة لمصر أو بجنوب آسيا بالنسبة للهند.
ما دلالة توقيت زيارة رئيس الوزراء الهندى لمصر؟
- تأتى زيارة ناريندرا مودى، رئيس وزراء الهند، للقاهـرة فى توقيت شديد الأهمية والتعقيد على الساحة الدولية والإقليمية، لا سيما مع ازدياد صعوبة المشهد الدولى بعد ضغوط جائحة كورونا وتداعياتها على بلدان واقتصاديات العالم، والوضع الدولى الراهن وتعقيداته بسبب استمرار الأزمة «الروسية - الأوكرانية»، والاستقطابات الدولية والضغوط الإقليمية التى يشهدها العالم اليوم، وتأتى الزيارة للقاهرة بعد خمسة أشهر فقط من مشاركة الرئيس كضيف شرف رئيسى فى احتفالات الهند بـ«يوم الجمهورية»، وهو ما يُعد تعبيراً صادقاً من الهند عن إدراكها أهمية مصر وقائدها، وتقديرها لحاضر ومستقبل العلاقات المصرية الهندية.
هل ترى حدوث تحول استراتيجى فى العلاقات بين مصر والهند مؤخراً؟
- شهدت العلاقات المصرية الهندية العديد من المؤشرات التى توحى بدخولها بالفعل حيز العلاقات الاستراتيجية، فمن الجوانب الأهم لتلك الشراكة بين مصر والهند حرصهما على استقرار أمن الملاحة الدولية لا سيما أمن البحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربى، وضمان حرية الملاحة التى تتطلع الهند لإرساء دعائمها من المحيط الهادى حتى الباسيفيك ووصولاً إلى أوروبا عبر قناة السويس، ومن بين المؤشرات للتحول الاستراتيجى فى مسار العلاقات زيارة وزير الدفاع الهندى، راجناث سينج.
فى سبتمبر الماضى للقاهرة، التى تم التوقيع خلالها على مذكرة تعاون عسكرى، والاتفاق على دعم العلاقات العسكرية والأمنية والتدريب ومكافحة الإرهاب، علاوة على دعوة الهند لمصر للانضمام للحوار الدفاعى بين الهند ودول أفريقيا، بجانب المناورات العسكرية البحرية المصرية الهندية، وزيارات متبادلة لقطع الأسطول البحرى لموانئ البلدين، والتى ترسى من خلالها الدولتان دعائم الأمن والاستقرار وضمان حرية الملاحة فى المناطق الممتدة من المحيط الهادى مروراً بالمضايق وقناة السويس والبحر الأحمر.
ما أهمية دعوة الهند لمصر كـ«ضيف شرف» فى قمة العشرين؟
- من المشاهد التى باتت تؤشر للأبعاد الاستراتيجية وتوضح المسار الاستراتيجى للعلاقات دعوة الهند لمصر فى قمة مجموعة العشرين كشريك رئيسى من خارج المجموعة (التى تترأسها الهند) على مستوى رؤساء الدول والحكومات، والتى تستضيفها نيودلهى يومى 9 و10 سبتمبر 2023، بجانب دعم الهند لعضوية مصر فى تجمع البريكس، الذى يضم الهند والبرازيل وروسيا وجنوب أفريقيا، ومرشحة للانضمام إليه مصر.
كما أن رئيس وزراء الهند عبر عن حرصه على تقديم دعم اقتصادى مهم واستثمارى لمصر لم يعلن عنه بعد، فضلاً عما قدمته الشركات الهندية خلال قمة المناخ COP27 فى شرم الشيخ من استثمارات ضخمة تقدر بنحو 18 مليار دولار فى مجال الهيدروجين الأخضر، وهكذا تستمر الهند فى تقديم المبادرات واللفتات الطيبة لمصر، حيث استثنتها موخراً من قرار حظر تصدير الأقماح الهندية فى إطار حرصها على تحقيق الأمن الغذائى وتقديم الدعم الاقتصادى لأصدقائها، ولا يفوتنا أن نتذكر هنا بأن دولة الهند تعد الآن من أكثر الاقتصاديات صعوداً فى مجموعة العشرين، وقوة رئيسية يعتد بها على الساحة الدولية، وهى الدولة الأولى الآن من حيث عدد سكانها والاقتصاد المرشح للمرتبة الثالثة عام 2030 بعد الولايات المتحدة والصين.
ما أوجه التعاون بين مصر والهند خلال الفترة الحالية؟
- الهند تعد كذلك أحد مراكز إنتاج الدواء فى العالم، فهى بمثابة صيدلية العالم، وتمتلك العديد من التكنولوجيات الحديثة المهمة التى يمكن أن تستفيد منها مصر بلا قيود، مثل: تكنولوجيا الفضاء، والتكنولوجيا النووية، والهندسة الوراثية، والذكاء الاصطناعى، والطاقة الجديدة والمتجددة، والتى يمكن تقديمها لمصر للاستفادة منها، وفى هذا الشأن أجد الفرصة مواتية لتأكيد أهمية إنشاء جامعة علمية تكنولوجية مصرية هندية على غرار جامعة العلوم والتكنولوجيا الشهيرة فى مدينة بانجلور، وهى واحدة من أقدم وأبرز الجامعات التكنولوجية فى الهند، والتى تضم العديد من مراكز العلوم والتكنولوجيا، والتى يمكن أن تصبح أحد صروح العلاقات العلمية والتعليمية بين البلدين.
صنع فى الهند
الهند تعد من الدول الجاذبة للاستثمارات الأجنبية والتى قدرت بـ80 مليار دولار عام 2020، رغم تداعيات كورونا، كما لديها كوادر فى جميع المجالات يمكنهم تقديم إضافة مهمة للصناعات المصرية ومجالات التكنولوجيا المتنوعة التى تملكها، والهند تبنت منذ عام 2014 مبدأ «صنع فى الهند»، وأصبحت من أكبر المصنعين على المستوى العالمى، وأسهمت بالقوانين والتشريعات فى إتاحة الفرصة لانطلاق العديد من الصناعات، وعلى رأسها صناعة السيارات خاصة الكهربائية.