نصائح نفسية وطرق للتعامل مع مريض السرطان.. ابعد عن التعاطف الزائد

نصائح نفسية وطرق للتعامل مع مريض السرطان.. ابعد عن التعاطف الزائد
- السرطان
- مريض السرطان
- سرطان الثدي
- الدعم النفسي
- الجهاز المناعي
- السرطان
- مريض السرطان
- سرطان الثدي
- الدعم النفسي
- الجهاز المناعي
يعيش الإنسان يرتع ويلعب ويضحك ويعمل ويطلق لمشاعره الفرحة والحزينة العنان، وما إن يبدأ الشعور بالمرض يفقد تدريجيًا شغفه بالحياة، ويزهد في كل الملذات، وتنحصر رغبته الأولى والأخيرة في كيفية استرداد عافيته، الأمر يكون صادمًا لمريض السرطان، الذي كان يعيش حياته بالأمس بكافة رفاهيتها، ليجد نفسه بين عشية وضحاها ليس لديه القدرة على القيام بأقل الأشياء رتابة وجهد.
شعور قاس لمريض السرطان كل يوم وهو يواجه نفسه بالمرآه، يذبل وجهه وجسده وضحكته، وهو ما يتطلب أن يحصل على دعم نفسي كامل يمكنه من مواجهة المرض اللعين الذي لن يتوان في نهج الجسد والروح إذا شعر بضعف خصمه.
الدكتور أشرف علام استشاري الجراحة العامة والمناظير، رئيس قسم جراحة الأورام بمستشفى الفيوم العام، أكد أن التأثير النفسي لمرض السرطان على المرضى يتسم بالعنف.
مريض السرطان دائمًا ما تتناوله وسائل الإعلام سواء كانت مسموعة أو مقروءة أو مرئية بصورة نمطية تزيد من مشاعر القلق ومعدل عدم الاستجابة للمرض، كونها تؤدي إلى انخفاض الروح المعنوية، والعيش بما يسمى كرب مواز للأزمة، وبالتالي لا تساعده على الاستشفاء، وفقًا لما أكده الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية، وأثبتت الدراسات أن تناول مريض السرطان بهذه الصورة النمطية تزيد من احتمالية إصابته بالاكتئاب، وحدة التوتر والقلق من الموت وهو شعور يعجل بوفاة صاحبه، وبالتالي يضعف من استجابة الجسم للعلاج الكيميائي أو العضوي أو الجلسات بالاشعاعات.
صورة نمطية لمريض السرطان
الصورة النمطية لمرض السرطان لشخص سقط شعر رأسه وحواجبه وتبدلت ملامحه واصفر وجهه وفارقت ملامحه الدموية، بداية من الإعلان القديم الذي كان يتضمن عبارات مثل اتبرع ولو بجنيه كل ساعة بتمر مريض سرطان هيموت ساهمت في غرس شعور أن الموت قادم لا محالة لمريض السرطان، وفقاً لـ«هندي» في حديثه لـ «الوطن»، قائلًا: «المريض بيشوف الإعلان بيسأل هو هيموت امتى وبيزود حدة الشعور ده لما يروح ياخد الجلسة الإشعاعية الأسبوعية أو كل 21 يوما، ليجد أن رفقاءه بالعلاج يتناقصون بكل زيارة علاجية».
مفارقة المرضى للحياة أمام مريض السرطان بالمؤسسات الصحية تجعله يستسلم لفكرة أن الموت قادم، وبالتالي تخور قواه في مواجهة المرض، وينهار معدل الصلابة النفسية وبالتالي لا يتم الاستجابة للعلاج، مشيرًا إلى تجسد هذا الأمر بفيديو الشاب الذي كان يدعي إصابته بمرض السرطان للتسول، من خلال حديثه عن معاناته الوهمية وتأزمه النفسي من مرض السرطان، الأمر الذي من شأنه تصدير مشاعر الإحباط والألم والإيذاء النفسي لمريض السرطان، ليصبح المريض عرضة للإحباط ليس لديه القدرة على مواجهة المرض وتحمل تبعات علاجه، إذ إن علاج مرض السرطان بحاجة إلى نوع من الشدة.
دعم مريض السرطان وعزله عن المشاهد المؤذية
وشدد الدكتور وليد هندي على ضرورة أن يقدم ذوو مريض السرطان الدعم اللازم له، لمواجهة مشاعر الاستسام للإحباط والقلق والتوتر والاكتئاب والانسحاب الاجتماعي وعدم الاستجابة للعلاجات والقلق من الموت، من خلال حجب عنه الصورة النمطية المقدمة عبر بعض وسائل الإعلام، وتحصينه فكريًا من خلال زيادة وعيه بعدم حقيقة هذه الصورة النمطية التي يتم ترويجها، وتبصيره بالصورة الحقيقية بالسلوك القويم المفترض اتباعه، مع التركيز على العلاج بالاستبصار من خلال غزو معرفي لمريض السرطان لكي يكون لديه الوعي الكامل لطبيعة مرضه وخطة العلاج.
وعي مريض السرطان بطبيعة مرضه وخطة علاجه
وأكد استشاري الصحة النفسية على ضرورة أن يكون مريض السرطان على علم بالمدة الزمنية المخصصة لعلاجه وفق نوع السرطان الذي يعاني منه، مع معرفة نسبة الشفاء منه، مع ضرورة أن يقوم الأهل والأصدقاء بتزويد المريض بقصص وحالات تم شفاؤها من نفس نوع المرض، ويمكن استخدام الغنترنت في الحصول على نماذج إيجابية لمرضى تسلحوا بالعزيمة والإصرار والأمل والتفاؤل والمواظبة على العلاج وتعاملوا مع المرض بجدية حتى تمكنوا من هزيمته بدلًا من الحصول منه على رسائل سلبية للمرض، ويمكن ضرب أمثلة عديدة من نجوم الفن ومشاهير العالم الذين واجهوا السرطان.
الدعم النفسي لأطفال مرضى السرطان
وإذا كان مريض السرطان طفل أو شاب صغير فمن المهم التعامل معه بابتسامة واستبدال طاقته السلبية لطاقة إيجابية تتضمن الأمل بالغد، وخلق هدف يسعى إليه لأن الموت النفسي عند الأطفال مرضى السرطان يبدأ من تنحي الأمل وعدم وجود هدف يسعى لتحقيقه بالمستقبل، حتى لو بالاستزراع من خلال أصيص من زرع حبوب الحلبة ليرى نباته يكبر كل يوم أمامه، أو تربية العصافير أو حوض السمك، لكي يظل مريض السرطان حريص على التواصل مع المجتمع الخارجي والزينة والمناظر الجميلة التي تمده نوع من البهجة والفرح والمرح بعيدًا عن السلبية، مع احتوائه بدعم نفسي اجتماعي من الأصدقاء والأسرة والمحيطين به، ومشاركته بالألعاب كالفك والتركيب والتشكيل بالصلصال.
الألم النفسي السبب الرئيسي لتدهور حالة مريض السرطان
وأكد الدكتور أشرف علام أن أغلب الحالات التي تتدهور نتيجة الإصابة السرطان، لا يكون المرض وأعراضه ومضاعفاته هي السبب الرئيسي، إذ يأتي الألم النفسي الذي يصاب به مريض السرطان في مقدمة تدهور حالته، نتيجة نظرة المريض لنفسه أو نظرة الزوج لزوجته أو نظرة الأهل للمريض، وحتى نظرة المجتمع نفسه للمريض.
ابتعد عن التعاطف الزائد مع مريض السرطان
التعاطف الزائد والحساسية المفرطة في التعامل مع مريض السرطان تكون بمثابة قاتل بلا أجر وبلا رحمة أو شفقة بالنسبة له، إذ يصل شعور غير جيد لمريض السرطان عن نفسه وصورة منكسرة ومهزومة عن ذاته، ليصل بالنهاية على التعامل مع الآخرين على أنه قد فارق الحياة بالفعل، وهو ما يؤثر بالسلب على جهازه المناعي ومقاومته للمرض وبالتالي تقليل نسب الشفاء، بحسب ما ذكر «علام».
نصائح للتعامل مع مريض السرطان
وقدم استشاري الجراحة العامة والمناظير نصائح لذوي مريض السرطان، بضرورة التعامل مع المريض على أنه شخص طبيعي تمامًا، وعدم إزعاجه بتساؤلات عن المرض مثل إذا مان يتم نقله بالعدوى أو بالوارثة وغيرها من الأسئلة التي تزعجه، والتركيز على تذكرته بقدرته على الشفاء ومواجهة المرض.