«عظيمات مصر».. حكاية نضال ضد إرهاب تنظيم «الإخوان»

«عظيمات مصر».. حكاية نضال ضد إرهاب تنظيم «الإخوان»
مارست جماعة الإخوان الإرهابية، فى عام حكمها الأسود، سياسات عدائية ضد القوى الوطنية بالدولة، كذلك كانت لها مواقف غير مشرّفة فى حق المرأة المصرية، فسعت الجماعة لسحق حقوقها بكل الصور الممكنة، ومارست الظلم والعنف والقهر ضدها فى مواقف كثيرة جسّدتها أحداث بعينها لا تزال عالقة فى الأذهان، ومنها أحداث شارع طلعت حرب فى 25 يناير 2012، حينما شارك بلطجية تابعون لجماعة الإخوان بالاعتداء على عدد من الناشطات من بينهن شاهندة مقلد، ونور الهدى زكى، والفنانة عزة بلبع.
وفى 13 يناير 2013 حذفت وزارة التربية والتعليم صورة الدكتورة درية شفيق، إحدى رائدات حركة تحرير المرأة بمصر، من مادة التربية الوطنية للمرحلة الثانوية بحجة أنها غير محجبة، فيما انتقدت لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى ذى الأغلبية الإسلامية، فى 2013، مشاركة المرأة فى التظاهرات لإحياء الذكرى السنوية لثورة 25 يناير، زاعمة أنهن السبب فى تعرضهن لحالات التحرش والاغتصاب لنزولهن فى المظاهرات وسط الرجال. وفى نفس العام، منعت إحدى المعلمات فى مدرسة أسماء بنت أبى بكر الإعدادية فى الإسكندرية طالبة متفوقة علمياً من التصوير مع زميلاتها بعد تسلمها شهادة التقدير لأنها غير محجبة.
واعتدت ميليشيا الجماعة الإرهابية على مجموعة من الشباب المتظاهرين أمام مكتب الإرشاد بالمقطم فى 16 مارس، وكان بينهم الناشطة «ميرفت موسى» التى تعرضت للصفع أثناء محاولتها الدفاع عن الناشط أحمد دومة، كما تعرضت للسباب والشتائم على مرأى ومسمع الجميع، وكان ذلك بالتزامن مع مناقشة المجلس القومى للمرأة وثيقة منع العنف ضد المرأة فى الأمم المتحدة.
فى نفس الوقت، تم تهديد طالبة بحبس والدها، بالإضافة لحرمانها من المشاركة فى أنشطة الإذاعة المدرسية، وذلك بعد إلقائها قصيدة معادية للنظام. وقامت الجماعة بإقصاء د.إيناس عبدالدايم، رئيس دار الأوبرا المصرية، من منصبها لرفضها سعى الجماعة للسيطرة على الأوبرا وأخونتها، حيث انتقدت جمعيات نسائية إقصاء المرأة المصرية المتعمد من قبَل الجماعة الإرهابية آنذاك.
وصباح اليوم التالى لليوم الدولى للقضاء على العنف ضد المرأة تم استهداف النساء والفتيات المشاركات فى إحدى المظاهرات أمام مجلس الشورى، وأُلقى القبض على 13 فتاة، واحتُجزت مجموعة من الصحفيات بعد الاعتداء عليهن بالضرب، وقام أحد أنصار الإخوان بصفع سيدة مسنة على وجهها خلال محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى.
نشوى الشريف: رمانة الميزان فى الاستحقاقات الدستورية
بدورها، قالت النائبة نشوى الشريف، عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن هناك العديد من المكتسبات التى حصلت عليها المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، فأصبح وجودها واقعياً وليس شكلياً فى الإطار السياسى والمجتمعى، كذلك شاركت فى تعديل الدستور وانتخابات مجلس النواب والشيوخ والانتخابات الرئاسية، وكانت رمانة الميزان فى الاستحقاقات الدستورية.
سحر الجعارة: حاولوا قتلى بالرصاص.. ومارجريت عازر: المرأة بالنسبة لهم كيان ناقص
فيما أوضحت الكاتبة الصحفية سحر الجعارة لـ«الوطن»: «كنت من أكثر المواطنين المهدَّدين من الإخوان، وعمرى ما أنسى لما رصاصة طايشة جت لى بسببهم، تلك الرصاصة والهجوم الآلى من مؤيدى الإخوان كان أكثر المشاهد التى علقت فى ذهنى بحكم أن بيتى كان على مقربة من اعتصام رابعة المسلح، طالبت على الهواء مباشرة بالقبض على الرئيس المعزول محمد مرسى، وتلقيت أكثر من مرة تهديدات من أنصار المعزول، ونصف مصر كانت تتلقى تهديدات من الجماعة، وكنت أشعر وقتها بأنها نهاية البلد ونهاية وجود المرأة». مواقف من الظلم متكررة دفعتها للخروج بين ملايين المصريين تندد بحكم الإخوان وتهتف بعلو صوتها «يسقط حكم المرشد» فى ثورة 30 يونيو التى أعادت للمرأة كرامتها وحقوقها.
من جانبها قالت مارجريت عازر، وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب سابقاً، إن الإخوان كانوا ينظرون للمرأة على أنها كيان ناقص وأن كل مهمتها فى الحياة إمتاع زوجها، وليس لها وجود فى الحياة، فهى بالنسبة لهم عورة ومثيرة للغرائز، وكيان ناقص، وشاهدنا فتاواهم بحرمة الاختلاط فى الجامعات والمدارس. وأضافت: «تمت مهاجمتى والسفيرة ميرفت التلاوى والدكتورة درية شرف الدين، لدعمنا مشاركة المرأة فى المظاهرات، وقاموا بتحريم المشاركة بحجة الاختلاط، وقاموا بتحريم بعض الوظائف بحجة أن المرأة غير قادرة على التحكم فى عواطفها وهذا غير صحيح، وتم إثبات عكس قولهم فى موقف المرأة المشرّف فى ثورة 30 يونيو».
وتابعت: «المرأة المصرية كانت تواجه العديد من المضايقات خاصة غير المحجبة، فكانوا يرونها مشركة أو فاسقة». وأوضحت الوكيل السابق لـ«حقوق الإنسان» بالنواب أن هناك مكتسبات حصلت عليها المرأة المصرية بعد ثورة 30 يونيو، تشمل تمثيل المرأة بنسبة 25% فى مجلس النواب و27% فى الحكومة، كذلك مشاركتها فى الهيئات القضائية والمحافظين ومستشارى الرئيس، فكل ذلك كان حلماً وتحقق.