ثعالب فى «المقطم».. ورئيس الحى: «دى طبيعة منطقتنا»

فرق كبير بين أن تشاهد ثعلباً يتوارى بين الهضاب والمنعطفات فى أحد الأفلام، أو أن يكون بطلاً لحدوتة تلقى على مسامع الأطفال، وبين أن تصطدم به فى الحقيقة وأنت فى طريقك للبيت أو العمل، فربما يكون ذلك كفيلاً لاتخاذ قرار بعدم الخروج للشارع، بل حتماً سيعكر عليك صفو يومك. هذا المشهد تكرر أكثر من مرة فى منطقة المقطم بالقاهرة، حيث أكد بعض قاطنى المنطقة أنهم شاهدوا أكثر من مرة ثعلباً يتجول خلسة فى الشوارع وبين البنايات، خاصة فى المناطق الأقل عماراً، مخلفاً ردود فعل متباينة، وفى الوقت الذى يصاب فيه البعض بالذعر الشديد، يتهكم آخرون من الأمر مؤكدين أن الثعالب من سكان المقطم الأوائل، واعتادوا رؤيتها بين الحين والآخر. «الحاجات دى كنا بنلعب معاها وإحنا صغيرين، واتعودنا عليها، وحضرنا ديابة وسلعوة وتعابين وعقارب كمان».. قالها محمد فريد، من سكان المقطم، وتشابهت روايته مع ما ذكره عدد من السكان الآخرين، فيقول أحمد مكاوى: «أنا بشوفه باستمرار فى مساكن الـ70 فدان»، وأكدت وسام حسين: «التعلب من سكان المقطم القدماء وموطنه على مطلع السلاب». أما سالى مصطفى فقالت: «أول ما جيت المقطم كنت بعدّهم كل يوم، كانوا ٧ مستخبيين فى فيلا مهجورة فى التجاريين»، كما قال عاطف سالم: «موجود عند بنزينة التعاون كمان»، واتفق معه حسام حسن، قائلاً: «شفته أكتر من مرة بس فى الأماكن اللى لسه فيها جبل لكن وسط أحياء سكنية لا بصراحة». من جانبه قال اللواء عبدالسميع وهدان، رئيس حى المقطم، إن الطبيعة الجبلية والصخرية للحى تجعله عرضة لهجوم الحيوانات المفترسة، لافتاً إلى أنه يتجه بصحبة أفراد الحى لإطلاق النار على الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى إلقاء السموم لها فى المناطق الصخرية التى تخلو من المواطنين والأطفال للقضاء عليها بشكل نهائى حتى لا تمثل خطراً على سكان الحى. «بعد إعلان الدولة بناء 5 آلاف وحدة سكنية، ونشاط عملية البناء بدأت الحيوانات تخرج من المخابئ لتهاجم السكان».. كلمات «عبدالستار راغب»، عضو حملة «أنا من المقطم»، مؤكداً أن الثعالب موجودة فى المنطقة منذ قديم الأزل ولكن عملية البناء بعد منطقة «صبحى حسين» أخرجت كل الحيوانات المختبئة، وأعرب «عبدالستار» عن إحباطه، لأن العديد من الشكاوى التى تقدموا بها لم تجد أى استجابة.