رئيس الطائفة الإنجيلية: المؤسسات الدينية مسؤولة عن نشر خطاب التسامح

رئيس الطائفة الإنجيلية: المؤسسات الدينية مسؤولة عن نشر خطاب التسامح
- أندريه زكي
- رئيس الطائفة الإنجيلية
- الطائفة الإنجيلية
- الهيئة القبطية الإنجيلية
- الحوار العربي الأوروبي
- مكانة الدين
- دور المؤسسات الدينية
- الدين والسياسة
- أندريه زكي
- رئيس الطائفة الإنجيلية
- الطائفة الإنجيلية
- الهيئة القبطية الإنجيلية
- الحوار العربي الأوروبي
- مكانة الدين
- دور المؤسسات الدينية
- الدين والسياسة
قال الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن الدين يحتل مكانة بارزةً في مجتمعاتنا العربية؛ ويؤثر بشكل كبير على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
جاء ذلك خلال كلمة خلال رئيس الطائفة الإنجيلية اليوم في افتتاح فاعليات الدورة الثامنة للحوار العربي الأوروبي، والتي بدأها بالترحيب بالحضور، ليتطرق بعدها للحديث عن الدين والمجتمع.
أندريه زكي: الدين يحتل مكانة بارزةً في المجتمعات العربية
أكد رئيس الطائفة الإنجيلية أن برنامج اللقاء يتناول موضوعًا ذا أهمِّيَّةٍ بالغة (الدين والمجتمع)، لافتا إلى أن الدين يحتل مكانة بارزةً في مجتمعاتنا العربية؛ وقد شهدنا خلال العقود الماضية هذا التأثير الكبير الذي ألقى بظلاله على كافة المجالات؛ وخصوصًا على الصعيدين السياسي والاجتماعي. ولهذا السبب من المهم أن تُركِّز الحوارات المشتركة على هذه القضية.
التفرقة بين الدين والفكر الديني
وأوضح رئيس الطائفة الإنجيلية أنه يرغب في التركيز بإيجاز على بعض النقاط المهمة، وهي:
- قبل كل شيء دعونا نفرق بين (الدين) و(الفكر الديني)؛ فالدين منظومة إيمانية جاءت في نصوص مقدسة يؤمن بها الإنسان ويكوِّن من خلالها علاقة مع الخالق، أما الفكر الديني فهو اجتهادات وتأويلات تحاول تفسير النصوص الدينية؛ وهذه نشاطات فكرية بشرية، خاضعة للمراجعة واختلاف الآراء والرؤى والتوجهات الفكرية، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تكون هذه الاختلافات مدعاة للصراع أو النزاع أو التقليل من شأن الآخر.
وأضاف أنه من ضمن ما يتناوله الفكر الديني هو النظرة إلى العيش المشترك، والتسامح، والسلام المجتمعي، وهذا الفكر الديني ذو تأثير كبير أيضًا على السياسة والمجتمع والتنمية والديمقراطية وغيرها من المفاهيم.
ودعى «أندريه» خلال اللقاء إلى التفرقة بين دور الدين في المجتمع، وبين تحويل الدين إلى أيديولوجية أو استخدامه سياسيًّا، أو توظيفه بأي شكل من الأشكال، مؤكدا أن هذا من شأنه أن يبعد الدين عن أهدافه الأساسية السامية، مشددا على ضرورة أن نتفادى الانزلاق للدعوة إلى تديين المجال العام، فهذا أيضًا من المفاهيم التي لا تخدم الدين ولا المجتمع.
ولفت إلى أن العلاقة بين الدين والمجتمع في العالم العربي متجذرة ومرتبطة ارتباطًا وثيقًا؛ إذ يشكل الدين محورًا رئيسًا في تشكيل منظومة القيم، وقد شكل الدين أيضًا تاريخ المنطقة وحاضرها مما يعني امتداد هذا التأثير للمستقبل، وأي محاولة لفهم تطورات العالم العربي، وكذلك أي تطرق لمفاهيم الحوار والأرضية المشتركة، يجب أن يضع في اعتباره مركزية الدين وتأثيره العميق على المواطنين في المنطقة العربية باختلاف دياناتهم ومذاهبهم.
أهمية التفسير التعددي للنص الديني
شدد «أندريه» على أهمية التفسير التعددي للنص الديني، باعتباره مفهومًا جوهريًّا في تطوير الفكر الديني، ويعزز التعددية التي هي الأساس للمواطنة والعيش المشترك، مضيفا أن التفسير التعددي للنص الديني هو الذي يحترم البعد التاريخي للنصوص، ويفصل بين تفسير النص والنص ذاته، منوها إلى أن النص الديني هو وحي من الله، لكن يستقبله أناس مختلفين في الثقافة والتعليم، وتبعًا لكون البشر مختلفين، فستظل هناك دائمًا تفسيرات متعددة للنص الديني.
وأكد أن هذا التنوع البشري المتمثل في الخلفيات المتعددة، يؤدي دائمًا إلى قراءات وتفسيرات عديدة، وبالتالي عند اختيار أحد التفاسير ومطابقته بالنص، فإنه يؤدي إلى رؤية أحادية ضيقة، لكننا إذ قبلنا التعددية البشرية، فعلينا أن نقبل التعددية في التفسير. وهذه التعددية سوف تزيد من ممارسة هذا المفهوم على المستوى الفقهي اللاهوتي، وكذلك على المستويين الاجتماعي والسياسي.
مسؤولية المؤسسات الدينية في العيش المشترك
نبه «أندريه» إلى أن المؤسسات الدينية تتحمل مسؤولية كبيرة في نشر الخطاب الديني الذي يركز على قيم العيش المشترك، ويمتد دور المؤسسات الدينية إلى حوار الحياة المشتركة والاتحاد سويًّا في مواجهة التحديات التي يواجهها المجتمع؛ فالمؤسسة الدينية ليست جزيرة منعزلة عن المجتمع إنما هي جزء منه لا تقدر أن تنفصل عنه. ولكي تتحقق هذه الأهداف، يجب على هذه المؤسسات أن تدير حوارا حول القضايا المجتمعية، بما فيها قضايا الأسرة، وقضايا التنمية، ومواجهة الفقر، وقضايا البيئة.. وغيرها، بما لها من تأثير لدى الناس، ويقوم المجتمع المدني بدوره، إلى جانب المؤسسات الدينية والدولة، كحلقة وصل في الدعوة إلى قيم المواطنة والمساواة والعيش المشترك وتعزيزها والتوعية بها.