«قط وفأر»: فيلم كوميدى يرى النور بعد 6 سنوات من الانتظار

«قط وفأر»: فيلم كوميدى يرى النور بعد 6 سنوات من الانتظار

«قط وفأر»: فيلم كوميدى يرى النور بعد 6 سنوات من الانتظار

عن قصة للأديب الراحل عبدالرحمن فهمى اختار الكاتب الكبير وحيد حامد أن تكون تجربته السينمائية الجديدة «قط وفار»، والتى يعود بها إلى السينما بعد غياب 7 سنوات منذ آخر أفلامه «احكى يا شهرزاد».. وحيد حامد، الذى حطم من خلال أفلامه جميع الخطوط الحمراء فى عالم السياسة، اختار القالب الكوميدى لفيلمه الجديد، من خلال تعرضه للقهر الذى تمارسه السلطة، متمثلة فى وزير الداخلية، ضد مواطن بسيط خاضع، ولكنه يتحول إلى شخص فاعل فى نهاية الفيلم. التجربة الجديدة لوحيد حامد تعامل فيها مع مخرج محسوب على جيل الشباب «تامر محسن» فى ثانى تجربة تجمعهما بعد مسلسل «بدون ذكر أسماء» قبل عامين. فى ندوة «الوطن» يتحدث صُنّاع فيلم «قط وفار»، الكاتب وحيد حامد، المخرج تامر محسن، وبطل الفيلم محمد فراج، عن التجربة وملامحها وخطوات صناعتها، وأهم ردود الفعل التى حققتها بعد عرضها فى دور العرض منذ عدة أسابيع. ■ فى البداية ما الذى جذب الكاتب وحيد حامد لتحويل قصة للراحل عبدالرحمن فهمى إلى سيناريو سينمائى؟ وحيد حامد: قصة الأستاذ عبدالرحمن فهمى تدور فى العهد الملكى، ولم تكن شخصياتها بنفس الصورة التى ظهرت بها فى الفيلم، ولكن فى العادة عندما يلجأ المؤلف إلى تحويل سطور مكتوبة على ورق إلى شاشة السينما يصبح له الحق تماماً فى الانطلاق والتحليق دون الالتزام بما هو مكتوب، حيث يتم التركيز على فحوى القصة والمعنى المستتر بين سطورها، والحكاية ببساطة أن هناك شخصاً بلا إرادة ومستسلماً لكل الضغوط الممارسة عليه، وفجأة تحدث له حادثة كبيرة أو صغيرة تدفعه لأن ينهض ويتحول إلى شخص فاعل يرفض الخنوع والاستسلام، ويصبح لديه القدرة على تغيير وضعه وصناعة أحلامه، وأنا لا أتعامل مع أى رواية أو قصة إلا إذا أحببتها، وقد كتبت السيناريو منذ فترة قبل الثورة، ولكنه قابل عدداً من الضغوط لعدم خروجه للنور، بسبب دور وزير الداخلية، وعلى الرغم من عدم اعتراض الرقابة عل السيناريو أو الشخصية فإن الاعتراض جاء من شركات الإنتاج، حيث رفضه البعض بسبب شخصية الوزير، وطلب أحد المنتجين تغيير هذه الوزارة بالتحديد قائلاً: «إنشالله تخليه رئيس وزرا»، فرفضت، لأنه ليس من عادتى تقديم تنازلات فى عملى، وتمسكت بعدم حذف دور وزير الداخلية، وتقديم الشخصية كما هى، وقدمته كما هو مكتوب على الورق، وإن كان وزير الداخلية ليس المقصود به شخصاً بعينه، ولكنه شخص لديه القوة والجبروت، وقادر على صنع حالة من الخوف. ■ هل تم إجراء تعديلات فى السيناريو بعد الثورة وإعادة إحياء التجربة مرة أخرى؟ وحيد حامد: بالفعل تم التغيير فى السيناريو، حيث كانت هناك رؤية للمخرج تامر محسن بعد قراءة النسخة الأولى من الفيلم، وأضاف رؤية حديثة جداً ومتفتحة، وأنا أؤكد أن نسبة نجاح الفيلم الكبيرة تعود إلى المخرج، لإدخاله الرؤية الشبابية التى لم توجد لدىّ فى الفيلم، حيث قام بما يشبه عملية تجديد للعمل، وقد جاءنى أول رد فعل من المخرج الكبير يسرى نصرالله عقب العرض الخاص للفيلم، وكنت وقتها فى أحد مستشفيات فرنسا، وأبدى لى إعجابه بالفيلم والسيناريو والعناصر الفنية فى العمل.[FirstQuote] ■ هل حدث هناك حالة من الاشتباك الفنى بين المخرج والمؤلف أسفرت عن تغييرات جذرية؟ تامر محسن: الكاتب الكبير وحيد حامد يتمنى أى مخرج فى مصر العمل معه، وهو ينتمى للطريقة الكلاسيكية فى تنفيذ الأفلام، والتى أميل لها وأرحب بها، وهى الطريقة التى يتم فيها توزيع الأدوار بين المؤلف والمخرج، وكيفية العصف الذهنى بينهما، واختيار الممثلين، وغيرها من تفاصيل العملية الفنية. وحيد حامد يؤمن جيداً بالمخرج، ويدرك جيداً أنه بعد اختياره وثقته فيه يترك له ممارسة دوره بشكل طبيعى، وفى تقديرى ليس هناك إمكانية لتنفيذ فيلم جيد إذا تم الاعتماد على نص مغلق ومخرج ينفذ رؤية الكاتب، فالمخرج لو انحصر دوره فى زوايا الكاميرا وأداء الممثلين فإنه سيصبح ناقلاً للنص، وهذا ما يتعارض مع دوره الأساسى كمفسر للنص السينمائى، يشتبك معه حتى ولو لم يسفر الاشتباك عن جدوى، وإنما المكسب فى الاشتباك نفسه، فإما نعود لنقطة الصفر ويظل النص كما هو، أو نكتشف فى الرحلة نقاطاً جوهرية يمكن تغييرها بافتناع المؤلف، وهو النظام الذى أعمل به مع الكاتب وحيد حامد منذ عملنا الأول فى مسلسل «بدون ذكر أسماء». ■ وما المناطق التى تم فيها جدل بنّاء بينكما فى سيناريو «قط وفار»؟ تامر محسن: الفكرة لم تتغير، ولكن تم تجديد السيناريو كما أشار الأستاذ وحيد، وهو نتاج المزج بين خبرة الكاتب وشباب المخرج، وما حدث بالنسبة لى فى النهاية نتيجة رائع ة فى تقديرى، وقد لمست ذلك فى أكثر من مرة، ومنها مرة شاهدت فيها أسرة مكونة من رجل ستينى وأم تقترب من الستين وشاب يقترب من الـ20 عاماً، وشاهدتهم وهم مبتسمون فى معظم وقت عرض الفيلم، وكنت أسعى لهذا فى هذا الفيلم وقمت بالعمل عليه لإخراجه بهذه الصورة التى يلتف حولها جميع الأعمار.[SecondImage] ■ هل كانت هناك استراتيجية معينة تم من خلالها اختيار أبطال الفيلم؟ وحيد حامد: طريقة الاختيار بدأت بمحمد فراج، ولكن باقى الشخصيات كانت هناك تشاورات حولهم، ثم تم الوصول فى النهاية إلى الاتفاق على «كاست الفيلم» الأساسى، ليكمل المخرج تامر محسن: تم التحضير للفيلم قبل مسلسل «بدون ذكر أسماء»، وكان نجم فراج بدأ فى السطوع خلال تلك الفترة، يضيف محمد فراج: علمت من وحيد حامد رغبته فى ترشيحى للفيلم ولكن لأسباب لا أعلمها تم تأجيل العمل. ■ كيف تعاملت مع «حمادة الفار» منذ البداية؟ محمد فراج: فى البداية وافقت بسرعة على الشخصية أثناء قراءة السيناريو لأن وحيد حامد هو من قام بكتابته، ولكن لا بد أن يكون للمثل وجهة نظر فى الشخصية التى سيقدمها، رأيت «حمادة الفار» كما ظهر على النسخة النهائية للفيلم، خلال التصوير كنت أتحدث مع المخرج بعد العديد من المشاهد لمعرفة رأيه فيها، فأخرجت من خلال الفيلم كل ما بداخلى من طاقة تمثيلية، وأنا مطمئن للشكل النهائى للعمل بعد كلمة قالها محمود حميدة: «المخرج يعرف يختار الممثلين كويس»، ويتابع وحيد حامد الحديث: أتذكر موقفاً مع إسماعيل عبدالحافظ خلال مسلسل «العائلة» عندما اختار الراحلة خيرية أحمد لدور تراجيدى وهو ما يختلف عن طبيعتها الكوميدية ليرد علىّ عبدالحافظ بكلمة واحدة: «اصبر»، وبعد مشاهدة المسلسل اعتذرت لخيرية على الملأ، فالمخرج يكون على علم شديد بقدرة الشخصيات التى اختارها بعناية شديدة، وأرفض كمؤلف فكرة الكتابة لممثل بعينه، وكنت أغضب من الممثلين الذين يطلبون منى كتابة فيلم لهم.. «إحنا مش بنعمل طرابيش». ■ كيف وقع الاختيار على اسم الفيلم؟ وحيد حامد: الفن الذى يخلو من الديمقراطية أعتبره فاشلاً، لذا قام الأمر كله على التشاور، حيث كان هناك تردد فى البداية حول اختيار اسم الفيلم، ووصل الأمر لإجراء مسابقة لاختياره وإعطاء الفائز ألف جنيه، ولكن شكل الفيلم وروحه هما اللذان فرضا فى النهاية اسم «قط وفار» ليكون هو الاسم المناسب. ■ بين مدرسة الديمقراطية ومدرسة الديكتاتورية فى الإخراج.. أين يقع تامر محسن؟ تامر محسن: يجب على المخرج أن يكون ديمقراطياً فى جميع الأحيان وعليه إعطاء فرصة للممثل لإخراج جميع ما بداخله، ويجب عليه أن يساعده على ذلك ليخرج الفيلم فى النهاية مكتمل الأركان. ■ ولكن هناك العديد من المخرجين اتسموا بالديكتاتورية مثل يوسف شاهين؟ وحيد حامد: أنا لا أحب طريقة شاهين فى العمل، وأنا لا أقصد بذلك تقليل قيمته الفنية كمخرج كبير وعالمى، ولكنه يطبع شخصيته على أى ممثل يعمل معه ويجعله يمثل بطريقته، وكأن شاهين نفسه يتحدث، وهذا أمر لا أحبذه، وعلى الرغم من ذلك تجد جميع الممثلين يسارعون للعمل معه بمجرد ترشيحهم لأى دور، وقد تعلمت شيئاً فى بداية حياتى العملية فى الفن، حين ذهبت للمنتج سمير خفاجى بنص مسرحى لى، ورفضه ورده لى مرة أخرى قائلاً: «أنت كاتب شخصيتك فيه»، ليكون هذا أول درس لى فى عالم السينما.[SecondQuote] ■ هل كانت هناك تدخلات من جانب الكاتب أو فريق العمل خلال التصوير؟ يبادر بالرد وحيد حامد قائلاً: أنا لم أتحدث مع فراج أو تامر خلال تصوير الفيلم أو عملية المونتاج والإعداد النهائى له، فأنا بطبيعتى لا أحب الذهاب إلى «اللوكيشن» ككاتب ولكن أذهب أحياناً كضيف، فكما أرفض أن يتدخل أحد فى عملى أرفض التدخل فى عمل أحد، ويضيف فراج: لا أحب الجلوس بجانب «المونيتور» بعد سماع كلمة «كت» لمشاهدة المشهد بعد تصويره، فعلت ذلك مرة واحدة خلال مشوارى التمثيلى، وهو الأمر الخاطئ، لأن الممثل قد يشعر بأنه قدم أعلى أداء له فى المشهد الأول مما يؤثر على أدائه فى المشهد الثانى، وهو ما يُعد تدخلاً فى عمل المخرج، بالإضافة إلى أن تامر يرفض جلوس أحد بجانب «المونيتور» وهى ليست ديكتاتورية، ولكن هى الأصول التى تربيت عليها فى السينما. ■ هل كانت هناك ردود فعل خاصة حول ظهور جريدة «الأهرام» بالفيلم؟ محمد فراج: قابلنى أحد الصحفيين بعد العرض الخاص وسألنى لماذا ضغطنا على الجريدة فى الفيلم، ولماذا تم اختيار «الأهرام» بالذات، ليقاطعه وحيد حامد: لو اخترنا جريدة أخرى كـ«المصرى اليوم» أو «الوطن» مثلاً لن يحقق الأمر مصداقية لدى المشاهد، ويضيف تامر محسن: أرسلنا مشاهد الفيلم إلى مؤسسة الأهرام وقاموا بالموافقة على عرض المشاهد. ■ ما المعنى الذى أردت توصيله من مشهد حلم وزير الداخلية، والذى ظهر فيه يرقص وسط النساء؟ تامر محسن: أعتبر هذا المشهد مفتاحاً يتم من خلاله قراءة شخصية ذلك الوزير، حيث يعكس أسلوب تفكيره الذى يبتعد تماماً عن المسئوليات والأعباء الملقاة على كاهله باعتباره وزيراً للداخلية، ولم يظهر فى الحلم حتى حزنه على ابنة عمه التى رحلت منذ ساعات، أو حتى يحلم بابنته التى أوشكت على إتمام زفافها، ولكن ظهر الحلم كما رأيناه بعيداً تماماً عن الواقع، ولكنه قريب جداً من نفسية الوزير وطريقة تفكيره. ■ محمد فراج.. ما أصعب المشاهد التى واجهتها أثناء تصوير الفيلم؟ فراج: كان عندما توفيت أمى وأرسلها وزير الداخلية إلى منزلها، قام المخرج تامر بالحديث معى، وقال لى: أنا لا أريد منك إدخال جو الحزن على المشهد، ولكننى أريد جواً من الكوميديا، ولكننى شخصياً كانت والدتى متوفاة قبل تصوير هذا المشهد بثلاثة أيام، وكنت فى حالة بعيدة تماماً عن المشهد، وأيقنت أن هذا إنجاز لى شخصياً لتغلبى على الظروف، كما كانت أصعب المشاهد لى فى الحطابة، حيث صورت فى «ميكروباص» بملابس شتوية فى عز الصيف، وكان أمراً مرهقاً. ■ كيف تم تنفيذ مشهد دخول السيارات إلى وزارة الداخلية من بوابتها الرئيسية؟ محمد فراج: كان هذا المشهد من المشاهد المهمة التى أردت تنفيذها بشكل يعطى المصداقية ويحقق الغرض من المشهد، خاصة أنه لم يتم التصوير فى وزارة الداخلية كما اعتقد البعض، بل تم بناء بوابة تحاكى البوابة الأصلية فى أحد الجراجات فى 6 أكتوبر، وتم استكمال باقى عناصر المشهد بالجرافيك. ■ بصفتك مخرج العمل، كم نسبة رضاك عن الفيلم؟ تامر محسن: راض بنسبة كبيرة تصل إلى 80%، وأسعدنى انطباع الأستاذ وحيد حامد عن الفيلم، وسعيد لكونى تحملت مسئولية عودة الفنان الكبير محمود حميدة بعد غيابه لمدة ثلاث سنوات امتنع عن الشغل فيها، والحمد لله أقنعته بالعمل وكانت «فاتحة خير» عليه بعدها، حيث شارك فى ثلاثة أعمال دفعة واحدة. ■ وكيف تعاملت معه داخل «اللوكيشن»؟ تامر محسن: كانت هناك انطباعات لدىّ عن صعوبة التعامل معه، وبعدما تم بيننا احتكاك خلال فترة التصوير علمت أن التكهنات التى كانت بداخلى ليست صحيحة، هو فنان يحب عمله ويخلص فيه ومحترف لدرجة عالية جداً، ويريد بشتى الطرق الوصول إلى عقلية المخرج، وأعجبنى جداً أنه كان يعمل على أن فراج هو نجم الفيلم، ولم يتحدث عن كيفية كتابة اسمه على «التيتر» أو «الأفيش» وبمجرد الانتهاء من التصوير قام بالانصراف. ■ كم وصلت إيرادات الفيلم حتى الآن؟ وكم نسخة تم طرحها؟ وإلى متى سيستمر عرضه؟ - حتى الأسبوع الأول وصل إلى 360 ألف جنيه، والأسبوع الثانى كلمت المنتج وقال لى إنه حقق نفس الرقم، وأعتقد أنه يسير بهذا المعدل، وأرى أنه لم يتأثر بتسريبه فى الإنترنت، حيث إن النسخة كانت سيئة للغاية، وأتصور أن من يُقبل على مشاهدتها على الإنترنت هو من نوعية الجمهور الذى لا يرغب فى الذهاب للسينما أصلاً، أما بالنسبة للنسخ كانت 53 نسخة، وأعتقد أنه سيستمر حتى تقوم السينمات بسحبه، وأنا مطمئن إلى أن كل من يشاهد الفيلم سيخرج سعيداً جداً.