زيارات منزلية وتنظيم الأدوية لتجنب تضاربها.. كل ما تريد معرفته عن طب المسنين

12:25 ص | الاثنين 12 يونيو 2023

أعطت الدولة بالآونة الأخيرة اهتماما كبيرا بطب المسنين بتجديد أقسام طب المسنين بالمستشفيات وإلحاق بها صالات ترفيهية وتوفير رعاية صحية متكاملة، فضلًا عن إنشاء مستشفيين بالإسكندرية للطب النفسي وطب المسنين، ويتسائل العديد من الأشخاص عن دور طبيب طب المسنين والتوقيت المناسب لزيارته؟.

دور طبيب طب المسنين

ومن جانبها، تؤكد الدكتورة هبة محمد عز العرب، استشاري أول طب المسنين دكتوراه طب المسنين جامعة عين شمس، أنه ما زال الكثير من الأشخاص ليس لديهم وعي كافٍ بطبيعة تخصص طب المسنين، وهو ما يدفعهم للبحث عن طبيب متخصص بشكوى المريض، فيبدأ المريض يزور طبيب الباطنة والقلب والعظام وغيرها من التخصصات، ليبدأ في تناول عقاقير متعددة تصل في بعض الأحيان إلى 30 قرصا باليوم الواحد، وقد كون المواد الفعالة لهذه العقاقير متضاربة مع بعضها البعض.

التوقيت المناسب

وشددت «عز العرب» في حديثها لـ«الوطن»، على ضرورة لجوء المسن خاصة بعد تجاوزه سن الـ 65 إلى طبيب متخصص بطب المسنين لمتاعبة حالته الصحية بصفة مستمرة، كونه الشخص المنوط به علاجه بكل التخصصات أو توجيهه للتخصص المطلوب مع متابعة أنواع العقاقير الموصوفة للمسن وإعادة جدولتها والبحث عن بدائل لها حتى لا تتضارب مع ما يأخذه من عقاقير تعالج أمراضا وأعراضا أخرى يشتكي منها المسن.

هشاشة العظام وأمراض الذاكرة.. أبرز الأمراض التي يعاني منها المسنون

ومن الضروري متابعة المسن ما بين 3 أشهر وحتى 6 أشهر مع طبيب متخصص بطب المسنين حسب حالته المرضية، لأهمية التشخيص المبكر للأمراض، خاصة للمسنين الذي يحظون بمخزون قليل من الفيتامينات والمعادن يجعلهم أكثر عرضة لمضاعفات الأمراض، كأمراض هشاشة العظام والسلس البولي وأمراض الذاكرة، وأمراض المخ والأعصاب والعلاج الطبيعي، بحسب ما أكدت استشاري أول طب المسنين.

علاج مضاعفات الأمراض الصامتة

وأوضحت «عز العرب» أن طب المسنين معني بصورة كبيرة بمضاعفات الأمراض، إذ أن العديد من الأمراض التي تصيب المسن بعمر الـ 40 والـ 50 كالسكري والضغط المرتفع وغيرها ويتعايش معها المسنين لسنوات، تبدأ مضاعفاتها بالظهور بسن الشيخوخة، خاصة إذ لم يتم متابعتها وعلاجها بصورة صحيحة، كالإصابة بالتهابات الأعصاب نتيجة الإصابة بالسكري، والتهاب الكلى الناتجة عن ارتفاع ضغط الدم، خاصة وأنها من الأمراض الصامتة التي قد تكون موجودة بالجسم وينسبة عالية دون وجود أعراض.

طب المسنين يقدم التشخيص المتكامل

وتابعت أن بعض الأطباء المتخصصين لا يتمكنون من إعطاء تشخيص صحيح نتيجة كثرة الأعراض والأمراض التي تكون لدى بعض المسنين بهذه المرحلة، فطبيب المخ والأعصاب قد لا يرجع أعراض اضطراب الذاكرة المفاجئ باضطرابات الغدة الدرقية، أو أن أعراض آلام القب قد تعد لالتهاب الرئة، إضافة إلى أن تخصصات كالمخ والاعصاب لا يتم قياس السكر وضغط الدم بالعيادات وبالتالي تكون التشخيصات قاصرة وغير ملم بالحالة الصحية ككل، ونفس الأمر بالتخصصات الاخرى كالباطنة الذي قد يهتم بقياس معدلات السكر والضغط دون النظر لاضطرابت الذاكرة وهكذا.

مخاطر الاستمرار لفترات طويلة على تناول العقاقير دون مشورة طبية

وعن أبرز المشكلات التي يرصدها طب المسنين تحدثت استشاري اول طب المسنين في تصريحاتها لـ«الوطن»، أن كثير من المسنين يستمرون اعوام طويلة على نفس العقار دون متابعة طبية، وقد تكون هذه العقاقير غير مناسبة لتطورات حالتهم الصحية، أو قد تكون بعض من هذه العقاقير اصبحت قديمة وحل مكانها بعض العقاقير الحديثة الأكثر كفاءة وفاعلية واقل بآثارها الجانبية، كاشفة عن خطورة الاستمرار فترات طويلة على تناول العقاقير دون المتابعة الطبية، إذ أن بعض الحالات لم تلجأ للمتابعة الطبية منذ 40 عامًا بدعوى وفاة طبيبهم المعالج وعدم وجود أعراض قوية دفعتهم لطلب المشورة الطبية وتغيير العلاج.

سهولة طلب المشورة الطبية

ولفتت إلى سهولة طلب المشورة الطبية بالأونة الأخيرة، إذ لم يعد الأمر يتطلب نزول المسن للسلالم وركوبه لوسائل المواصلات وأوقات طويلة من الانتظار، بل أصبح هناك كشوفات أونلاين عن طريق الانترنت، وأطباء يقومون بالزيارات المنزلية، إضافة إلى ما قامت به الدولة بالفترة الأخيرة من تجديد اقسام طب المسنين بالمستشفيات، مشيرة إلى دور طب المسنين في تنظيم حياة المسنين بوضع خطة علاج خاصة بكل حالة وتوعية ذوي المسنين بطرق التعمل الصحيحة معهم وتحديد ما إذا كان بحاجة لجليس ام لا، أو بحاجة الى استخدام عكاز أم لا.

نصائح للمسنين داخل المنزل

وتابعت أستشاري اول طب المسنين: «بيتم سؤال المسن عن مكان اقامته وهل بيستخدم سلالم ولا لا وبنطلب من الأهل إزالة السجاجيد والأسلاك في حال كان المريض يعاني من خشونة بالركبة أو مشكلة بالمفاصل، وممكن ان يقوم الطبيب بزيارة للمنزل لتحديد مطالب المسن للتعرف على خطة العلاج المناسبة له».